-الفصل الثالث(النّـسـخة المُـعـدلـة)

11.5K 493 213
                                    

°
°
°
°

"يا آنسة، توقفي!"
ناداها مجددا عندما تبقى بضع خطوات على منزلها، و هي وجدت ان الحل الأنسب هو تجاهله حتى يعلم موقفها الصارم منه..

و أخيرا، طفح الكيل عندما قال:
"الم اقل لك ان تنتظري؟لم تخالفين اوامري؟"انهى كلماته قابضا بيده على كتفها الأيمن، لتلتفت هي بكل ما تملك من قوة و تصفعه على وجنته اليُسرى..

الأمر الجيد هنا انها شعرت بالراحة عندما استدار وجهه للناحية الأخرى عقابا له على لمسها، لكن الأمر السيئ للغاية، انه لم يكن مروان أصلا ..

لقد كان الأمير زين، أمير بلادها، وولي العهد، بشحمه و لحمه..

لم تستطع استيعاب ما قامت به، توسعت عيناها بصدمة مفرطة، كيف لم تلاحظ اختلافا بين صوته وصوت مروان؟وما الذي جاء به هنا في هذا الوقت؟! ، يالحظها العاثر! لقد رأته عدة مرات من قبل، لكن لم تتوقع ان يجمعها به موقف كهذا ولا في اسوأ كوابيسها حتى..

اغمضت عينيها سريعا بتوتر، لم تكن لتشعر بالندم لأنها صفعته، على أية حال هو أخطأ عندما امسك كتفها، لكنها احتاجت الشعور بالندم عندما فتحت عينيها ليسقط نظرها على عقدها الثمين بين يديه..

العقد الذي حصلت عليه من والدها عندما اتمت حفظ القرآن الكريم، و الذي اتضح انه نادى عليها فقط ليعطيه لها، عندما وقع امام منزل جيرانهم..

وضع الأمير يده على وجنته التي صفعت بصدمة، بينما سحبت هي العقد من يده سريعا، ثم أكملت خطواتها الأخيرة نحو منزلها دون الالتفات لما حدث او رد فعل الامير حتى.

دخلت و أغلقت الباب خلفها بينما تلتقط أنفاسها بانفعال، جلست امام عائلتها بهدوء، كأنها لم تقم بفعل مصيبة منذ بضع دقائق، همست"أبي.."

التفت إليها والدها بتسائل، رأى وجهها الشاحب، وشعر تلقائيا بشعور مشؤوم..

مسحت على وجهها لتُتمتم ببساطة:
"أبي، لقد صفعت الأمير زين"شهقت والدتها و قد اتجهت يدها لتغطي فاهها بفزع.. الأمير زين؟!

لم تلبث أن تخبره بما حدث، حتى سمعوا الطرق العالي على الباب، فزع والدها ليوجه نظره اليها بقلق، بينما عضّت هي على شفتيها بتوتر، هل ظنت حقا انه سيتركها و شأنها بعد أن أهانته أمام حُراسه؟!

نهض والدها و هو يتجه نحو باب المنزل، فتحه ليجد بعض حراس الأمير، كان من حسن الحظ غياب الأمير زين، يكفيهم هذا الاحراج..
حمحم قائلا"كيف أخدمكم؟"

نظر اليه الحارس قليلا برفعة حاجب، قال ببرود:
"سمو الأمير يريد الآنسة التي دخلت هذا المنزل الآن، سنلقي القبض عليها"

"خارج.التّقاليد"_(قيد.التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن