- أمامك خلف غيرك

1.4K 137 180
                                    

الفصل الحادي عشر،
هُدى، غربة صديق.

.
.

ظل يطن خلفي، يدق على بوق السيارة معتديا على صمتي. ذاك الشرطي لم يتوقف عن اللحاق بي، و لم أتوقف أنا عن محاولة تمثيل أنه يلحق شخصا غيري.

لكن الأمر انتهى حين أسرع و تقدم أمامي ليُخرج يده و يشير لي بالصف جانبا، شعرت أن أمري انتهى. سيعيدني للمشفى، و قد فكرت حقا، حقًا.. بمحاولة قتله.

ركنت السيارة جانبا، و ركن هو خاصته أمامي. لحظات قليلة و نزل متقدما لعندي ببذلته، عدلت الشعر المستعار ثم أعدت وضع يدايَ بالمقود. وقف بجانب نافذتي و طرق عليها مرتين لٱنزل الزجاج و يُخفض معه رأسه.

"مرحبا سيدتي"

قال لي نازعا قبعته ثم معيدًا إياها لرأسه. كدت ألعنه لقطعه طريقي، و أني لا أود محادثته فليبتعد عني، لكن إهداي يا ليزانثس، إهداي فالتعدي على شرطي يعتبر جريمة.

"مرحبا"
رددت عليه بسماتٍ باردة، تقول ٱغرب عني.

هز رأسه إيجابا ثم قال: لما لم تتوقفي حين كنت خلفك؟!

نظرت له ببساطة قلت: اعتقدتك تلحق بغيري.

رفع حاجبه الأيمن ليقول بنبرة استنكار: في طريق لا أحد بها سواك؟!

ابتسمت له موضحة أني ٱكلمه فوق قلبي: حقا؟! لم أنتبه فأنا لا أضع نظاراتي.

"تقودين دون نظارات؟!"

تكلم، وددت لو أضربه، قلت بهدوء: للأسف ابن أخي قام بكسرها لذلك أنا ذاهبة لكاليفورنيا حتى ٱحضر جديدة.

لكنه لم يتوقف، أي نوع من الناس هذا الشخص، لقد أضاف: ألا يوجد طبيب بمنطقتكم حتى تسافري لإحضارها؟!

ابتسمت بصعوبة محركة رأسي نفيا لأقول بعدها: سيدي هلا تذكرني ماذا تعمل؟! لأني حاليا كأني أسمع تذمرات ٱمي!!

خجل بعض الشيء، و تنهدت أنا، لأعود و أنظر أمامي في حين كح مرة ثم قال: رخصة السياقة لو سمحت.

لقد ندمت بعض الشيء لحديثي معه بذاك الشكل، وجب أن أقوم بإطرائه كذبا الآن سيتصرف حقا كوالدتي و يرخص عقوبة بحقي.

نظرت له بقلق ليفهم ما يحدث فورا و يقول: إذا لا تملكين أوراقا!!

كاد يكتب لولا أني استوقفته: من قال هذا؟! لابد أنها هنا.

ثم صمتت، مددت يدي حتى لامست الدرج الصغير و ضغطت عليه ليفتح و تسقط بالفعل مجموعة أوراق!!

دهشت للحظة، و غزتني ملامح غير مفهومة!! كانت حقًا أوراق السيارة!!

أخذتها و ظللت أنظر لها ثواني، إستشعرت ملمس ورقها أتأكد أنها حقيقة. فتحت رخصة السياقة و وجدت صورتي عليها!!

رواية || أين غرفة المنكسرين؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن