CH|1|🌸

3.6K 168 21
                                    


الحياة سيئة، لكنها كريمة أحيانا! تأخذ منا من نحب، و تجعلنا ننصاع لأوامرها و تياراتها!

**
*
**
*
**
*

ارخي رأسي اكثر على راحة يدي و اخذت اتأمل تلك الورقة الضعيفة الموشكة على السقوط، تهب الرياح من كلا الجانبين و هي تقاوم بكل ما تملك لكي لا تسقط، لكنها سقطت في نهاية المطاف لتأخذها الرياح عن ناظري و تقودها نحو مكان اخر لتتحلل فيه، وحيدة، هشة و ضعيفة! تلك الورقة هي انا، لكنني ما زلت يافعة، متمسكة بالغصن الذي يحملني، يوما ما سأسقط انا كذلك لأنصاع لتلك الرياح!

"انسة يوري! المرجو منك ان تنتبهي!" قال البروفيسور ليوقظني من تلك الاحلام مجددا

أظن ان هذا الاستاذ قد خلق ﻹيقاظي، منح له الشرف من بين كل الناس ليجرني من الدوامة التي تأخذني على مركبها لتلقي بي في مثل هذه التحليلات الفلسفية نوعا ما

مين يوري، ادرس الطب، لا اريد ان اصبح طبيبة! لم احب يوما الدماء و كل هذه الاشياء تجعل قلبي يقشعر، لكنني ورقة انصاع لأوامر الرياح، والداي! اريد ان اكون استاذة لا يهمني التخصص و ما الذي سؤدرسه، فقط اريد ان احضر لفصل يحوي العديد من الاطفال، نعم احب الاطفال!

قد لا ترغبون معرفة شكلي، قد لا يروق لكم، و قد ابدو قبيحة بعض الشيء، لكنني اجد نفسي جميلة، ليس بجمال الفتيات الاخريات، لكن بجمالي الخاص!

انا لست انانية، و لا نرجسية، لكنني اقدر نفسي، فذاتي احق بأن اقدرها انا او ان انتظر شخصا اخر ليقيمها، انا ذاتية مستقلة، قد تجدون هذا غريبا بعض الشيء، لكنني احب هذه الخصلة في، ثقة لا غير!

"انسة يوري! بعض الانتباه هنا!" لأوجه نظري نحوه و أرغم نفسي على التركيز، لكن لا فائدة، لأجد نفسي أشيح بنظري نحو النافذة من جديد!

انها الثانية عشر! وقت الذهاب،نهضت من مقعدي لأحاول البحث عن ورقتي، اقصد انا! انها هناك قرب الشجرة، حملت معطفي، فالخريف بدأ ينشر برودته في الارجاء، ركضت نحو الحديقة و حملتها، رجوتها ان تعود للحياة لكن لا فائدة، الورقة ورقة، لن تتغير ابدا!
اقتربت من الشجرة و وضعتها هناك بكل رقة، اريدها ان تنعم بكل الراحة، قد ابدو مجنونة، لكنني لما حملتها رأيت انعكاس صورتي عليها!

اسمع تلك القهقهات خلفي، انه هو! لم ارد ان استدر لأنني اعلم شكل ما قد أراه، موكب من الفتيات يحلقن كالذباب حوله، اميزهن بقهقهاتهن المتواصلة! توقفت الضحكات لأسمع صدى خطواته خلفي، و كيف يحطم تلك الاوراق الميتة بقدميه اللعينتين

"مين يوري! كتبي ارجوك! لا تنسي ان تأخذي كتبي و ترجعيها الى المكتبة!" ليضع الكتب على الارض و عليها بطاقته "انا اعلم ان صاحبة المكتبة تحبك، ارجعيها لها انت! اااه بالمناسبة ان اتصل والدي اخبريه انني ادرس معك!"

(مكتملة)Vanilla/فانيلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن