(4)

52 0 0
                                    

ارتدت فتحية نظارة سارة ووقفت تنتظر سارة حتى سمعت صوت تعرفه جيدا
_أدهم من خلفها :يا واد يا مثقف
_فتحية بنبرة فرحة :أدهم .. ايه اللى جابك هنا بتراقبنى ولا إيه
_أدهم بغمزة :هو اللى يعرفك يقدر ميرقبكش يا طِعم انت
لكزته هى بذراعها لتقول :جتك الإيه بتعرف تغازل كويس
_مقلتليش انك لبستى نضارة يعنى بس مش صغيرة عليكى شوية
_خلعت فتحية النظارة :لا دى بتاعة بنت أخويا
_هى معاكى هنا ؟
_أيوة بتقيس جوا استنى لما تخرج وأعرفك عليها
_أدهم بضحكة خبيثة :طيب ما أدخل أتعرف عليا جوا
_فتحية لكزته مرة أخرى ولكن بقوة :اتلم يا واد طول عمرك كده مش هتتغير
_أدهم مُدعياً الألم :اااه ايدك جامدة ،ده أنا أصدى شريف
_شريف بردو
سكتت قليلا حينما رأت شخص يتوجه إليهما
_حازم بغضب :أدهم مش قلتلك استنانى هناك، أنا دورت عليك كتير
_أدهم :ده أنا نسيتك خالص مش تعملك حِس
_حازم :لا يا شيخ
ثم أخد انتباهه من السيدة الواقفة ذات العباءة السوداء..
_حازم :مين دى ؟!!
_أدهم :حازم دى توحه صديقتى الأنتيم ،توحه ده حازم صديقى الأنتيم بردو
_حازم :اتشرفت بمعرفتك يا مدام
ضغط أدهم برجله على رجل حازم ليفهم حازم ويقول :مدام سابقاً ؟
_فتحية بإبتسامة باهتة :آنسة
_تحدث أدهم حتى يُزيح جو التوتر :طيب يا توحه هنمشى احنا عايزة حاجة
_فتحية :شكرا ، عايزة سلامتك
_أدهم :أشوفك في الكافيه النهارده
_فتحية :إن شاء الله
رحل أدهم وحازم وبعد عدة دقائق خرجت سارة وهى تزفر من الضيق :واسع أوووى وده أصغر مقاس أعمل ايه الوقت
_فتحية بصوت هادئ :عادى يا حبيبتى هاتيه وهضيقهولك
_بس كده هتعبك
_ولا تعب ولا حاجة
_سارة بعدما احتضنت فتحية :ربنا يخليكى ليا يا لوزتى
...
فى النادى
_چودى :هو اتأخر كده ليه
_مديحه :الصبر حلو ،استنى هكلمه أشوفه فين.
اتصلت مديحة بأدهم لكى تستفسر عن مكانه
_أدهم :أنا فى الطريق ومعايا حازم
_مديحة :هو حازم هيجى معاك ؟
_لا هوصله بس عشان اجا معايا وأنا بشترى الحجات
_طيب بسرعة يا أدهم متتأخرش
_ماشى يا ماما مع السلامة
_مديحة بعدما أغلقت الخط :بيقول فى الطريق
_چودى :طيب بتسألى على حازم ليه هو جاى ؟!
_مديحة :لا هيوصله أول
_چودى :ربنا يستر ويرضى يسمعنى
..
بعد نصف ساعة وصل أدهم إلى النادى وبحث عن والدته وعندما رآها ذهب إلى مكان جلوسهم حيث كانوا متجمعين حول منضدة بجانب حمام السباحة..
_أدهم :ازيكوا يا جماعة
_ادعت مديحة الدهشة :أدهم انت وصلت ده كنا لسا أنا وخالتك هنروح الtoilet (دورة المياه) ، طيب هنروح بسرعة ونيجى.
_أدهم بعدما جلس أمام چودى :بسرعة علشان عايز أروح أنام
ذهبتا مديحة وسهير واختبئتا لكى يتابعا ما ستفعله چودى..
_چودى بصوت رقيق :ازيك يا أدهم
_أدهم وهو ينظر إلى هاتفه :كويس
_چودى بإبتسامة باهتة :فاكر لما كنت بقولك ازيك كنت بترد عليا وتقولى أحسن عشان معاكى
_ضرب أدهم المنضدة بقدمه :أوووف هو كل أما أقابلك تفكرينى
_ابتلعت چودى ريقها :بليز اسمعنى محتاجة منك بس تسمعنى أرجوك
_أدهم بإستهزاء :ياااه ده أنا سمعت كتير أووى واتخدعت كتير أوى،عايز أفهمك انك لو قلتى أى حاجة حتى لو أنا متأكد انها حقيقة هكدبها
_چودى وقد بدأت بالبكاء :يا أدهم أنا اتغيرت صدقنى وكل ده عشانك
_نظر لها أدهم وضحك عاليا بطريقة مستفزة :لا والله عشانى بردو
_چودى :لو تسمعنى بس أنا..
_وقف أدهم وركل الكرسى برجله قائلا بغضب :بس بقا كفاية كدب
لم يمهلها حتى تتحدث وأسرع فى الخروج إلى النادى وركب سيارته ثم توجه بها إلى الكافيه المفضل له ليهدئ من روعه قليلاً.
...
كان حازم قد عاد إلى منزله بعدما أوصله أدهم وعندما دخل اندهش عندما رأى والده يقوم بالتعدى بالضرب على والدته وهى لا حول لها ولا قوة كانت تبكى فقط حتى بدون أن تصرخ ، لا تفعل شئ إلا أن تتألم وتبكى وتكتم شهقاتها ،هذا المنظر جعل عينان حازم كالجمرتين المشتعلتين وصرخ بوالده لكى يترك الأب زوجته وينظر لابنه..
_انت شرفت أهلا يا بيه تعالى خد أمك وعلمها ازاى تسمع كلام جوزها.
قالها إيهاب موجها الحديث لإبنه..
_ضغط حازم على أسنانه وحاول السيطرة على أفعاله :لولا انى عارف ان انا هتحاسب عند ربنا لو عملت فيك حاجة أنا مكنتش ضربتك بس أنا كنت قتلتك ، لكن أنا هسيبلك البيت وأغور من وشك
_سيدة وهى تحاول الصمود :حا..زم..لأ
_جعل حازم سيدة تتكأ عليه وصعد بها الدَرج وأوصلها إلى غرفته وجمع متعلقاته
_حازم دون أن ينظر لوالدته :أنا هاخد الحاجة اللى أنا شاريها بتعبى أنا وفلوسى وهسيبله كل حاجة كان جيبهالى
_سيدة :ليه عملت كده يابنى ليه
_ما انتى لو تقوليلى انتى اللى ليه ساكتة على كل القرف ده كنت ارتحت وريحتك لكن انتى مش بتقولى ،وهتقولى ولا مش هتقولى حتى هاخدك وانسي المكان ده نهائى ، أنا كنت عارف ان فى يوم هنسيبه عشان كدا اشتريت شقة على أدنا كويسة وفى مكان راقى ومش كبيرة عشان متتعبيش فى ترويقها لأن عارفك مش هترضى أجيب واحدة تنضف وخلاص الكلام انتهى على كده.
انتهى من جمع متعلقاته ثم أخذ والدته إلى مسكنهم الجديد وطلب منها أن ترى المنزل جيدا وتتفحصه وتستريح قليلا حتى يذهب ليشترى لها بعض الملابس وبعض أغراض للمنزل ،كان يُظهر أمامها أنه راضياً عما يفعل وليس حزينا ولكنه عندما تركها أخذ يبكى ويتألم ثم تناول هاتفه واتصل بشيرين..
_شيرين ببرود :ألو يا حازم فى ايه
_حازم بصوت مختنق :شيرين معلش ممكن نتقابل
_شيرين وقد انتبهت لحزنه :مالك يا حازم ؟!
_حازم :مخنوق أوى
_شيرين :طيب تحب نتقابل فين
_حازم :فى كافيه "______" بعد ربع ساعة
_شيرين :تمام
أغلقت شيرين الخط ثم بدأت بارتداء ملابسها..
...
إن هذا اليوم من أسعد الأيام بحياتها ففى مثل هذا اليوم قابلت حبيبها هشام حين كان أول لقاء بينهما حينما صفعته وأخذها ليظهر لها بأنه الرجل الذى سيحميها دائما ويحبها أبداً؛وقفت أمام المرآة تضع أحمر الشفاه خاصتها وتلتف بفستانها القصير ذا اللون الأبيض بخط فيروزى يتوسطه حتى تدخل عليها زوجة أبيها..
_نرمين :هو النهاردة عيد ولا يمكن بحلم ،مالك يا هايدى فين الدموع والوش الدبلان ؟
_نظرت هايدى إلى انعكاس نرمين فى المرآة ثم أكملت تسريح شعرها :فى حاجة ؟
_انزعجت نرمين من ردها الجامد :فيه حجات.. طيب تعالى انزلى معايا النادى
_اتجهت هايدى نحوها ثم أمسكت وجهها براحتى يدها :روحى انتى يا روحى عيشى حياتك ما انتى طول عمرك مش مهتمة بيا هتيجى على الوقت .
ثم أطلقت قبلة فى الهواء وتوجهت نحو سريرها لتحمل الحقيبة التى عليه بخفه وفتحت الباب وقبل أن تخرج استدارت بجسدها موجهة حديثها لنرمين :مش هتقوليلى I love you زى زمان ولا خلاص شايفة ان معدتش بتجيب معايا نتيجة.
أنهت هايدى كلماتها الأخيرة ثم خرجت وقفلت الباب ورائها لتطلق نرمين صرخة عالية تنم عن غضب شديد وصلت إلى آذان هايدى فتبتسم الأخيرة ابتسامة نصر..
كانت هايدى قد أمرت "عم حسين" السائق الخاص بها أن يجهز لكى يوصلها إلى حيث تريد فقابلها هو عندما خرجت من الڤيلا وفتح لها باب السيارة لكى تدلف وتجلس ثم تفتح حقيبتها وتأخذ الهاتف منها وضغطت على عدة أزرار ليجيبها شخص ما..
_هايدى :زى ما اتفقنا بالظبط.
_الشخص : __________.
_هايدى :لا عطله على أد ما تقدر.
_الشخص :___________.
_هايدى :ده بابا وانا عرفاه اهم حاجة عنده الشغل وانا خايفة نرمين تقوله انى خرجت فيعمل مشكلة قبل ما أخلص مشوارى

بك أكتملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن