الفصل الثالث عشر.
هدى، ٱصبع رضيع..
.لما حطمني الرب هكذا؟!
اعتدت أن أسأل نفسي دومًا. و بالطبع لا تخلو العادة، من إضافة جملٍ ٱخرى.
كلماذا أنا؟! لماذا يحدث هذا معي؟! أنا لم ٱؤذي أحدًا فلما العقاب؟! مالعيب بي حتى لا أكون سعيدة؟! متى يتوقف الألم؟!
الجميع يضحك، فلما أبكي؟!
و لكن، في مرحلةٍ معينة. تلك التساؤلات، و علامات استفهامها، توقفت. كأنما ذُبح الرأس العلوي لها، فبقي لي التعجب و حسب. بلحظةٍ ما، اختفت تمامًا. و الأمل الطفيف الذي كانت تعلو به ناجية. جف بحره، فما عادت بحاجةٍ له.
سارت راحلة، تاركةً إياي فارغة.
حل محلها هيَ و الدموع الكثيرة، التحديق ثم الضحك بهستيرية. لأن الداخل الذي بي فهم، أن لا حياة لي. أن مواصلة الكذب على نفسي، بشيءٍ كالمستقبل أفضل ماهو إلا ملحٌ بدل أن يعالج الشرخ بوريدي، كان يجعله يتعفن. كعطانٍ نتن.
المستقبل، الأمل، النهايات السعيدة. كانت كذباتِ آبائنا غفرانًا لذنوبهم في حقنا. لأنهم لا يستطيعون وضع تلك الأشياء الحسية بعلبٍ ثم تغليفها و قول: ٱنظروا ماذا أحضرت لأميرتي أو بطلي، سعادةٌ معلبة.
فالسعادة، لا تدق بابَ شخصٍ ينتظرها. لأن الجميع يفعل، أصبحت تسير على مزاجها. لذا توقفت عن انتظارها، أو إلقاءِ بالٍ لها. كنت أقول، ربما سيجذبها برودي ناحيتها، مثلما يجذب هذا النوع من الصبيان البنات.
لكنها لم تفعل.
كان هناك دومًا نقصٌ بي، جعلها ترفضني.
لم أكن من ذوقها. لذا لم أفرح.
السعادة المعلبة، لم تصلني يومًا. و إن فعلت، كانت صلاحيتها تنتهي باليوم التالي. كنت أسمع صوت ميرنان تسخر مني مرارًا و مرارًا و ألفَ مِرار قائلةً،
ليزانثس الصغيرة، حتى السعادة و لم تحبك.
لهذا، وجب علي أن أتقبل الحقيقة.
أن لا فرح. لا سعادة. و أن لقطات الشاشة القليلة التي أحتفظ بها في ذاكرتي، ليست سوى خمرًا عِنبيًا. حين لم يبقى لي منه شيء، ضُربت في اللُب. فبلل الدم السرير، و ٱيْقظ الجنون بي فزَعًا.
لقد عتُهت.
تزلزل هاتفي، فاستدرت. كانت عيناي بحجم البلوط، لكثرة ما بكيت. تجاوز الوقت الفجر، و لابد أنها السابعة صباحًا. حملت الهاتف فانعكس الضوء بوجهي، كنت قد أغلقت الستار و أعطيت الظلام راحة التجوال.
كتب بها،
"سيصلك بعد ثلاثِ دقائق آخر ظرف، خذيه للشخص و بما أنه آخر مستقبل. يسمح لك بمحادثته إن شئتِ."
أنت تقرأ
رواية || أين غرفة المنكسرين؟!
Mystère / Thrillerبعضٌ من الظلمة، علها توقظ فينا النور بغتة.