منقذي بارك جيمين [مكتملة]

2

آرلين~

ذهبت إلى الثانوية بوجهٍ مُبتسِم كغير العادة
وبالطّبع ردّة فعل الطّلاب كانَت صدمَة كبيرة،، وبسَبَب هذا أعدتُ الملامِح الَبارِدة إلى وجهي

ذهبت لأجلِس في مقعدي وما إن تذَكّرت أنّهَا حصّة رياضيات خرجت بسرعةٍ من الفصل
لكِن بسبب غبائي إرتطَمت بأحد الطّلاب بقوّة ممّا جعلني أتراجع للخلف قليلا وأطلقت صوت ألم صغير

شعرت بيدي ذاك الشاب تحطّ على كتفي بخفّة بينما قال لي بصوت هادئ
"أنتِ بخير؟ "

أومأت له بنعَم دون النّظر إلى وجهه
ياإلهي إنه لطيف حقًا!!
ليس شكله بل صوته ~

نزع يده منّي مما جعلني أنظر إليه
رمشت عدّة مرّات بعدم تصديق ثم تكلّمت بدون أن أشعر وأنا أضع أصابعي على شفاهي
"بارك جيمين! "

نظر لي بإستغراب ثم تكلم بعد أن غمز لي
"أجل، هو بالذات.. كيف عرفتني؟ "

حرّكت رأسي نافية ثم دخلت للقسم..
ياإلهي قلبي خفق بشد عندما رأيته ودون أي سبب مقنع حتى!

جلست مكاني بسرعة وسط استغراب كل من في الفصل لكن لا أكترث لما حولي بل أنا أفكر في بارك جيمين

كيف.. أقصد إنه جميل حقا !
لا يمكن أن يكون عندي صديق كهذا،، أنا لا أستحقه ..

عيونه الداكنة و غرّته السّوداء التي تنفرق في الوسط و تنسدِل على جبهته ،أنفه اللطيف و شفاهه الورديّة الممتلئة
..وجنتاه الورديّة بسبب هذا الطقس البارد!

أي لعنة حفظتها في جزء من الثانية فقط!
لا يمكن أن يكون بشريًا مطلقًا؟

وضعت وجهي بين راحة يداي و أغمضت عيني لثوانٍ ثم فتحتها من جديد و إبتسمت خفية ..
هذا المعلّم اللّعين يستمرّ بالثرثرة دون توقف ،لم أكن سأحضر هذه الحصّة من الأساس ، لكن توترت حالما رأيت جيمين لذا دخلت الفصل ..

هو مدين لي بكل هذا الوقت الضائع،
نظرت عبر النافذة التي على جهتي اليسرى لأنظر لذرات الثلج المتساقطة.
يا لهذا المنظر الجميل ،،ساحة الثانوية يكسوها اللون الأبيض و الأشجار أيضا
و ما يزيد جمالها هو برك الماء التي تلمع و تتحرك مع كل ذرة ثلج تسقط داخلها لتعلن إنتمائها إليها و تذوب

..

مرت الحصة و خرجت من الفصل بكل هدوء،، بمعنى آخر تسللت إلى الخارج
و وقفت وسط الرواق ثم نظرت للفصل المقابل لفصلي
و قلت بهمس و إستغراب
"هل يعقل أنّه يدرُس هنا؟"