فى صباح يوم مشرق دقت الساعة الثامنة صباحا لينصت الجميع لمشرف الرحلة الذى أخد يلقى على مسامعهم التعليمات التى لا يجب أن يتجاوزوها وبعد انتهائه يأمرهم بركوب الباص الذى سيقلهم إلى الإسكندرية عروس البحر
....
فى مكان آخر حيث يدق جرس الهاتف حتى يجيب هو عليه وبصوت ناعس:عايز ايه يا زفت فى حد يصحى حد بالطريقة دى
_ليجيب عليه الآخر بغضب:الباص طلع من زمان انت ناسى ان عندنا رحلة أنا غلطان انى مسبتكش ورحت معاهم
_فيرد عليه الأول ببرود :خلاص يا حازم قمت أهوه خمس دقايق وهتلاقينى جايلك
_حازم :البس وانزل هتلاقينى مستنيك تحت بالعربية بس أبوس ايدك بسرعة يا أدهم مش ناقصين تأخير.
"*أدهم بكر المنياوى" شاب وسيم طوله مناسب أسود الشعر مع نعومته له عينان عسليتان فى آخر سنة بكلية تجارة شاب فاشل لا يصلح لأى شئ يعتمد على أباه "بكر" بيه صاحب شركات "بكر المنياوى" المعروفة*
"*حازم إيهاب الديب"شاب من عائلة غنية مرموقة صديق "أدهم" المقرب ويشبهه فى أشياء كثيرة ما عدا انه ناجح بدراسته يُعتمد عليه ويتميز بالشعر الأسود الصافى والعينان السوداوتين*
_حازم :ساعة عشان تلبس
_أدهم :أنا مكنتش عايز أطلع الرحلة دى أصلا بس هو زن امى عليا عشان قال ايه آخد بالى من بنت خالتى ، أووف
_أنا مش عارف البت دى عملالك ايه كل الجامعة هتموت عليها وناجحة فى دراستها وانت فاشل رغم كده بتحبك انت ، دى نفضت لهشام ذات نفسه عشانك !
_يعنى ايه نفضت لهشام يعني مين هشام ده أصلا جمبى عشان عضلاته هه كله نفخ
_نفخ ايه ده كامل المواصفات مفيش فيه غلطة ده أنا سعات بحلم أبقى بنت و أعجبه
_أدهم :صدق انت عيل ملزق سوق بقا يلا عشان نلحق نوصل مع الباص
...
فى الباص والكل مشغول بالتفكير بما سيفعلونه بعدما يصلوا ليقول مشرف الرحلة بصوت يسمعه الجميع :يلا يا جماعة نجهز علشان هننزل ناخد بريك(استراحة) ونتجمع بعد ساعة فى الباص ياريت محدش يبعد ولو حد عايز أى حاجة يتصل بيا
نزل الجميع ولكنها رفضت أن تنزل أرادت أن تكون منعزلة عن الجميع لأن سبب اشتراكها فى الرحلة ليس هنا فشردت بحزن حتى سمعت صديقتها هايدى تصيح وهى تطرقع باصبعيها فى الهواء لكي تلفت انتباهها
_يا جودى مالك من أول اليوم وانتى وشك مقلوب وسرحانة
_سيبينى يا هايدى لوحدى بليز
_هايدى بضيق :يعنى مش هتنزلى معانا
_جودى ببرود :مليش مزاج
_هايدى قبل أن تنزل من الباص :براحتك يا جودى .. منك لله يا أدهم على اللى بتعملوا فى البت الغلبانة دى
...
عودة مرة أخرى لسيارة حازم...
_أدهم : ما تشغلنا أى حاجة فى التُكتُك ده
_حازم : تكتك فى عينك طيب مش مشغل
_أدهم : خلاص يا عم متزعلش شغلنا أى حاجة فى العربية الكبيرة الجميلة دى
_حازم : اتريق ياخويا اتريق ما انت مش عارف قيمتها دى عايشة بقالها قرون وحضرت ميلاد ووفاة كل أجدادى و...
_قاطعه أدهم :بس خلااااص انت هتحكيلى قصة حياتها ياباى عليك لما بتصدق رغااى اسكت احسن
_طيب احنا قربنا لأول استراحة تحب نقف عندها ولا نكمل
_لا كلم حد من الشلة شوف وصلوا لفين ونرُحلهم
_أكلم مين يا ترى أكلم مييين.. أيوة هكلم بسنت
_أدهم :بسنت مين ؟!
_شيرين يا أدهم انت نسيت
_يا حلاوتك يا سي حازم أموت وأعرف ايه اللى جاب شيرين لبسنت وبعدين انت مش ناوى تخلص وتقولها انك بتحبها بقا
_ما أنا خايف أقولها تطلع بتحب حد تانى أو تكون معجبة بهشام زى الباقي وبعدين أنا كده مرتاح أدينى بكلمها وهى بتكلمنى ولا أكننا مخطوبين فملهاش لازمة بقا..أيوة ردت أهى ؛ بسنت حبيبة زوما اخبارك ايه يا قمر
_شيرين على الخط الآخر بغضب :حازم قلتلك مليون مرة متقوليش بسنت
_حازم :أيوة يا حبيبتى أيوة وانتى كمان وحشانى مووت
_حازم أنا هقفل مش ناقصة رخامة
_مش وقته بقا يا شيرى بس بكلمك عشان أعرف انتوا فين عشان اجيلكم انا وأدهم
_احنا فى أول بريك هتقابله وحاول تعمل حادثة وانت جاى
_ماشى يا حبيبتى هخلى بالى من نفسى حاضر وانتى كمان يا قلب زوما
_حازم بعد قفل شيرين الخط :مش هعرف أقولك حاجة أدهم جنبى..طيب علشان خاطرك بس يلا بحبك يا روح قلبى يلا مع السلامة ..سلام ..سلام باى
_أدهم بنظرة اندهاش بعد إغلاق حازم لهاتفه : ايه الحب ده كله
_مش قلتلك بنموت فى بعض يبقى لزمته ايه أعترفلها
_مش مستريحلك
_عيييب
_طيب عرفت هم فين
_حازم وهو يوقف السيارة بعد وصولهما إلى الاستراحة :هنا
_هايدى :الحقى يا شيرين بصى مين اجا ده حازم ومعاه أدهم لما أروح أقول لجودى هتفرح مووت
_شيرين :وأنا ههرب من اللى اسمه حازم ده اوووف
...
بداخل الباص رأت جودى أدهم وهو ينزل من سيارة حازم فنزلت مسرعة من الباص لتصطدم برفيقتها هايدى
_جودى : أووه شيت مش تحاسبى
_هايدى :سورى يا جوجو بس جيبالك خبر حلو
_جودى :مش وقته يا هايدى بعدين
_هايدى : استنى بس ده..
لم تعطها جودى الفرصة لكى تكمل فأسرعت إلى سيارة حازم وركضت نحو أدهم تطل منها ابتسامتها المشرقة : أدهم you are here
_أدهم بضيق واضح :طبعا مينفعش أسيب بنت خالتى المعظمة تطلع رحلة لوحدها
_جودى بأسف مصطنع :معلش بقا يا أدهوم سامحنى المرادى كان نفسى تبقى معايا فى الرحلة دى وكمان متنساش انا مش بنت خالتك وبس لا وكمان..
رققت صوتها حتى يظهر ناعماً أكثر :خطيبتك
_أدهم بنفس نبرة الضيق :لحد اللوقت بنت خالتى وبس ياريت متنسيش ده يا جودى ويلا بقا عشان عايز أنام
_هو انت لحقت
_أيوة هنام فى الباص والزفت حازم راح فين ده كمان !
*جودى فتاة رقيقة أو بمعنى أصح تصطنع الرقة صاحبة الجسم الممشوق والطول المناسب وتتميز بشعر أحمر قصير وعينان بنيتان مع بعض النمش أسفل عينيها والذى أعطاها جمالاً فوق جمالها تصغر أدهم ببضعة شهور ومنذ ولادتهما وقد تعهد آبائهم أن يتزوجا عندما يكبرا ولكن تغير الوضع فلا يبق شيئ على حاله*
…
كانت شيرين تختبئ من حازم حتى وجدت من يجذبها من يدها لتصرخ عالياً
_هشام :ده أنا هشام متقلقيش
_شيرين :اووه هشام معلش أنا اسفة بس اتخضيت
_انتى رايحة فين كده
_مفيش كنت بتمشى
_هشام وهى يداعب شعره البنى الناعم :تسمحيلى أمشى معاكى
_شيرين sure: طبعا اتفضل
*شيرين مُهاب ذات الشعر البنى متوسط الطول والعينان الخضراوتان مع البياض الناصع الجذاب*
*هشام أيوب صاحب الجسم الرياضى والشعر البنى الجذاب مع العينين الزرقاوتين والتميز فهو شاب نجح بحياته*
...
_حازم وهو يبحث عن شيرين :راحت فين دى كمان ..أهى هناك يا شيرين شيريين..مين اللى ماشى معاها ده!!
وفى الوقت ذاته كان أدهم قد صعد إلى الباص وتتبعه جودى
_جودى :وانت ناوى بقا تكمل الرحلة معانا ولا هتكمل مع حازم فى عربيته
_أدهم وهو يتثائب :هكمل مع حازم
_خلاص هاجى معاكم
_خلاص روحى مع حازم وأنا هفضل فى الباص
_على فكرة مبهزرش
_ولا انا
_ادهم مبحبش أسلوب البرود ده ومبيجبش معايا نتيجة أصلا هروح ناو (الآن) أجيب حاجة نشربها تكون قررت هنكمل أنا وانت ازاى الرحلة وارتاح شوية عشان شكلك منمتش كويس
...
_هشام واضعا يداه خلف ظهره :جودى هو أنا ممكن أسئلك سؤال؟!
_شيرين بنظرات مليئة بالإعجاب :طبعا اتفضل
_انتى مرتبطة ؟
_شيرين بتلعثم :هااه.. اه.. لا...
_ابتسم هو قائلا :أصل سمعت انك انتى وحازم..يعنى مع بعض
_شيرين وقد ظهر بوجهها علامات القلق : ايه حازم!!
_حازم من الخلف مفاجئاً لهما :ايه ده انتم بتجيبوا فى سيرتى
_شيرين بنبرة معاتبة :يا شيخ خضتنى وبعدين انت ايه اللى جابك
_حازم :كنت بدور عليكى وبعدين لقيتك واقفة مع واحد ف....
ثم نظر إلى الشخص الواقف وعندما وجد انه هشام تشبث بكتفه وبصوت أنثوى قال :محماااد حبيبى انت كنت فين كل ده مش تسأل عليا
_هشام وهو يبعده عنه :محمد مين يا أخ!
_حازم :مش انت اسمك محمد بردو
_شيرين :ده هشام يا حازم مش محمد
ثم نظرت إلى هشام وقالت آسفة :معلش يا هشام هو كده دايما.. يلا يا حازم من هنا امشى الباص هيطلع اهوه
_حازم :سيبك منه وتعالى اركبى معايا
_شيرين :أولا مينفعش ثانيا بينى وبينك ايه عشان أركب معاك احنا مجرد friends
و ضغطت على حروف آخر كلمة متعمدة ان تثير انتباه هشام انهم مجرد صديقين فقط لا غير
...
صعد الجميع الباص ليكملا الرحلة وفضل أدهم أن يُكمل فى السيارة وذهبت معه جودى وتولى حازم القيادة
سيطر الصمت عليهم ولم يتحدثوا بشئ وعندما جاء أحدهما ليفتتح موضوع ما أسكته أدهم
...
وصل الجميع إلى "القلعة" المكان المنشود
_أدهم وهو ينظر أمامه :الباص وصل يلا انزلى يا جودى روحى مع اصحابك
_جودى معترضة :لا يا أدهم أنا هفضل معاك
_أدهم بنفاذ صبر :أنا هفضل فى العربية هتفضلى معايا ؟
_جودى :يا أدهم بس...
_قاطعها حازم :خلاص بقا يا جودى انتى عرفاه بيعمل اللى فى راسه انا هدخل جوا وتعالى معايا نروح نشوف الشلة وسيبك منه
_جودى مستسلمة :طيب يا حازم
...
الجميع ذهب لكى يستمتع ما عدا هو استمر يبحث بعينيه عن شئ ما حتى جاءه صوت من الخلف ينادى باسمه :هشام أيوب!!
التفت هشام لينظر لمن هذا الصوت الناعم حتى وجدها هى بشعرها الناعم كستنائى اللون مضموم للخلف على هيئة *كحكة* كالعادة وعيناها البنيتان ذات اللمعة التى تنبعث من خلف هذه النظارة الطبية يا لجمالها الذى دام طويلا ولم يراه فهى لم تتغير منذ الصغر..
ظل هشام متأملا لها حتى قالت هى :أنا أسفة كنت بدور على واحد شكلى غلطت
وكانت ذاهبة حتى نادى عليها هو بصوت عالياً :سارة أشرف المجنونة
أدارت وجهها إليه بغضب مصطنع :لسا بردو بتقولى مجنونة
ضحكا الاثنين ثم عادا صامتين لوهلة من الوقت حتى بدأت هى الحديث :يعنى عشان أشوفك لازم تكون رايح رحلة وسبتنى أربع سنين مقضينها مسجات بس عشان تيجى تشوفنى
_هشام :طيب ما تقولى لنفسك ليه يا هانم مرجعتيش القاهرة بعد ما اجيتوا هنا نسيتينا بسهولة كدا
_سارة :خلاص خلاص حصل خير كده كده أنا هرجع كمان يومين بس هخلص كام حاجة هنا وهرجع أعيش مع عمتى تانى
_هشام بحزن شديد :أيوة عشان باباكى اااه...
_سارة بانكسار :بابا الله يرحمه متوفى بقاله سنه هو بصراحة استريح كان تعبان أوى بعد ما ماما اتوفت
_هشام متعجبا :اتوفت!! بس دى م...
_سارة مقاطعة له ببردو مصطنع وقد تجمعت الدموع بمقلتيها :لا اتوفت يا هشام اتوفت
_هشام :طيب سيبك من الموضوع ده تحبى نروح فين ؟
_سارة :أنا حابة ناخد كام صورة مع بعض
_هشام :طيب استنى هروح احط شنطتى فى الباص وبعد كده نتصور براحتنا
_سارة :تمام
بعد ذهاب هشام سارت سارة بضع خطوات من الباص وأخدت تأخد صور *سيلفى* لنفسها حتى لفتت انتباه أدهم الذى كان جالسا فى سيارته واضعا نظاراته يتأمل المكان من حوله حتى انعكس ضوء الشمس من ساعتها عليه فأخذ ينظر إليها ومن داخله أراد أن يتحدث إليها فنزل من السيارة وسار إليها حتى صار واقفا خلفها
_أدهم :احم يا آنسة
_سارة وهى تلتفت له :أفندم
_أدهم بإعجاب لهيئتها التى لم يرى مثلها من قبل :وانتى بتتصورى انا طلعت فى الصورة
_سارة : بجد!! أنا آسفة مأخدتش بالى
_طيب ممكن أشوفها وتمسحيها
_سارة متعجبة :مفيش مشكلة اتفضل هوريلك كل الصور
ظلت سارة تبحث عن الصورة التى ظهر بها أدهم بينما ظل هو متابعاً لها بإعجاب شديد
_مفيش ولا واحدة حضرتك طلعت فيها
_ازاى مفيش لا أكيد فيه طيب معلش هتقل عليكى بس ممكن تدورى مرة كمان
_سارة بنفاذ صبر :أنا مش عارفة فيها ايه أصلا بس هدور تانى حاضر
وفى ذات الوقت كان هشام قد انتهى من وضع حقيبته داخل الباص وعندما نزل منه كان على وشك الاصطدام بهايدى
_هايدى بعصبية :مش تحاسب يا جدع انت
_هشام :أنا آسف مكنتش آخد بالى
_هايدى :طول عمرك مش آخد بالك يا هشام
وظل كل منهما ينظر فى أعين الآخر لبعض الوقت حتى كادت هى على وشك البكاء فأسرعت بدخول الباص ووقف هو قليلا حتى تذكر ان سارة تنتظره بينما سارة كانت تتأفف من أدهم
_أدهم :طيب ممكن تشوفيها بس آخر مرة
_سارة :دى رابع مرة تقولى آخر مرة أنا همسح الصور كلها علشان تستريح خلاص
_لا ميحصلش ودى تيجى بردو
_طيب أنا أعمل ايه الوقت
_هو مفيش غير حل واحد اكتبى رقمك عندى واول ما تلاقى الصورة هتصل أنا بيكى
_سارة وهى رافعة لحاجبها :انت فاهم انت بتقول ايه اصلا !
_أدهم :لبخت مش كده ؟!
_سارة مبتسمة :أيوة أووى واتكشفت كمان
_ضحكتك حلوه
_نعم!!
_لا متخديش فى بالك يلا بقا هاتى الرقم
_سارة :لوسمحت أنا...
_هشام من بعيد منادياً لها :سارة!!!
أنت تقرأ
بك أكتمل
Romanceكان تائهاً فكانت هى ضالته.. قال لها ألا تتركها فهو لا شئ بدونها.. فهو.. اكتمل بها..!