البارت الرابع

41 12 8
                                    

لماذا تنتهي البدايات السعيدة سريعاً؟
ولماذا تبدأ النهايات الحزينة باكراً ؟
من انا ومن انت ؟

"مراد فوق يا مراد رد عليه ،الحقونا يا ناس."
واتي صوت من بعيد يلهث
"انتي كويسه"
وبغضب وكأنها هبطت ساعقة من السماء لتزلزل بقولها
" انت شايف ايه الحقو مراد هيموت ."
وبعدما ابتعدت من امامه اخذو يخرجوا مراد من السيارة التي اصبحت رأساً علي عقب واخذو يخرجونه والدم يتساقط في كل بقعه يمشون بها وصاح احدهم
"حد يتصل بالأسعاف بسرعة. "
وألقوا بمراد علي كرسي احضره احد منِ مَن كانو يساعدوه بالخروج وأخذوا يقذفون وجهة بالماء الي ان اتت الاسعافات واخذوه داخل السيارة ليذهبوا به الي المشفي بعد ان جلست دلال بجانبه في السيارة تحدثه
"مراد رد عليه مراد متسبنيش ."
والتفتت للطبيب الذي يعلق له محاليل و المستلزمات الطبيه وتصيح
"متعمل حاجا مراد هيروح مني ارجوك يا دكتور. "
فنظر لها الطبيب ويتحدث قألاً يحاول ان يهداء من روعها -متقلقيش يا مدام هوا كويس بمجرد اننا نوصل للمستشفى هيكون بخير.
فنظرت دلال للطبيب وكأنها ازالت حملاً من علي ظهرها وظلت صامتا حتي وصلو للمشفي وحملو مراد الي السرير المتنقل ذو الأطار الدوار وادخلوه لغرفة العمليات ، وظلت دلال منتظرة ان يخرج الطبيب ليطمئن قلبها علي مراد وبعد عدة ساعات خرج الطبيب محدثاً الممرضة ويقول
"انا مش عايز حد يدخل، لمدة 24ساعة، لازم تاخدي بالك منه كويس، مفهوم. "
والتفت وبدأ بان يذهب لمكتبه لحقته دلال متلهفه لتعلم اي شيء عن حاله
"طمني يا دكتور ايه اللي حصل "
فقال الطبيب بدون تردد
"مفيش شوية كدمات بسيطه ."
ونظرت انجلين للطبيب لتقول
"يعني انت شايف ان مفيش خطورة علي حياته ."
فاكمل الطبيب حديثه
"لا انا مش عايزك تقلقي، هوا كويس، بس هيحتاج عمليه بسيطة. "
فنظرت دلال مدهشا بما قال
"عملية ، عملية ايه يا دكتور، انت مش قلت انه كويس؟ "
فنظر الطبيب لعينيها التي كادت دموعها بالفرار ولكنها متماسكا وكانه كان متوقع ذلك السؤال منها
"لما العربية خبتطه، جمجمته اتخبتط جامد ،ودا ادا لحدوث نزيف داخلي في المخ وعشان كدة لازم عملية في اسرع وقت. "
وادار الطبيب ظهره لها وتركها وذهب، ثم بظهرها علي الحائط مسنده وتقع علي الأرض وظلت دلال تفكر في نفسها عن مستقبلها ومستقبل مراد وماذا سيحدث لهم وماذا لو مات مراد ماذا افعل واخذت عيناها تسقط من الدموع بحور لشدة حزنها علي مراد.
فقاطع تفكيرها صوت اتى من بعيد
"دلال هوا فين "
فنظرت لصاحب الصوت لتستوعب من صاحبه ودون ان تقول شيئاً اشارة بأصابعها نحو الغرفة التي دخل بها مراد ، فذهب صاحب الصوت الي الغرفة التي اشارة دلال بأصبعها نحوها وحاول الدخول ولكن منعته الممرضة من الدخول.

"فارس سرحان في ايه؟ "
وادار وجهة لزوجته "مفيش بفكر اننا منروحش."
فنظرت له متفاجئة بما قاله "وعاوز نروح فين؟ "وصمت فارس قليلاً ثم "بفكر اروح علي النيل، عايز اشم هوا نضيف وتبتسم زوجته وتلتفت له "تحب تقعد في الكافيه، اللي كنا بنقعد فيه زمان؟ "
فساد الصمت قليلاً حينما قال"اكيد، بس بسرعة عشان المكان وحشني. "فظلت زوجته تسير وسط زحام، السيارات والأصوات تعلو من حولهم، والصمت يسود داخل السيارة، حتي ارد ان يقول"فاكرة لما كنا بنخرج ايام الخطوبة. "ونظرة لهُ مندهشة "ياه يا فارس هيا الأيام دي تتنسي، فاكر لما ركبنا المركب وكُنا هنغراء... "
وظل فارس في صمته يسود، سارحاً في ذكرياتهم ولم يجب علي زوجته، وظل ينظر الي اطراف ما ظهر من النيل، ثم قالت زوجته "واخيراً وصلنا. "

فترجل من داخل السيارة، وخرج منها، وسار بضع خطوات بعيداً عن السيارة، متجهاً نحو النيل، فيضع بيده مستندا على السور الذي يزُين النيل، وينظر لأنوار العمارات، والأبراج، وتقطع انتباهه زوجته "ايه هتفضل تبص على النيل كتير؟ " ولم يجبها ولو بحرف، وعاد شارداً في النيل، وامواج النيل الهاديء، التي بدأت ان تتراقص مع ضوء القمر، ومازال شارداً مع المياه، تعلو من السيارة المقطوعة التي يعشقها carmina burana للرائع بيت هوڤن، ثم عاد بسيارته يجلس على مقعدة بجانب زوجته التي تقود السيارة، وقرروا الذهاب للمنزل، ووقفت السيارة أمام المنزل ليصعدوا جميعاً، وبدأ يصعد على ادراج المنزل حتى وقف امام باب شقته، وقالت زوجته"ايه يا حبيبي! مش يلا بينا ندخل، عشان تريح جسمك."فنظر لها "لأ أنا هطلع فوق اكمل الرواية بتاعتي. "
فنظرت له بنظرة يأسا ،واكملت"ماشي يا حبيبي، الي يريحك "ثم دخلت، وقد وصل لمكتبته الضخمة، المتكونة من شقة كامله، ومليئة بالكتب، وجلس علي مكتبهُ الجميل ليكمل روايته، وظل يكتب كثيرا حتى مَر الوقتُ سريعاً وقرر ان يترجل من مقعده ليهبط الي شقته، وبداء يبحث عن مفتاح الشقه سمع صوت احد ما يتحدث بالداخل مع زوجته، وسمع زوجته تتحدث وصوتها علٍ "انا زهقت، وقرفت منه، انا مش عارفه لحد امتى هفضل امثل عليه دور الحب، انا مش عارفة استحملة اكتر من كدة" و تقطعها من معها في الشقه "بس اهدي احسن يسمعنا "فتحدثت لتقول "بلا يسمعني بلا زفت، دي مش عيشة دي"وقرر فتح الباب بمفتاحه ليدخل عليهم، وصُدمَت زوجته وصديقتُها ......

اتمني اعرف رأيكم في الرواية ولو في غلطات عرفوني عشان اصلحها.
وشكراً

ماتشلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن