ملك التنانين

الفصل (١) : رحلة الألف ميل تبدى بخطوة

في جبل منعزل بجانب قرية مسالمة تسمى (آيل) يوجد كهف صغير يبدو موحشا و مشؤماً لدرجة أن الوحوش المفترسة بحد ذاتها لا تتجراء على الاقتراب منه لكن هذا ما يبدو عليه الكهف من الخارج فقط ففي داخل هذا الكهف المنعزل يوجد فتى في الرابعة عشر من عمره اعتاد العيش فيه و في احد الأيام بدأت قصة هذا الفتى.
"آآآه (تثأب) ، يبدو أن اليوم سيكون مملا كالعادة " قاطع كلامه صوت قرقرة معدته الخاوية.
"كدت أنسى أمر الطعام فلم آكل شيء منذ عدة أيام حسنا يجب أن اذهب إلى القرية فربما يكون حظي جيدا اليوم "
بعد أن أنهى كلامه قام بارتداء ملابسه المتهالكة و عندما فرغ من ارتدائها لاحظ أنها أصبحت بالية و ممزقة لأنها الملابس الوحيدة التي يملكها لذا تنهد بحزن وقال
" هذه الملابس أصبحت بالية يجب أن اشتري غيرها لكن في هذه الحالة سأنفق كل ما ادخرته طوال السنتين الماضيتين ....... حسنا لا يهم الملابس يمكنها الانتظار " وبينما هو يكلم نفسه قرقرت معدته مرة ثانية.
"هههههه. لكن يبدو معدتي لا يمكنها الانتظار...لاوقت لدي يجب أن اذهب فوراً إلى القرية إذا أردت الحصول على ِشيء يؤكل "
و في أثناء سيره للقرية اعترض طريقه مخلوق نصفه قرد و نصفه الأخر سلحفاة يسمى قولاقس و كان وجهه مليء بالكدمات المتورمة التي جعلت شكله يبدو مضحكا
"ابتعد عن طريقي يا شبيه القرد أخبرتك مائة مرة أني لا املك أي موز "
لكن القولاقس لم يصغي إلى كلام لي لينغ بل قفز بدون تفكير محاولا مهاجمته و قبل أن يدرك المخلوق ما حدث إصابة وجهه لكمة من لي لينغ ارسلته محلقا في الجو عشرات الأمتار حتى ارتطم رأسه بقوة بشجرة كبيرة و سقط على الارض مغشياً عليه
"هههههه. يبدو أن عقل الموزة  لا يتعلم أبدا قوته ٣ دو و مع ذلك يتجراء على مواجهتي في كل مرة "
عدا ذلك المخلوق لم يعترض طريق لي لينغ شيء حتى وصل إلى مدخل القرية و هناك سمع اصوات ضجيج.
"هناك الكثير من الجلبة أظن أنها احتفالات أو مهرجان أو ما شابه حسنا أيَّن يكن، المهم أن أجد طعاما "
و عندما ذهب إلى مصدر الصوت تبين أن ظنه خاطئ, فقد كان هناك مجموعة من رجال العصابات و كان على ذراع احدهم وشم لرأس ذئب أحمر و كانت هناك هالة تنبعث من ذلك الرجل تجعل الجميع يشعر و كان ذئب عملاق يوشك ان ينقض عليهم. كان رجال العصابة يجمعون الممتلكات الثمينة من  أهالي القرية, تعجب لي لينغ من مظهرهم فمال إلى رجل عجوز ذو لحية كثيفة كان يقف بجانبه وسأله "من هؤلاء الرجال يا جد؟ " بعد أن أنهى لي لينغ سؤاله نظر الرجل العجوز إليه بغضب وضرب بالعصا على رأسه
"من تنعت بالجد أيها الهزيل أنا ما زلت شابا ولعلمك أنا مازلت في الثمانين من عمري ليس إلا".
بعدما سمع لي لينغ كلام العجوز لم يعرف هل يجب عليه الضحك أو البكاء لان ضربة ذلك العجوز لم تكن ضربة عادية رغم أنها ضعيفة إلا أن لي لينغ أحس بأنها كادت تحطم جمجمته مما جعله يرتاب من أمر ذلك العجوز
"ا...ا...أسف ياج..." وقبل أن يكمل كلامه التقت عصا العجوز مع رأسه مرة اخرى و لكن هذه المرة كانت الضربة أقوى
"أي.... أي .....راسي.... راسي .... هذا مؤلم جدا لما ضربتني "
"لأنك قليل الأدب مع من هم اكبر سنا منك لذا أدبتك هيهيهيهي "
"إذا أنت تعترف انك عجو....... " قاطع كلامه ضربة أخرى من عصا العجوز جعلته يعض لسانه
"لثاااااااانيييي " لم يستطع قول كلمة لساني بشكل صحيح لان لسانه تورمت من جراء العضة
"كوني اكبر منك لا يعني أني عجوز أيها الهزيل المغفل "
"أنا أسف أيها العجوز" قال أخر كلمه بصوت منخفض
"عذرا هل قلت شيء لم أسمعك جيدا يبدو انك تحتاج ضربة أخرى لتتأدب "
"لا لا أنا أسف فقط قلت انك لم تجب على سؤالي حتى الآن "
"عذرا ماذا كان سؤالك ؟ "
"من هؤلاء الرجال يا سيدي "
"أتقصد رجال العصابة هؤلاء . أنهم رجال من عصابة درونج يقودهم (فانغر) الذئب الأحمر احد أسياد عصابة درونج الخمسة الذين يتلقون أوامرهم من زعيم العصابة جيانغ نفسه أرسلوا لجمع الضرائب من الناس مقابل حماية العصابة لهم من الوحوش "
"هل حقا يقومون بحماية القرية سمعت أن الوحوش هاجمت رجل من أهل القرية بينما هو خارج من القرية "
"انظر هناك واخبرني أنت برأيك " عندما نظر لي لينغ إلى المكان الذي أشار إليه العجوز رأى
احد رجال العصابة يضرب امرأة عجوز وبجانبها حفيدتها التي تبكي و تصرخ
"جدتي..جدتي..أرجوك اترك جدتي ترحل و اضربني بدلا عنها أرجوك دعها تذهب " 
وقفت الحفيدة بين رجل العصابة و جدتها محاولة حماية جدتها بتلقي الضرب عنها
تهجن رجل العصابة و صرخ في وجه الصغيرة قائلا
" ابتعدي من امامي و إلا لا تلومي سوء نفسك "
لم تظهر الطفلة الصغيرة اي خوف بالرغم من ان عمرها لا يتجاوز الاثنى عشر
عناد الطفلة الصغيرة اغضب رجل العصابة لذا قرر تحقيق امنيتها الصغيرة و بينما كان يستعد للكم الفتاة الصغيرة
سمع صوت صراخ فتى من الخلف
" اتظن نفسك رجلا لانك تحاول ضرب طفلة صغيرة و امرأة عجوز "  كان هذا الفتى هو لي لينغ الذي لم يستطع السكوت اكثر و هو يشاهد الناس يؤذون