البارت الخامس

39 11 17
                                    

ولماذا نستسلم للحزن، ولو صبرا كل منا ستأتي السعادة.
الدرس الأول، مبادئ السعادة، الصبر.

وبعد ان دخل مراد الي غرفة العمليّات، أتى أحد ليطمئن عليه، ولكن منعته الممرضة من الدخول لمراد، وعاد الي دلال ليطمئن عليها"دلال انتي كويسة"ورفعت دلال رأسها من علي قدميها وتنظر في عيناها"انا كويسة، مراد هيروح مني يا باسمة"وتعود لتذرف من الدموع ما كفى، لتملأ به بحيرة ليست صغيرة "معلش يا دلال خلي صبرك بالله كبير "ونظرة دلال لها لتقول"ونعمة بالله"
ودخل فارس علي زوجته بعد ان سمعها هيا وصديقتها وهم يتناقشون عنه،  ودخل عليهم ليقول لزوجته "اللي انتي قولتيه دا ايه "ونظر لها غاضباً والصواعق كادة ان تخرج من عيناه، وينتظرها ان تتكلم ولم تنطق بحرف، فصاح بصوت عالٍ "ردي عليه، مبتتكلميش ليه، ماشي يا أسماء، انا هعملك اللي انتي عايزاه، انتي طالق، يلا اطلعي بره"وصاح بصوت عالٍ بعد ان وقفت زوجته لا تكاد تصدق ما يحدث، وكاد ان يسقط علي وجهه "مش بقلك تطلعي بره "وبعد ان انتهي من حديثة سقط مغشياً عليه، ثم طلبة زوجتهُ سيارة الأسعاف وذهبت، وبعدما اتت الأسعاف وحملته لتذهب به للمشفى، ونظرة دلال فوجدت الممرضين يهرولون نحو مريض، ليدخل داخل الغرفة التي بجانب غرفة مايكل، فسألت الممرضة"هو في أيه؟ "
فقالت الممرضة وظهر عليها الإرتباك "دا مريض بالسرطان وفقد وعيه، ومراته رنت علينا وقالت انه هيموت لو ملحقنهوش، وربنا يستر، بعد اذنك يا مدام"
وذهبت دلال تجلس امام غرفة مراد،  تنتظر أن يخرجوه من داخل غرفة العمليّات، وبعد وقت ليس بقصير خرج مراد من غرفة العمليات، وذهبت دلال للطبيب لتطمئن علي مراد، فتحدث بعد ان شرد في صمته قليلاً وينظر لها ليقول"اعتقد ان حالة المريض كويسة، بس هيحتاج راحة تما، المفروض دلوقتي انه هيفوق بعد 24ساعة" ونظرت دلال لتقول بلهفة "يعني ممكن ادخل اطمن عليه؟ "وقال الطبيب "ايوة ممكن بس مش اكتر من 10دقايق بس، عشان ذي ما قلتلك انه محتاج راحة تما"فابتسمت دلال وقالت"حاضر يادكتور متقلقش،  انا بس محتاجة اطمئن عليه".
ودخل فارس غرفة العمليات، وهو لا يدرك اي شيئ من حوله، بعد صدمة لم يكن يتوقع ان تحدث من زوجته، وحاول الأطباء ان يجعلوه يستيقظ، وبعد ان عانت الأطباء في ان يجعلوه يستيقظ، بعد صدمة كهربائية استيقظ اخيراً، فوضع كل طبيب يده علي صدره ويستنشقون الهواء ويخرجونه في راحة بعد عناء تام، وعاد فارس للحياة من جديد، ودخلت دلال لتطمئن علي مراد بعد العملية الجراحية ودخلت عليه لتجده نأم علي سرير المشفى، وعلى رأسه ضمادة، ونبضه يظهر علي ذلك الجهاز الطبي، لتقول له"يامراد، أنا عرفا انك ممكن مش هتكون سامعني، بس لازم تعرف أني بحبك، يا مراد ارجوك رد عليه، انتَ وحشتني اوي"وأدارت دلال ظهرها لمراد المستلقي بين يدي الله، بعدما أخبرتها الممرضة بأن وقت زيارتها انتها، واتى الفضول بدلال لتذهب للمريض بالسرطان لتره ليس اكثر وذهبت تجاه غرفته لتراقبه من خلف الزجاج، لتجده مستلقي علي سريره، حليق الشعر، ابيض البشرة، و مغطى بالفراش علي سريره وفاقد الوعي تماماً، وظلت دلال تتأمل به وتشعر وكأن بهم صلة تصلهم، ولكنها لم تعطي الموضوع اهتمام وقررت ان ترحل وتذهب الي منزلها.
وفي اليوم التالي، ذهبت دلال لتطمئن على مراد وأخذت والدتها ووالدها، ليطمئنُ علي زوج ابنتهم المستقبلي.
وقعد كلً منهم علي مقعده ليجلس والد دلال علي مقود السيارة ليقود بهم الي المشفي، وبعد ان وصلو دخلو جميعاً الي مراد، ويحملو في ايديهم باقة ورد من كل نوع، ليجدوا مستيقظ ولكنه لا يستطيع النهوض او الحديث الي قليلا، وجلس والد ووالدة دلال علي مقاعد صممت خصيصاً لأستقبال اهالي المرضى، وجلست دلال الجميلة بجانب مراد علي سريره شاردة بمستقبلهم الذي لم يعد ظاهراً لهم، وبدأو بالاطمئنان عليه.
وبعد ان استفاق فارس قرر ان يذهب الي المرحاض الذي يقع في اخر الممر للمشفى، وبدأ بالمضي قدمًا ليسمع في طريقه صوت ليس بغريب علي أُذنيه، انه فعلاً ليس غريب، فوقف قليلاً ليستمع للصوت اكثر ويحدث نفسه قألاً، اين استمعت لتلك الضحكات، انه تشبه.....
وبدون تفكير اقتحم الغرفة التي بجانبه وقال"السلام عليكم"فأجم الجميع"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "ونظر له جميع من في الغرفة ليقول المريض "نعم في حاجا نقدر نساعدك بيها "فنظر فارس لصاحب الصوت وقال "الحقيقة انا سمعت صوت ابني هنا في الأوضة دي فدخلت عشان اتأكد"فنظر له المريض بأستغرب وقال"وحضرتك ابنك اسمه ايه؟ "فنظر فارس وقال "اسمه، اسمه مراد فتحي "فنظرت دلال له بأستغرب وكل من كان بالغرفة وقال مراد "ايوة انا اسمي مراد فتحي، بس أكيد مش أنا يعني"فنظر فارس لمراد مدهوشاً تحدث قألاً "هو انت اسمك، مراد فتحي فارس؟
وعندك 22سنه؟
وولدتك كان اسمها أسماء؟ "
فنظر مراد بدهشة "انت عرفت دا كله منين؟ "فنظر فارس له نظره اطالت وبدأت ابتسامته تشق وجهه "انا اسمي فتحي الشهير بفارس، فتحي فارس حماد..... "

ماتشلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن