1| من أنا!

561 23 5
                                    

في المشفى الشمالي للمدينة ...

الزمن : الواحدة بعد منتصف الليل .

الموقع : غرفة العمليات .

أسدلت الجفون حزنا ، وهدأت الأصوات بعد صراخٍ طويل تضمن كل أنواع الإصرار على الحياة

-اشحني جهاز الصعق !!

-أوقفي النزيف !!

-لا يجب أن نفقد المريض !!

صرخات الطبيب على مساعديه والممرضين أثناء إجراء عملية لشاب لم يتجاوز العشرين من عمره فقد زهرة شبابه قبل أن تتفتح، ذبلت قبل أن تُسقى، خلع الطبيب قفازيه بعد أن نفذت منه كل الطرق في سبيل إنقاذ روح ، إنقاذ حياة ، إنقاذ عائلة من الانكسار والحزن على فقيدها !!!

***

في المشفى الجنوبي للمدينة..

الزمن : الساعة الثانية بعد منتصف الليل

الموقع : غرفة العناية

رمشت عدت مرات فور تعرضها للضوء الشديد بشكلٍ مفاجئ وأخذت وقتاً ليس بقليل حتى تستوعب أين هي ، الهيئة التي هي عليها ، كل شيء كان أبيضاً ، ورائحة المعقمات تطغى على المكان ، المحلول الموصل مباشرةً بوريدها ، ملابسها الخضراء الخفيفة ، الأجهزة التي أحاطت بها ، وتلك المرأة التي ظهرت فجأةً من العدم بردائها الأبيض والابتسامة تعلو ثغرها. همست لنفسها في دهشة : لقد فهمت الآن، لابد من أنني بمشفى .

انتشلها صوت الطبيبة التي دخلت غرفتها قبل قليل : حمداً لله على سلامتك ، كيف تشعرين الآن ؟!!

أجابتها: سلمكِ الله، وبعد خمس ثوانٍ من التفكير نطقت بهاتين الكلمتين إجابةً لسؤالها "لا أعلم".

سألت الطبيبة بنبرة تكسوها الدهشة: إذا كنت لا تعلمين فمن يعلم !!

وعند هذه الكلمات توقف الزمن بالنسبة لي، وسكنت جميع الأصوات بما فيها صوت أنفاسي. حقاً من يعلم !! أنا لا أعلم أحداً يعلم !! ولا أعلم من أنا حتى !!

أيقظني من سكوني نداء الطبيبة وسؤالها الثاني الواقع كصدمه أخرى لي..

"ما اسمكِ أيتها الصغيرة ؟!"

صمت آخر ساد المكان وفراغ كبير اجتاح عقلي وسؤال وحيد يتكرر صداه داخلي.. من أنا !!

***

فضلاً...
بما أنها أول قصة لي
فأرجو أن أعرف رأيكم حولها

للمعلومية فقط..
القصة قصيرة جداً بالنسبة لأن تصبح رواية، كما أنها مكتملة، لذا سوف يتم نشرها كاملة

وشكراً

مفقودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن