(6)

64 3 1
                                    

وصلت سارة إلى الشركة ورأت باب المصعد كاد أن يقفل فأسرعت جرياً بالدخول وكانت على وشك احتضان الرجل الذى كان بداخله ولكنها تماسكت على نفسها..
_سارة :أنا آسفة جداا معلش كنت متأخرة آسفة أرجوك سامحنى
_أدهم :محصلش حاجة.
_وقفت أمامه ثم تنحنحت لتقول :احم الدور الكام ؟
_اتفضلى انتى أول
_لا حضرتك اجيت أول يبقى انت الأول
_زفر أدهم بضيق :التامن
_سارة ضاحكة :شوف الصدف أنا كمان التامن.. امم انت رايح غرفة الاجتماعات صح
_لم يجيبها فأكملت هى :أكيد انت اتأخرت وهتتهزأ من المدير بتاعك.. بس متخفش أنا هتوسطلك.
_وعندما ظل صامتا قالت :شكلك خايف بص متقلقش أنا هبقى معاك لحظة بلحظة وأول ما أشوفه بيهزأك هقوم قايلاله أنا اللى أخرته ،بينى وبينك سمعت ان المدير ده لطخ.
_أدهم :لطخ!!
_وعندما استجاب لحديثها آثرت أن تكمل فى حوارها :أيوة يعنى رخم ورزل ،كتير أوى قالولى متعاملش معاه ولا مع شركته بيقولوا فى الشغل ميعرفش أبوه مع انه كان فاشل وناس كتير بتقول سبحان مغير الأحوال من فاشل لواحد واقف ضهر أبوه ،هو أنا مشفتوش قبل كده بس حساه نايتى.
_أدهم :نايتى!!
_سارة :يعنى مش راجل عيل طرى كده
_أدهم :انتى رغاية أوى
_سارة :لا أنا مش رغاية على فكرة ده أنا...
فتح بابا المصعد فلم ينتظرها وخرج مسرعاً لتتبعه هى قائلة..
_سارة :بما اننا رايحين مكان واحد همشى معاك.. هو أنا شفتك قبل كدا ؟
_لم يرد أدهم فقالت :لا لا أنا متأكده انى شفتك قبل كده.
وصلا إلى غرفة الإجتماعات وبعدما دخلا سمعت ساره جميع المتواجدين يتهامسون أن المدير قد وصل..
_قهقهت ضاحكة وهمست له :شكلهم فاكرينك المدير ههههه هم مش شايفين شكلك ولا إيه ههه.. سورى متزعلش هههه بس بصراحة شكلك ميجبش مدير خاالص ،أصل مهما لبست بِدَل بيبان.
_أتى شخصاً ليوجه حديثه لأدهم :اتفضل يا أدهم بيه احنا مستنينك من زمان.
رمق أدهم سارة بنظرة احتقارية ثم ذهب وجلس على كرسى المدير..
_سارة لنفسها :ده طلع المدير يا نهاااار اسود شكلى عَكيت.
_ذهبت سارة وجلست على إحدى الكراسى التى تدور حول منضدة كبيرة تجمع عليها الجميع ليبدأوا العمل فى حين تابعت أدهم وهى تندب حظها لإيقاعها معه ،حتى سمعت شخصاً يقول..
_الشخص :فين المترجمة ؟
_وقفت ساره مسرعة لتقول :أيوة أنا هنا.
ونظرت إلى أدهم فوجدته ينظر لها بعينان مشتعلتين من الغضب.
اقتربت لتجلس بجواره حتى تترجم له فقال لها..
_أدهم :بقا أنا لطخ
_سارة مبتسمة ببلاهة :لا حضرتك سمعت غلط انا اصدى فخم بس يمكن عشان نفس الحروف حضرتك اتلخبطت.
_أدهم :رخم ورزل
_سارة :كان أصدى على الأسانسير مش بحبه
_أدهم :نايتى وطرى
_سارة :لو بحثت فى المعجم هتلاقى معناها عسل وطيوب
_أدهم بصوت عالى لكي يسمعه الجميع :الشغل بتاعنا ممكن يكون في أكتر من مكان ،أحب أسمع الآراء.
نظر الجميع إلى سارة فنظرت لهم بحيرة قائلة :فى ايه!!
_قال أدهم غاضباً :هيكونوا معجبين بجمالك ، ترجمى
_سارة بتلعثم :اه س..سورى
ثم أخذت تترجم كلمات أدهم للوفد وكلماتهم له ،حتى انتهى العمل على خير ورحل الجميع وقصد أدهم مكتبه ومعه سكرتيرته..
_أدهم :نوال.. المترجمة الفاشلة تتفصل وتجيبى حد غيرها
_نوال :حضرتك اخترتها هى بالذات عشان بتعرف لغات أكتر من غيرها
_دورى تانى ،أنا مش عايزها
_طيب يا فندم.. هحاول.
خرجت نوال ثم اتصلت بسارة لتخبرها بأنه تم فصلها و..
_سارة :ليه أنا عملت ايه ؟!
_نوال :أدهم بيه قال انك متصلحيش للشغل ده
_طيب أنا عايزة أقابله.
_لازم يكون فيه ميعاد مسبق.
_خديلى ميعاد الوقت
_هو فاضى بعد ساعة ممكن تيجى.
_أوك.
قفلت سارة وجلست تفكر مع نفسها..
_يا ترى هو طردنى عشان اللى قلته ،طيب أصالحه ازاى.. أجيب شوكولاته.. لا لا هو كان حبيبى ! ،أنا أجيب ورد هو اللى بينفع فى الأوقات اللى زى دى.
...
توجهت نرمين إلى بالمنزل قائلة أنها تحتاج إلى الراحة بينما ظل كامل مع إبنته ثم خرج ليحضر طعاماً له وعاد بعد نصف ساعة وتوجه ليلقى نظرة على ابنته أولا من نافذة الغرفة الزجاجية ولكنه لم يجدها فارتجف وزاد خوفه عليها وأخذ يسأل كل شخص يمر عليه وعندما لم يجد إجابة تفيده أسرع إلى غرفة طبيبها لكى يسأله ولكنه لم يعلم شئ فأسرع الاثنان يبحثان عنها بكل أرجاء المشفى ولكن لم يجدوها رغم وجود ملابسها التى جاءت بها إلى المشفى فهذا يعنى أنها ما زالت بملابس المشفى ..
..
بمنزل هشام جاءت والدته من السويس حيث عائلة زوجها رحمه الله ..
_والدة هشام (أمينه) :كانوا بيعاملونى ولا الأميرة يا هشام وواضح كده ان عمك لسا عايزك لبنته .
_هشام :كويس انك اتبسطتى عشان مش هتروحى تانى كفاية أوى اليومين دول.
_الصراحة مكنتش عايزة أرجع بس لولا شغلك هنا كنت أخدتك ورحت
_هشام وهو يُعد الطعام بالمطبخ :تاخدى عصير ايه مع الأكل
_أمينة :برتقان
ثم ذهبت لتقف بجانبه متابعة طريقة طبخه الممتازة..
_طول عمرك شاطر فى الطبيخ و أحسن منى
_هشام مبتسماً :هو فيه طبخ أحسن من طبخك
_المهم مقلتليش
_عبس وجه ثم قال :عن إيه بالظبط
_ما دام اتضايقت كده يبقى عارف انه عن بنت عمك
_مش كنا قفلنا على الموضوع ده
_البنت قمر وسكرة وأهلها ناس أصيلة ،ولا المشكله مش فى بنت عمك أصلا ؟
ظل هو ساكتاً فأكملت :انت لسا بتحبها ؟
_هشام وقد ازداد عبوسه :أنا خلصت الأكل مش ناقص غير تحطى لنفسك ،وأنا رايح أغير عشان الشغل.
_كنت فاكرة انك آخد اجازة
_رجعت فى كلامى
_عشان متكلمش عنها
وكأنه لم يسمعها وذهب إلى غرفته وقام بقفل الباب بشده حتى يرن جرس المنزل فتذهب أمينه لترى من...
فتحت الباب لتجد هايدى أمامها.
_ممكن أدخل ؟
قالتها هايدى بضعف..

بك أكتملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن