كانت الساعة تقارب منتصف الليل عندما أخذ هاتف غسان يرن ، ما ان لمح اسم سمية شعر بالبرودة رعبا تجتاح أعصابه انها تقاطعه منذ رفض احمد... لا بد ان هناك امر خطير جدا لتتصل الان..... رد بسرعة : سمية ماذا هناك ؟ سمعها تقول بحنق : للأسف أحتاجك .. احمد في السجن هل ستأتي معي الى قسم الشرطة .... ام اذهب لوحدي ؟!
أمسك حسام رأسه بكلتا يديه ، يكاد يتفجر غيظا بعد ان باءت كل محاولاته مع ضابط الشرطة بالفشل . لقد قام باستفزاز الضابط الى أقصى حد دون قصد ، وهو يدافع باستماتة عن احمد ، ملقيا باللوم كاملا على ابن عمه الغبي نزار ، وحتى بعد ان أخذ يقسم بأغلظ الإيمان ان احمد لم يبدأ العراك ، ولم يحاول حتى صد الضربات او تجنبها . كان الضابط يمسك بهويته ويحدق فيه بحدة ، ينتظره ان ينهي اقواله ، حتى يفاجأه بسؤال عن صلة القرابة بينه وبين نزار ؟؟؟. نظرا لاسم العائلة المشترك ، وما ان أكد له انه ابن عمه . ما كان من الضابط الا ان بدأ يكيل له اتهامات لم يتوقعها !!! لماذا تقف الى جانب غريب ضد ابن عمك ؟؟؟ هل لديك مشاكل عائلية معه؟؟. هل هذا بلاغ كيدي ؟؟؟. وجد حسام نفسه الآن يحاول عبثا دحض هذه الادعاءات . لكن بدا واضحا ان الضابط اتخذ موقفا سلبيا منه ، وألقاها في وجهه صراحة ، كيف له بان يثق بشخص يخون عشيرته ويقف ضد ابن عمه مع غريب !!! أراد ان يفتح فمه ويهتف ....... لان هذا ما حدث فعلا ! لان العدل والحق يحتم عليه ان يتخذ هذا الموقف ! . لكن نظرات الضابط له وهي تقطر احتقارا وهو يطرده تقريبا طالبا منه ان ينتظر خارجا الجمته . وها هو يجلس منذ اكثر من ساعة يفور غضبا . جل ما استطاع فعله آسفا ومضطرا هو الاتصال بوالدة احمد . يحمد الله انه يحتفظ برقم هاتف منزله. كان موقفا لا يتمنى ان يمر به ثانية أبدا ! ان يكون من يخبر سمية ان وحيدها في السجن بعد ان عهدت به إليهما ليرفها عنه قليلا . وياله من ترفيه ذلك الذي حظي به على يديهما ! استيقظ من أفكاره على صوت سمية وهي لا تستطيع تمالك نفسها : أين هو أين ابني ؟! تركض في الممر وبصحبتها رجل يقاربها عمرا ويشاركها شبها ملحوظا في الملامح
لا تعرف سمية من اين أتتها القوة لتبدو متماسكة ، فلا تنهال ضربا على كل من نزار وحسام وهي ترى وجه احمد المنتفخ المملوء بالكدمات والملطخ بدماء جافة عند انفه وشفتيه وحتى جرحه القديم أسفل عينه اليمنى يبدو انه تلقى ضربة ففتح من جديد !!!! فقط عيناها تتفجران غضبا كلما نظرت الى اي منهما ،. بينما تغمر احمد بأحضانها وقبلاتها وهو يربت بلطف على ظهرها يتمتم بكلمات الاعتذار تارة وتارة اخرى يطمئنها ،. انه بخير علها تهدأ قليلا بينما تركت دفة الكلام لشقيقها غسان
كان نزار يقف ذليلا لا يستطيع رفع نظره عن الارض خجلا . لم تكن هذه المرة الاولى التي تجره عصبيته وانفعالاته المتهورة فيها الى أقسام الشرطة ، لكنها حقا الأسوأ . في كل مرة يكون هناك مقدار من الذنب المتبادل مع أشخاص يكن لهم حقدا او كراهية فلا يشعر بالندم بعد اي شجار لكن هذه المرة مع احمد ! صديقه ! في الواقع هو صديقه الوحيد ما من احد كان ليتحمل او يصبر على طباعه العنيفة ومزاجه المتقلب سوى هذا الشاب المتزن الخلوق ! وهو يأكله الندم الآن وهو يرى اثار عنفه وغبائه على وجه صديقه الذي لم يحاول ان يرد له ولو لكمة واحدة بل أخذ يتلقى الضربات وكأنه وكأنه يستحقها وينتظرها عقابا على ذنب ما !
أنت تقرأ
اولاد الحلال
Ficción Generalهتفت به بكل أسى : توقف عن تعذيب نفسك انت مقيد بقيود وهمية حبست نفسك في زنزانة انت بنيتها بنفسك حرر روحك انت تستحق ذلك . ارتجف ألما وأجاب بصوت خافت : تلك القيود لا يمكنني ان أتحرر منها فقد كسرتني وانتهى الامر انت فقط لا يمكنك ان تفهمي !. واجهته كار...