5| لا تنسيني

138 9 0
                                    


في الدار...

وصلت الحافلات وذهبت شوق ولمار إلى غرفتهما. استلقت شوق على السرير وهي تتذكر ذلك الشاب -عزيز- وقد عادت إليها بعض الذكريات من ماضيها، عاود الألم رأسها ولم ينتشلها منه غير صوت لمار وهي تسألها: شوق، هل رأيتِ ذلك الشاب الذي كان ينظر لكِ بطريقةٍ غريبة؟!

اعتدلت في جلستها وأجابتها بارتباك واضح: نـــــــ-نعم رأيته

ضيقت عينيها وهي تسألها مجدداً: لمَ أنتِ مرتبكة هكذا؟ هل تعرفينه؟

نظرت شوق لعين صديقتها وسكتت لبعض الوقت تبحث عن إجابة مناسبة في ذهنها وعندما لم تجد تنهدت بحزن وقالت: نعم أعرفه

فُتحت عينا لمار من الدهشة: من أين تعرفينه؟ هل تحدثين هذا الشاب؟

أجابتها بسرعة: لا بالطبع لم أفعل، صمتت قليلاً وأكملت: يبدو أنه أخي أو كما أعتقد أنا، همست في نهاية كلامها

صُدمت لمار مما سمعته ولم تجد تعليقاً مناسباً، صمتت قليلاً، تحركت ناحيتها وسألتها في ريب: هل أنتِ متأكدة؟ ثم ألم تكوني فاقدة لذاكرتِك! كيف عرفتِ أنه أخاكِ؟

أجابتها بصراحة: نعم أنا فاقدة لذاكرتي؛ ولكني عندما رأيته تذكرت بعض الأشياء وأصابني ألمً حاد في رأسي..

أكملت عنها لمار: لهذا فقدتِ وعيك؛ عقلكِ لم يتحمل الذكريات التي داهمتكِ عند رؤيته

عاودت شوق لتستلقي وهي تفكر بالأمر، الآن أصبح لديها أخ وهي تتذكره، لابد أنه كان يبحث عنها وإلا لما نظر إليها بتلك الطريقة. استلقت لمار بجانبها وقالت بتفكير: وما اسمه؟

ضحكت شوق بخفة وأجابت: لا أعرف

نهضت لمار سريعاً وهي تصرخ: ماذا؟! هل أنتِ حمقاء يا شوق؟ بالله عليكِ كيف لا تعرفين اسمه وهو أخاكِ؟!

أجابتها شوق وهي ترفع كتفيها بـــــــ لا مبالاة: أولاً: أنا لستُ متأكدة إن كان هو ذاته أخي أم لا، ثانياً: أنا أتذكر صورته فقط وبعض الأحداث القليلة وليس اسمه وهذا يعطينا احتمالية أنه ليس بأخي

عاودت لمار لتستلقي مجدداً وسألت: وماذا الآن؟ ما الذي ستفعلينه حيال هذا الأمر؟ ولا تنسي بأنه أيضاً كان ينظر إليكِ؛ هذا معناه أنه يعرفكِ أو على الأقل يرى الشبه بينكِ وبين أحدٍ ما كأخته مثلاً

همهمت شوق وأطبق الصمت عليهما وكل منهما تفكر بالتغيير الذي سيحدث في حياتهما إن كان هذا الشاب أخاً لشوق ويبحث عنها

***

كان يمسك بالهاتف ينتظر عمه ليجيب وبأصابعه بنقر على المقود أمامه بتوتر عندما أجاب قال بلهفة واضحة: السلام عليكم، كيف حالك عمي؟

مفقودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن