- إنتماء للهاوية

1.6K 210 238
                                    


الفصل الخامس
هدى، ٱفقٌ عجيب.
.
.

وضعتُ قدمًا على الأرض ببركة المياه و بصندلتي القديمة الغير مناسبة لهذا الجو، فقد بزقت السماء علي منذ قليل.

أغلق الممرض باب الشاحنة خلفي، يداي مكبلتان كمجرمة. لكن هناك اختلاف، لم أقتل أحدًا لكن قتلت رغبة الحياة بي.

لقد عانيت من إكتئابٍ حاد و مزمن إضافة لإنفصام الشخصية. فشل الأطباء النفسيون بإعادة نبضِ حبي للعيش و للأسف ٱعلنت كمتوفاة بسجل "طردوا أنفسهم من الحياة".

بدايةً لم يكن مرضي بهذا الإزمان أو أقله، اعتقدوا أنه كذلك. قالوا أني مجرد فتاة محطمة أصابها الإكتئاب، لم يستطع والديها أو إخوتها التعايش معها فوضعوها بالمشفى.

لكنهم لم يعلموا أن ليزانثس لم توضع بالمشفى لذلك السبب فقط.

أن والديها لم يكرهاها للجنون و حسب، و أن إخوتها لم يخافوها للإكتئاب.

بل لأني استطاعت إقناع ٱختها الصغرى بمحاولةِ الإنتحار.

دفعني الممرضة بشدة، بعد عدة ندائات لكن لا رد، فنظرت له بحقدٍ ثم تقدمت. بجانبي إثنان من مشفى جونسون للأمراض العقلية ينظرون لي باحتقار، أعتقد أن زفافي قد ٱعلن بجرائد الأطباء هناك.

رفعت نظري للسجن الثاني الذي نقلت له. لا فرق بينه و بين الآخر، عدى أن السابق ذو لون أبيض و هذا أصفر. أم أنهم لم ينظفوه؟!

كان ذو شكل مستطيل طويل و عرض ضخم، به ستتة طوابق و بكل طابق ما يقارب الاحدى عشر أو الاثنتا عشر غرفةً في الامام فقط. الحديقةُ لا بأس بها، على الأقل الكثافة السكانية هنا ليست خانقة، لكنه بدى أصغر من مشفى جونسون.

دخلنا الباب الأمامي حيث نظر لي الجميع و قد هزني الغرور، إذ رفعت أنفي و على عكس المرةِ السابقة لست أميرة لكني جعلت نفسي رئيسة هذه المرة.

و قد استمتعت بالأمر، بجحور أفواههم التي فتحوها لأكتافي الصاعدة. و ما زاد تأكدهم كون الممرض على يميني يحمل حقيبتي و الآخر ذو هيئة ضخمة.

لكن شهرتي تبعثرت حين رحنا نصعد السلالم، فقد رفضوا جعلي أدخل المصعد. لا أعلم السبب، أيعقل بسبب تلك المرة؟! حين انتظرت حتى كاد يغلق الباب، و وضعت رأسي به مسببةً نزيفا داخليا. لا أظن.

وصلنا للطابق و من حساباتي أنه الرابع و غرفتي الثالثة على الجهة اليمنى، و لكن المفاجأة الكبرى حين اكتشفت أن لي شريكة.

"من هذه؟!"

سألت الذي يحمل حقيبتي و قد وضعها أرضا ليجيب بعد أن وقف: شريكتك بالغرفة؟!

نظرت لها، كانت إمراةً تحمل فرشاة أسنان و تحك حافة السرير. بشعر قصير يملك نفس بنية عيناها، عرقٌ على جبينها لكن لم يجذبني بها سوى شيء، ملابسها!!

رواية || أين غرفة المنكسرين؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن