استيقظ من شروده على صوتها تسأله بنعومة : أين ذهبت ؟! توقف عن لمس جرحه بأصابعه و أجابها وهو يتأمل زرقة عينيها : لا شيء . ابتسمت له وهي تناوله المزيد من المعلبات : حسنا هذا اللاشيء يبدو معقدا جدا لتستغرق في تأملاتك هكذا ما رأيك هل احضر المزيد من علب الفول والحمص ؟ أمسك يدها وضغط على أصابعها برقة وهو يقول : رأيي ان نعيدها جميعها وغدا سأدعوك الى افطار مميز في مطعمي المفضل ، كل ما نشتهي من حُمُّص وفول وفلافل . احتضنت أصابع يده بين كفيها الرقيقين ورفعت رأسها نحوه تحدق في عينيه: هل ستخبرني بما يشغلك ؟ ابتسم
قائلا: بالطبع ثم تابع مشاكسا لها ..لا ! . حركت كتفيها للأعلى بمرح : كما تشاء لكنني لن أتنازل عن افطار الغد أصبحت ملزما به . قال وهو يدفع العربة : بالطبع صمت قليلا .....الحت عليه بالطبع ماذا...... ضحك قائلا نعم !. ساعدته جيسيكا في وضع الاكياس داخل السيارة
وهو ينظر اليها انها مريحة هذه العلاقة التي تربطهما، يناسبه تماما اُسلوب تعاملها مع ما ينتابه بين الحين والآخر ،هي تهتم و تقدم له كل الدعم لكنها لا تضغط عليه تتعامل مع العوارض وتترك له جوهر انزعاجه، ان لم يشأ ان يتحدث عنه فلا بأس وكان هذا يناسبه تماما . اصطفت سيارته المستأجرة امام ما كان منزله لأكثر من خمسة و عشرين عاما
يبدو ان سوسو لديها زوار يا جيسي قال بتوجس، إجابته جيسكا وهي تزيح بيدها خصل شعرها الشقراء عن وجهها : وهذا امر جيد لها أليس كذلك ؟! تنهيدة عميقة متعبة خرجت من صدره رغما عنه : أرجو ذلك
ما ان دخل البيت حتى سمع أصوات نسائية تتبادل الحديث قال لجيسكا : يبدو انه امر جيد. وضع ما يحمله من اكياس على الطاولة في المطبخ تاركا مهمة إفراغها لجيسكا التي لم تمانع ، وقادته خطواته نحو غرفة الجلوس هذا الصوت يعرفه.. يعرفه جيدا ،يا الله العينان تلاحقانه وان بدا اثر السنين اكبر كثيرا عليهما وان لم تكن صاحبتهما بل والدتها ! ما ان التقطت عيناه ملامح غادة وهي تجلس مقابل والدته تحتسيان القهوة حتى هتف قلبه : يا الله ما هذا اليوم الذي لا ينتهي !
تمالك نفسه ورسم ابتسامة متقنة مجاملة لها تقدم نحوها مد يده ليصافحها قائلا : اهلًا اهلًا . لكنها فاجأته بأن عانقته وهي تضربه على ظهره معاتبة : آه منك يا احمد هل مرت ست سنوات بل سبعة منذ رأيتك اخر مرة ؟!! لا اصدق . أفكاره تعذبه من جديد لا تصدقين ؟؟؟! أنا الذي لا اصدق ان كل هذه السنين لم تكفي لمحو ما فات يبدو ان العمر بأكمله لن يكفي .
خرج من أفكاره مجيبا لها : سبع سنوات يا خالة ولكن تبدو كسبع دقائق بالنسبة لك ما شاء الله تبدين رائعة كالعادة . توجه نحو سمية يقبل يدها قبل رأسها يفرغ حنانا طالما سقته إياه بينما أخذت تتمتم بكلمات الرضا وتدعوه لمشاركتهم القهوة . جلس احمد بجانبها مقابلا لغادة التي كانت لا تزال تتأمله عندما دخلت جيسيكا الى الغرفة يسبقها صوتها : اهمد ...ناداها داعيا: تعالي جيسي هذا زوجة شقيق أمي .السيدة غادة . ونهض ليصبح بجانبها وتابع : خالتي هذه جيسيكا زوجتي .
أنت تقرأ
اولاد الحلال
Ficción Generalهتفت به بكل أسى : توقف عن تعذيب نفسك انت مقيد بقيود وهمية حبست نفسك في زنزانة انت بنيتها بنفسك حرر روحك انت تستحق ذلك . ارتجف ألما وأجاب بصوت خافت : تلك القيود لا يمكنني ان أتحرر منها فقد كسرتني وانتهى الامر انت فقط لا يمكنك ان تفهمي !. واجهته كار...