-الفصل الخامس(النسخة المُعـدلة)

8.5K 468 67
                                    

*
*
*
*
*
ضحكت بإستهزاء، لازالت تعابير الصدمة و عدم التصديق مرسومة على وجهها بدقة..
نهضت من على الكرسي ببطئ واخذت تدور حول نفسها محاولة تصديق حديث والدها الغير منطقي، بينما يشاهدها الجميع بتوترٍ قلقين من خطوتها التالية..

هو تقدم لخُطبتِها بعد ان لمس جسدها بغير اذن، و بعد أن صفعته أمام حراسه؟! أي أمير مَجْنون سيقدم على أمر كهذا؟! أم أنه يفكر في الانتقام منها؟

فجأة تذكرت كلماته في قصر الملك:
"..لكنني أستطيع حبسك بطرق أخرى.."

يبدو أن هذا الرجل غير هين في النهاية، كيف هداه عقله الى إجراء مثل تلك الصفقة مع والدها؟ كيف أقنع الأمير السيد قسام بعدما حدث برغبته في الزواج منها؟!
أي نوع من الجنون هذا!

*******

طرق الباب لتصرخ هي بانفعال:
"أخبرتكم أنني لن اتزوجه! انتهى الأمر! ابحثوا عن اي أخرق آخر وسأقبل به؛ ذلك الأمير المتعالي، المغرور لن اتزوجه الا على جثتي!" أنفاسها تتسارع بقوة، دموعها بدأت تتساقط بتمردٍ على وجهها، وكرهها يزداد يوما بعد يوم تجاه الأمير..

مسحت على وجهها بضعف، هي هادئة، نعم، رزينة..أيضا نعم، لبقة..هي كذلك، لكن عندما يتعلق الأمر بمصيرها، تصبح أكثر غضبا، وتمردا، وأكثر عنادا وسخطا!

غطت وجهها بيدها ليأتيها صوت والدتها القلق/الغاضب"رزان!..تعقلي و اخرجي من غرفتك فوراً كي لا نتخذ اجرائات تندمين عليها لاحقا، بقاؤك في غرفتك لإسبوع كامل لا يحل شيئا ..غضبك وتمردك لن يحل أي شيئ، اخرج-"
قاطعتها بسخط"عذرا امي، لكن قدماي لن تطآ خارج هذه الغرفة الا عند أخذ كلمة من والدي بأني لن اتزوجه..انتهى الحديث!"انهت كلماتها القليلة لتضغط على أذنها بقوة كي لا تسمع اي شيئ سيزعجها مجددا..

ازاحت يدها عن اذنها بعد وقت لتمسح دموعها التي تتساقط على خديها بغضب..

اكثر ما يكسرها، اكثر ما يغضبها و يحزنها أَنْ يطأ احدهم على كبرِيائِها، على نقطة ضعفها، أراد الأمير الزواج بها، صحيح أنه أمير بلادها، وولي العهد، وكلمته يجب ان تطاع بالتأكيد، لكن ليس بقرار يخصها، اليس كذلك؟!

السيدة حسناء، و السيد قسام، والديها، من رَبَّوْها و زرعوا بها كبريائها، زرعوا بها تمردها على شيئ لا يعجبها، لم يعد بإستطاعتها التمرد عليهم الآن، ليس لأنها لا تستطيع، بل لأنها لا تريد، لا تريد ان تكون ابنة عاقة، ولكن هذا القرار المصيري يخصها مباشرة، كيف لها ألا تملك رأيًا فيه؟

قبل أن تقدم على أي خطوة أخرى، جائها صوت والدها الهادئ/البارد في نفس الوقت، و هي تعلم ان والدها عندما يغضب لا يمتثل الى الصراخ، بل إلى الهدوء الأكثر إخافة بالنسبة لها..

"رزان.."صمت قليلا، ليتأكد بأنها تسمعه جيدًا:
"أعدكِ الآن إن خرجتي وأخبرتيني بموافقتك على هذا الزواج، سأضمن لك فسخ الخطبة في أي وقت، إن لم تستطيعي التعايش معه، حتى ان كان هذا بعد عدَّة ثوان، لكن، سيتوجب عليكِ أن تأتي بعذر مقنع يقبل به الملك، فالزواج ليس لعبة كما تعلمين"
أنهى حديثه متيقنا أنها ستقبَل عرضه، فليس لديها حل آخر على أية حال ..

ولم يتفاجأ عندما وجدها تفتح باب الغرفة بعد دقائق معدودة، تلعب في أصابعها، وتخفض رأسها في هدوءٍ غريب، رفعت رأسها بعد عدة ثوانٍ بنظرة جليدية "حسنًا"

تمتمت مجددا بلا مبالاة:
"في أي وقت اتفقتم على زواج الأمير؟"
كأن هذا الزواج لا يمت لها بأي صلة، هو زواج الأمير فحسب، أكثر شيئ تعلمه لحظتها انه لن يدوم سوى بضع ثواني، زواج سيشهد له التاريخ بأنه الأقصر، وبدا أنها أخذت حديث والدها على محمل الجد تماما!

"تقصدين زواجكما، فبالتأكيد لن يتزوج الأمير نفسه، على أي حال، لم نحدد بعد"
جعلها ذلك تخفف من حدة غضبها، لكنّ جملته التالية زادته اضعافًا:
"غدا، سيأتي الملك والأمير زين، ستجلسان سويا، وستحددان كل شيئ معًا، كأي شابان عاديان، لا أريد أي مشاكل، رزان"

أنهى حديثه بنظرة صارمة، وكانت على وشك الاعتراض، لكن نظرة السيد قسام الحادة أوقفت خططها، وبدا لها أنه حديث نهائي، لا جدال فيه.

"*"*"*"*"*"*"*"

"خارج.التّقاليد"_(قيد.التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن