- ظلٌ و نطق

1.1K 138 227
                                    


الفصل الثاني عشر.
هدى، صوت ريح.

.
.

ركضت و النفس بالحضيض، رحت أجري بلا وجهة أو عنوان كل ما ببالي أن أهرب منه، منها هي. لقد كانت تراقبني!!

توقفت بعد دقائق مثنيةً قدماي مشكلة زاوية قائمة و وضعت راحة يداي على ركبتاي. تنفست بصعوبةٍ كبيرة و قد قلصت حجم الهواء المحيط بي، انتبهت لحلول الظلام و لوجودي بمنطقة لا أعلم ماهي.

وقفت معتدلة ألتف حولي باحثةً عن أي ضوء أو منجاة، لكن المكان كان هادئًا بطريقة غريبة و مخيفة. قبضت يدي، فتحسست المغلف البلاستيكي، تذكرت وجوده.

مسحت يسراي بثيابي و كذلك اليمنى، ثم حاولت تمزيقه فلم أستطع. لذا شبكت أسناني على حافته، تشبثت به بكلتا يداي و سحبت رأسي ليُقطع و أبزق أنا البلاستيك الذي بفمي محدثةً ضجة تشبه "بففط" . رميت الكيس و أمسكت الرسالة بكلتا يدي.

نظرت لها بحدة، توتر. ثم نطقت: حسنًا لننهي هذه اللعبة الرخيصة الآن.

ماذا يوجد بالرسالة.

قلت لنفسي و باشرت بفتحها، نزعت اللاصق حتى سمعت خطوات خلفي. أنا لم ألتف، أنا فقط أحسست بنفسي أسقط أرضًا إثر ضربة قوية على خلفية رأسي.

شعرت بصداعٍ شديد، حاولت الوقوف و قد ارتكزت على يداي لكني استلقيت مجددًا على وجهي. سمعت صوت الأقدام ثانية فأدرت رأسي يمينًا بعدما كان أنفي ملتصقًا بالأرضية لألمح سروالًا أسود، معطفًا طويل و حذاء بنفس لون السروال، في حين البُنية أظهرت لي أنه رجل.

رفعت بؤبتِي للأعلى حتى أستوضحته فرأيت وجهه، كان يضع قناعًا على شكل قلبٍ منكسر. أنا تنهدت، قائلة لنفسي، أن هذه القلوب و الإنكسارات أصبحت تلحقني كثيرًا. علمت فورًا، أنه من أتباعها. انبطح لعندي و قام بأخذ الرسالة ليخرج لاصقًا جديدًا و يلفه مغلقًا إياها، بعدها سحب كيسًا بلاستيكيا من جيبه و أودع الرسالة داخله.

رماه أمامي و وقف ممسكًا بعصا حديدية واضعًا إياها على كتفه قال: إياك و أن تحاولي فتحها ثانية، أو تخرقي قانون عملك.

ضرب الأرض التي بجانبي بعصاه مرتين متتاليتين مكملاً: أنا ٱراقبك.

فضحكت بسخرية عليه، أيعتقد أني أخاف الموت؟! أنا التي تبحث عن بابه لذا لا حاجة لتدق به أمامي، سأفتح له وحده دون حيطة.

ابتعد و لم أستطع أن أراه، فقد تقدم للأمام لذا لم يكن بمجال رؤيتي. لم أستطع الحراك، بل وضعت يدي بصعوبة على رأسي ثم سحبتها فلمحت الدماء، كان لونها جميلاً للغاية.

ذكرني برأس توماس الكبير.

ألقيتُ يدي على الأرض بإهمال و ظللت نائمة على الرصيف، لم أعلم أن جسدي بهذا الضعف. أعني أنا لست خائفة، فلما أبكي؟! أو ربما أنا خائفة من أن لا أموت.

رواية || أين غرفة المنكسرين؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن