دخل غرفتها بهدوء ، وجدها تجلس كما اعتادت على سريرها لا صوت لها ولا حركة منها
منذ ذلك اليوم ، بعد ان فقد سيطرته على نفسه وتخطى حدوده مقترباً منها
وكل منهما يتجنب الاخر ، بالكاد يتحدثان عندما يحضر لها الطعام فقط
لكنه دون ان يفهم سبب اندفاعه نحوها سئِم ذلك الركود المفاجئ في علاقتهما
فهو ورغم عناده لا يمكنه انكار انها ادخلت الى حياته الممله والهادئه روح الأنثى المثيرة
قلبت كيان حياته الروتينية ، لونت جدرانها الرمادية بلطفها الذي عهده
وعزفت لحن الحياة على رأس شاهد القبر الذي كان يختبئ خلفه فملأت موته حياةتكلم بسخرية : الى متى ستستمرين على هذا الحال !
اجابته بهدوء : اشعر بالملل
دونغهي متعجباً : ماذا !!
ايرين : مللت البقاء هنا لا شيء افعله
دونغهي يضحك : اعذريني ، سأحضر لك فرقة غنائية لتسليتك او ربما فرقة السيرك ستكون جيده
ايرين : الا يمكنك اخذ شيء على محمل الجد والتوقف عن السخريه !
دونغهي : ماذا عنك عزيزتي ، الا يمكنك اخذ امر اختطافك على محمل الجد والتوقف عن التطلب لانك لستِ في نزهة باحد الفنادق باهظة الثمن
عليكِ ان تكوني شاكرة لانك تعاملين بتحضر وتجلسين في غرفة نظيفه لك حرية التنقل فيها بدلاً من تقيدك في حظيرة قذرة مثلاً
ايرين : اخبرتك اني لست عزيزتك ، ثم لم اطلب منك الكثير ، مثلاً دعني احضر طعام الغداء لليوم
دونغهي : لماذا تصرين على تحضير الطعام ، ما الممتع بذلك !
ايرين : انه افضل من الجلوس هكذا بلا عمل ، كما انني في النهاية سأتمكن من تناول طعام شهي ..اوصلها الى المطبخ متأفِفاً ، لا يعلم اينزعج لانه بلا وعي منه يستمر بتحقيق رغباتها غير المعقولة متجاهلاً كل شيء
ام بسبب تصريحها بوضوح انه سيء في تحضير الطعام ..
جلس متربعاً بملل اعلى المنضدة امامها وهو يحدق فيها منزعجاً بينما كانت تجهز الخضار مستمتعة سعيدة بما تفعله
دونغهي : إذاً تكرهين الطعام الذي اطهوه لهذه الدرجة ولذلك لا تتناولينه غالباً
ايرين مبتسمة : نوعاً ما
دونغهي بغيظ : ليس وكأنك ستحضرين طعاماً أفضل
ايرين : سترى حالما انتهي ، لكنني اجد ذلك غريباً ، على الرغم من انك تسكن وحيداً منذ وقت طويل كيف لم تتعلم الطبخ ؟
دونغهي : اعتدت تناول الطعام سريع التحضير ، كان ذلك كافياً ..
ايرين : لماذا لم تتعلم طهو الطعام جيداً ، بينما كنت مضطراً لتحضير طعامك بنفسك ؟
دونغهي بتفكير : لانني كنت انتظر ..
ايرين : تنتظر ..؟!
دونغهي : كنت امل ان يبحث عني والداي ذات يوم ويعثرا علي ، وعندها لن اكون بحاجة لطهو طعامي بنفسي
يبدو ان ذلك الانتظار تحول لعادة خرقاء ، وبقيت على ذلك الحال
ايرين بحزن : اعلم ان ذلك يعد تطفلاً ، ولكن اتسمح لي بسؤالك عن حياتك
اعني كيف تمكنت من الوصول لما انت عليه الان بينما رحلت عندما كنت طالباً في الثانوية لا تملك شيئاً ؟ارخى جسده مسنداً اياه على يديه وهو يرفع نظره الى الاعلى
ليس السقف هو ما ينظر اليه تماماً ، بل شريطٌ وهمي افترضه عقله لتصور حياته الماضية
تكلم غائب الذهن غارقاً بماضيه : تمردت على عائلتي ، هربت بينما كنت اظن انهم سيبحثون عني ويطلبون رضاي لاعود ..
عشت مشرداً لوقت طويل ، لا مكان لإلجأ اليه او انام فيه ليلاً بعيداً عن السماء الماطرة ..
ذلك المطر السخي الذي يراه الناس نعمة مثيرة للمشاعر تحيي فيهم السعادة والامل ..
كان بالنسبة لي ليس سوى عذاب جديد ، وبرد قارص ينخر في عظامي
كان يعني لي التجول مبللاً بحثاً عن مكان جاف لا تصله يد المطر الطويلة لاقضي ليلتي فيه اضم جسدي المبلل مرتجفاً
لم اكن اعلم ان والداي سيسعدان برحيلي ، وسيكونان قد تخلصا من عقبة زائدة لم يكن مرغوباً بها في غيابي ..
ظننت انني طفل عادي يحبه والداه ، ولكنهما شغلا عني بسبب مرض اخي وجسده الضعيف
لذلك اذا تمردت ، اذا حرمتهما مني لبعض الوقت ، لو انني اصاب بالمرض
ذلك سيذكرهما بوجودي وسيهتمان بي ويعتذران عن تقصيرهما السابق ويحل كل شيء
لكن ذلك لم يحدث ، وبينما كنت انتظر ، وجدت مكاناً اعمل به براتب بسيط بالكاد يطعمني
وعثرت على هذا المبنى القديم المهجور ؛ على الأقل لا تصله مياه الامطار المنهمرة ولا تغرقه
أنت تقرأ
" على قيد الحب "
Fanfictionذئب جائع ثبت فريسته بمخالبه ، القليل من الصبر وحده سيحضر له وليمة الانتصار المنتظرة .. لكن ثبات نظراتها ، جمال ملامحها وعفوية تصرفاتها كانت كفيلة لتقلب موازين هرم اولوياته ليغدو ضحيتها .. خلقت من غضبه حباً ، ومن موته انبتت حياة .. انتزعت الحقد من...