-الفصل السـادس(النّـسخَـة المُـعدّلـة)

9.3K 461 109
                                    

*
*
*
*
كانت رزان مع والدتها في المطبخ، مُنهمكان في إعداد وليمة تليق بفخامة العائلة الملكية، خرجت نهى وخالد ليحضرا البقالة اللازمة، بينما قررت رزان البقاء ومساعدة والدتها..

في ذلك الوقت، كان من المتوقع منها رسم ابتسامة، ولو كانت سطحية حتى، لكن تعابيرها في تلك اللحظة كانت هادئة، كالهدوء الذي يسبق العاصفة، كأنما هي في مسرحية هزلية، تنتظر نهايتها ..

السيدة حسناء بدورها كانت تراقب رزان من طرف خفي، تحاول فهم مكنونها؛ لكنّ محاولاتها بائت بالفشل، لم تستطع فهم مشاعر رزان بالتحديد في تلك اللحظة، لكنها كانت متأكدة أنها ليست مسرورة كأي عروس..

"السلام عليكم! "
قالت نهى بمرح فور دخولها المنزل، ووصل صوتها المبتهج إلى رزان، يا للسخرية! كانت نهى سعيدة بالأمر اكثر منها، لا احذفوا تلك الكلمة، هي لم تكن سعيدة على الإطلاق..

"و عليكم السلام"تمتمت رزان بخفوت، ثم التفت لتفحص المشتريات التي جاؤوا بها..

سألت نهى بنبرة ساخرة:
"كيف حال عروسنا الحلوة؟"
"تلك العروس ستقتلك إن لم تصمتي"
قالت وهي تبدأ في تقطيع الخضروات وقد قررت تجاهل أختها الصغرى التي لن تتوقف حتما عن إزعاجها..

"لماذا؟ منذ متى وأنت شرسة يا أختي العزيزة؟ أم أنك...متوترة قليلا؟" أنهت نهى حديثها بنبرة درامية، رفعت الأخرى حاجبيها بعدم تصديق، ثم قالت بسخرية"لا أظن أن قاموسي يعلم تلك الكلمة..هه، متوترة! "كأنما لم تجرب شعور التوتر مسبقا..

"كفاك غرورا يا فتاة! "نبهتها نهى وهي تضم يديها إلى صدرها بحاجب مرفوع..

كانت السيدة حسناء تراقب الحديث بينهما بإبتسامة دافئة، تعلم أن رزان كان بإمكانها الإمتثال للبرود، والتجاهل، لكنّ رؤيتها لحديثهم الحيوي جعلها تطمئن قليلا..

توقفت نهى عن الثرثرة لوهلة، كأنما تذكرت أمرًا مهمًا، توسعت عينيها قائلة بقلق:
"نسيت! قال أبي أن نستعد لأنهم سيكونون هنا خلال نصف ساعة أو أقل!  "

رفعت رزان نظرها سريعا الى الساعة، الخامسة مساءا، تبقى القليل على رؤيتها لعريسها المحترم، الأمير زين..

"حسنا، كدنا ننتهي على أي حال"
قالت السيدة حسناء وهي تجفف الأطباق، ثم نظرت إلى رزان قائلة:
"رزان، هيا، بدلي ملابسك، وانتظري في غرفتك حتى أناديك.." ثم ناولتها مفتاح غرفتها بنظرة حسابية، والذي أخذته منها مسبقا كي لا تقوم بأي عمل أحمق مجددا..

أومئت رزان بلا مبالاة وهي تأخذ خطواتها نحو غرفتها، وضعت المفتاح على المكتب فور دخولها، ثم اتجهت نحو خزانتها بملل، ماذا ترتدي الفتيات في موقف كهذا يا ترى؟!سخرت هامسة وهي تفتح باب الخزانة..

"خارج.التّقاليد"_(قيد.التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن