-الفصل التاسع(النّـسخَـة المُـعدّلـة)

8K 422 80
                                    


*
*
*
*

انتهت جولة التسوق الخاصة بالخطبة، وأمر الأمير البائع بإرسال أغراض رزان إلى منزلها مباشرة، بينما اصطحب رزان وخالد في عربته إلى منزلهم، وكان دخول عربة الأمير ذات الوجاهة والفخامة إلى هذا الحي، لأجل عائلة القسام وحدها، مصدر حسد وغبطة من الجيران، فهاهي الفتاة التي رفضت شبابهم، تتزوج من أميرهم..

نزلت رزان من العربة فور توقفها دون رغبة لأي حديث، فهي تشعر بإرهاق كبير، على الرغم من أنها لم تبذل جهدا بليغا، لكن ربما كانت معاركها الكلامية مع الأمير طوال اليوم أحد الأسباب، التفتت اخيرا عندما رأت منزلها العزيز، آهٍ، كم تشتاق له!

"أتمنى أن تكون جولة اليوم قد أسعدتك يا رزان .."
قاطع أفكارها صوت الأمير الرخيم، وكان له وقتها نغمة هادئة محببة، تعكس كرامته كأمير، وتعبر عن شخصية رزينة جذابة، عكس تلك التي أخذت تشاكسها طوال اليوم..

استغرقت تفكر في اسمها الذي خرج عذبا من فمه رغما عنها، ثم أدركت أنه ينتظر ردا فهزت رأسها ساخرة من أفكارها السطحية..

مدت يدها لتطرق على الباب، وقالت باستهزاء بينما تشعر بنظرة الأمير خلفها:
"بالطبع يا سمو الأمير، ومن فرط سعادتي أود أن أطير إلى فراشي، لأنام وأحلم بهذا اليوم مرارا وتكرار.."

وردا عليها، خرجت قهقهة خفيفة من الأمير، ثم سمعته يتمتم بصوت خفي وصلها بصعوبة:
"ولا تعلمين أنتِ كم أنتظر أن تطيري إلى منزلي بفارغ الصبر .."

فُتح باب المنزل دون أن تعي، فألقت نظرة حائرة إليه، تُشكك فيما سمعته، لكنها سرعان ما ودعته بابتسامة مقتضبة وأخذت خطاها إلى داخل البيت..

وجه الأمير نظره إلى خالد الذي كانت ملامحه يكسوها الملل طوال اليوم، وخرج الآخر عن صمته قائلا:

"أنتما لا تصدّقان، اعذرني، لكنني لا أعلم صدقا كيف ستعيشان معا سُموَّ الأمير.. "
عقد الأمير حاجبيه باستنكار على قوله دون رد..

"مع السلامة، أمير زين.. "
قال مصافحا الأمير بنظرة لا مبالية، ثم أخذ خطاه للداخل وراء أخته ذات المزاج المشتعل، وهو يشعر بالضجر من تلك الخطوبة الغريبة..

".. مع السلامة"
تمتم الأمير بنبرة يائسة، وهو يوجه نظرة أخيرة نحو منزلها، بينما يتسائل في أعماقه، هل ستحن له تلك الفتاة الفخورة يوما؟..

وجه نظره إلى مرافقه الذي يراقبه بتعجب، وسرعان ما استعاد نظرته الجادّة قائلا:
"أحضر باقي الحراس، سنغادر.."

»»»»»

أسرعت رزان تبدل ثيابها، ورغبتها الوحيدة الآن هي النوم، لكن كيف تتركها عائلتها وشأنها في لحظة كتلك؟ يجب أن تشبع نهى فضولها بما حدث، ويجب أن تطمئن السيدة حسناء على مستقبل ابنتها البكر، مع أمير البلاد..

"خارج.التّقاليد"_(قيد.التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن