بسم الله..
اذكر الله لدقيقة..
_______________________________________
تذكر دائماً أن تصمت..
تذكر أن الصمت لا يعني ضعفاً..
تذكر أنه ردة الفعل الواجبة في أفضل الأوقات وأسوؤها
_________________________________________
الزمن: يوم الجمعة، العاشرة صباحاً
الموقع: المنزل
يجلس أفراد العائلة يتبادلون الحديث بعد إنهائهم للفطور بدقائق معدودة، كان الأب يمسك بهاتفه وينتظر الطرف الآخر ليجيبه ولكن ما من مجيب وكانت زوجته بجانبه تواسيه، تحثه على الصبر وتنهاه عن القلق المفرط.
" لعلهم بخير لا داعي لقلقك" ، كان هذا صوت زوجته -ليلى الحنون تطمئنه .
ردّ عليها بقلق مفرط: كيف يكونون بخير؟!! أنا أتصل بهم منذ الأمس وما من مجيب !
ليلى: اذكر ربك يا محسن، خير إن شاء الله
تنهد وقال: لا إله إلا الله
ساد الصمت المكان إلا من صوت اصطكاك الفناجين بالصحون إلى أن قطعهُ رنين الهاتف برقم مجهول، بث الرعب في قلب محسن وزوجته ليلى .
أجاب بصوت يرتجف: السلام عليكم
الطرف الآخر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأخ محسن؟
محسن بخوف: نعم، من المتحدث؟!!
الطرف الآخر بنبرة روتينية: أنا أحدثك من مشفى الشمال، لقد أصيب ابن أخيك بحادث على الطريق وعليك المجيء الآن من فضلك
وقف محسن متفاجئاً من الخبر واختل توازنه للحظات، أجابه بتوتر "أنا آتٍ" وأغلق الخط وهرع إلى المشفى متجاهلًا نداء زوجته وأولاده
***
الزمن : الرابعة عصرًا
الموقع: متجهين من المشفى إلى المسجد
يمشي العم محسن بوجه مظلم ووجنتين حمراوتين تغطيهما الدموع وهو يحمل جثمان ابن أخيه فوق كتفه يبكي فقدانه كما بكى على فقدان أخيه الاصغر من قبل، وليس هذا فقط.. بل لقد فقد ابنة اخيه أيضًا، تلك الفتاة التي بلغت عامها الرابع عشر قبل اسبوع فقط من الآن، يبكي على فقدان أبناء أخيه الذين رباهم كأبنائه ولم ينقصهم عنهم شيئا، "لقد رحلوا الآن ورحل معهم آخر ما تبقى من أخي، صبرني يا رب على فقدانهم، إنا لك يا الله وإنا اليك راجعون". وكان هذا آخر ما حدثته به نفسه
بعد الانتهاء من الصلاة على وفاة عزيز وأداء مراسم دفنه؛ عاد محسن إلى منزله وكتفه مثقل بالهموم، إنه يتحمل العبء وحده، "من جهة إخوتي الذين تظهر عليهم نظرات الحزن والله أعلم ماذا يبطنون، ومن جهة أبكي على فراق ابن أخي الذي أحببته كابني بل وأكثر، ومن جهة ابنة أخي، كيف لم يجدوها في السيارة، أين اختفت؟! هل من المعقول انها استعادت وعيها فهربت من الخوف، أم أنها ... ! أم أنها اختطفت!
***
استمر محسن في البحث عن صغيرته غزل، بحث في جميع دور الأيتام و المستشفيات، حتى أنه بحث في سجلات شركات الطيران، ساعده إخوته ظاهرًا بينما هم جميعهم بلا استثناء يبطنون الكره لمحسن وأخيه الصغير أحمد المتوفى وأطفاله، وضعوا جميع العوائق كي يعرقلوا مسيرة بحثه عن غزل، وبعد بحث دام لأشهر فقد محسن الأمل في إيجاد غزل، ووصل اليأس إلى قلبه مما جعله يوقف عملية البحث. ومما زاد اليأس في قلبه كلمات إخوته الكبار التي لا تحمل أي معنى للشوق بل على العكس، زادت قلبه ألما وحزنا على غزل والتي لا يعرف كيف هو حالها الآن وربما للأبد!
***
فضلاً..
رأيكم يهمني لذا أرجو أن أعرفه إذا لم توجد مشكلة
وشكراً
أنت تقرأ
مفقودة
Short Story«"ما اسمكِ أيتها الصغيرة ؟!" صمت آخر ساد المكان وفراغ كبير اجتاح عقلي وسؤال وحيد يتكرر صداه داخلي.. من أنا !!» *** «سأله محسن مستغرباً صمته: ماذا هناك ريان؟ هل يوجد ما تود إخباري به؟ تنهد ريان بعد أن أخذ نفساً عميقاً: لقد رأيت غزل!» *** دخل ذلك الش...