في دار الأيتام...
الساعة الخامسة فجراً...
تقف لمار امام النافذة تنتظر شروق الشمس كما اعتادت أن تفعل مع غزل، تنظر للأفق البعيد وتبتسم على ذكرى غزل الباقية في قلبها، تحدثها بشكلٍ يومي وتخبرها بكل تفاصيلها والأخرى تفعل المثل معها، كلتاهما حزينة لفراق الأخرى ولكنهما لم يدعا الفراق يتمكن منهما بشكلِ كامل، مازال لديهما الأمل أن يجمعهما الله من جديد بطريقة ما؛ وكأن الله لم يدع ثقتهما به تذهب هباءً حيث قدّر لهما أن يجتمعا مجدداً وهذه المرة للأبد؛ دون فراق، دون بكاء، ودون حزن أو حتى وداع.
في هذا اليوم تحديداً وعند الثالثة عصراً ذهبت المديرة لغرفة لمار حيث قررت الاعتزال بنفسها بعد ذهاب غزل عنها، طرقت المديرة الباب عليها لتسمح لها لمار بالدخول دون معرفة هوية الطارق
دخلت المديرة عليها لتجدها واقفة بجنب النافذة تراقب الجميع كما أصبحت عادتها مؤخراً
جلست المديرة على كرسي قرب مكتبها ونادت لمار لتتجه إليها وتجلس بقربها، سألتها المديرة بابتسامة: كيف حالكِ عزيزتي؟
أجابتها بابتسامة قصيرة: بخير
نطقت المديرة بعد صمت لم يتعدى الثانيتين: جيد، والآن أريد أن أخبركِ بأمرٍ ما
سألت لمار بتوجس: ماذا هناك؟
أجابتها المديرة: لا تقلقي، هذا الأمر لصالحكِ ويعود لموافقتكِ، صمتت قليلاً وأخذت نفساً لتكمل: هناك عائلة تريد أن تكفلكِ، فكري بالأمر وأعطيني ردكِ، لا تستعجلي وخذي وقتكِ في التفكير
لم تجبها لمار وشعرت المديرة هنا بأن مهمتها قد انتهت، فانسحبت بهدوء من الغرفة وفتحت الباب وحين همت بالخروج أوقفها صوت لمار: أنا لستُ موافقة، أخبري تلك العائلة برفضي للموضوع
التفتت إليها المديرة وقالت: لقد أخبرتكِ ألا تستعجلي وأن تأخذي وقتكِ
صاحت لمار بغضب : لقد أخبرتكِ أنني أرفـــ-
قاطعتها المديرة بنبرةٍ حادة: لمار!! عليك التفكير بالأمر
وخرجت ولكن قبل أن تخرج قالت للمار بحنان: من طلب كفالتكِ هو عمُّ شوق، أقصد غزل.
وذهبت لتتركها في حالةٍ من الذهول
***
في اليوم التالي قررت غزل زيارة لمار في الدار ولم تخبرها لتفاجئها بالأمر، مرت على متجر لبيع الورود وأخذت لها باقة من الورود الملونة التي تعلم أن لمار ستحبها
وصلت للدار مع أخيها عزيز، لف رأسه جهتها وأخبرها: سوف أنتظركِ هنا
سألته بترقب: وماذا إن تأخرت؟
أنت تقرأ
مفقودة
Short Story«"ما اسمكِ أيتها الصغيرة ؟!" صمت آخر ساد المكان وفراغ كبير اجتاح عقلي وسؤال وحيد يتكرر صداه داخلي.. من أنا !!» *** «سأله محسن مستغرباً صمته: ماذا هناك ريان؟ هل يوجد ما تود إخباري به؟ تنهد ريان بعد أن أخذ نفساً عميقاً: لقد رأيت غزل!» *** دخل ذلك الش...