- كئيب لم يشبع

1.5K 174 58
                                    


الفصل السادس.
هدى، شَمعة كئِيب.
.
.

"مالذي بحق الله تفعلينه هنا؟؟"

سألتها.

ابتسمت مفرجةً عن ثغريها، رفعت ملعقة حسائها تنفث فيه تنظر لي بنصف عينها و تقول: لقد تم نقلي إلى هنا، بعد أن حرق أحدهم غرفتي.

ثم ابتلعت الحساء و قد فتحت فمي برهات، ضربت الطاولة بقبضتي و قلت: مستحيل، هل أنتِ من تعيشين بجانبي؟!

التفت لي و قالت: أعيش؟؟
ابتسمت لترد: صغيرتي، أنا فقط أستأجره، سأرحل قريبا.

لم أهتم بكلامها بل نطقت: أنت حقا مزعجة لما تتشبهين بالصمغ هكذا!!

"لأنك تثيرين فضولي."

قالت فالتفت لها بصدمة لما ضرب ٱذناي و لما زحزح قلبي لحظات، أضافت بابتسامة: صدقي أو لا، أنت عزيزةٌ علي.

التمعت عيناي قليلا. كيف يشفق فرس النهر علي، في حين والدتي لم تسمع بي حتى.

"حسنًا. أنا لا أفعل، أنا لا ٱريد معرفة شيٍ عنك."

قلت. وقفت مبتعدة و قد لحق بي الممرض بسرعة و أمسكني من ذراعي. حقًا!! لا يجب على المرء أن يحمل كرامةً هنا و إلا أحرقوها بتصرفاتهم هذه. رمقته بغضب بعض الشيء، ثم مشيت فقط متجاهلةً كلاهما.

"ليزانثس.."

توقفت.

"الحباة جميلة"
قالت.

لأستدير لها و أرد: فقط لمن يرتدون نظارت شمسٍ وردية.

"و لما لا تجربين ارتدائها؟!"
سألتتي فخطوت قليلا و أكملت.

"لأني لا ٱريد أن أكون مهرجةً بعد الآن، تركت تلك المهنة منذ ستِ سنوات."

"يمكنك العودة لها، تعلمين."

"أجل"
نظرت لها بنصف عيني بابتسامة سخرية: حين يتم طردي من عملي كعلامة ترقيم.

فرُسم التعجب بسماتها، بينما تقدمت بالمشي مع حارسي الشخصي الذي يبدو أنه غير نظرته لي. بعد وقوفي أصبح يشد على ذراعي بقوة بعض الشيء.

كانت الأروقة خاليةً تماما فالجميع ٱقتيت للنوم كقطعان خرفان، الأجواء بهذه العمارة أهدئ من سكني السابق فعادةً ما أسمع سمفونيات صراخ، أو نقر بيانو على الحيطان لكن هنا كأن الموتى تعيش. لا دمعة أو صرخة.

وصلنا لغرفتي حيث فتح لي الباب بالمفاتيح ثم ٱغلق خلفي بعد أن دخلت. كانت معجون الأسنان مكورةً بلحافها كشرنقةٍ تتظاهر بالنوم ناسيةً أنها تفضح حالها بتقلبها كسمكة جفت الشجاعة منها.

كنت سٱشاجرها و ربما أطلب منها مفتاح الخزانة، لكن عقلي أفرغ من أن أشغله بشيء ما لذلك رميت حقيبتي التي لا تزال بجانب الباب ثوانٍ. صغيرة، كأنها تحمل بذلة واحدة لكن في الحقيقة هي لا تملك شيئًا.

رواية || أين غرفة المنكسرين؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن