(10)

69 0 0
                                    

دخل عبد الحق (سكرتير والد هايدى ) دون أن ينتظر الاذن من هشام ليجد والدته تقف وعلامات التعجب بادية عليها ، فيبحث يعينيه عن شئ ما ثم يفتح كل غرفه وينظر بداخلها حتى يصل إلى غرفة هايدى ويفتحها لكى تتفاجئ هى الأخرى به وتسرع إليه وتحتضنه.
_هايدى بعدما أسرعت نحوه محتضنه اياه : أُنكل عبد الحق وحشتنى.
أدمعت عيناها بعد عبارتها الأخيرة فتركته لكى تمسح أعينها..
_هايدى :انت عرفت مكانى ازاى؟
لم ينطق هو ولكن نظر لها فقط فتبتسم هى..
_صح انت مش بيخفى عليك حاجه.
_هشام متدخلاً :مين الأخ؟!
_ده أنكل عبد الحق سكرتير بابا.
_هشام :أيوه أيوه افتكرته تشرفنا ، وهو جاى هنا ليه وداخل من غير ما يستأذن حتى.
_هايدى :بس يا هشام متقلش كده.
_هشام رافعاً صوته :ادخلى يا هايدى أوضتك وهيبقى لينا كلام تانى مع بعض.
ثم وجه حديثه إلى والدته :خديها يا ماما وادخلوا جوا.
انصاعت لأوامره رغم عدم رغبة هايدى لذلك ، اتجه هشام نحو عبد الحق ليقف أمامه.
_هشام بنبرة حادة :ممكن أفهم انت جاى هنا تعمل ايه؟
_عبد الحق بوقار وبجمود :من واجبى ان أحمى الآنسة هايدى و...
_قاطعه هشام :احنا مستغنيين عن حمايتك دى اتفضل من غير مطرود.
_أنا اجيت عشان أبلغ الآنسه هايدى انى موجود لخدمتها فى أى وقت ومش والدها اللى أمرنى بكده عشان تكون عارف ، نمرة موبايلى متغيرتش ، وشكرا يا أستاذ هشام على المقابلة اللطيفة دى.
أفسح هشام المجال له لكى يخرج من المنزل..
...
رن جرس الباب على ڤيلا (إيهاب الديب) والد حازم ليفتح الخادم الباب..
_ريهام :ازيك يا فتحى، سيده هنا ؟
_فتحى :لا يا هانم ست سيده مش هنا بس إيهاب بيه موجود فى أوضته.
_ريهام :يعنى هى راحت مشوار وهترجع؟!
_فتحى :لا يا هانم هى مش بتيجى هنا.
_ريهام :أنا مش فاهمه منك حاجه ما توضح ا...
قاطعها صوت إيهاب صارخا وهو ينزل على الدرج...
_أشرف وتظهر على هيئته علامات السُكْر :سيده ؟!انتى اجيتى ، تعااااالى .. سيداااا.
_ريهام وهى تدلف إلى المنزل :ااا..أشرف..ازيك يا اخويا.
_أشرف وهو يدقق النظر إليها :مين ؟!!..هه.. ريهام .. أهلا بمرات أخويا عايزه ايه ، حد قالك انى مُت وجايه تورثينى.
_ريهام بكسره :اخص عليك يخويا مكنش العشم.
_أشرف :عايزه ايه ، انا مش عايز أشوف حد.
أنهى عبارته ثم ألقى بجسده على الأرض وأخذ يشرب من زجاجه المشروب التى بيده.
_ريهام :أنا كنت جاية أسلم عليك وأشوف سيده أخبارها ايه.
_أشرف :هى فين سيده ؟ولا ابنى فين !أنا مش عارف.
نظر لها بنظرات احتقارية قائلا :لما تشوفيها ابقى قوليلها انى لو شفتها هقتلها لانها خاينه.
_ريهام :هااه !!
_أشرف باهتياج :اطلعى برااااااا، مش عايز أشوف حد.
ثم ألقى بالزجاجة التى بيده عليها ولكن لا تصيبها فترحل سريعاً مبتعده عنه..
...
فى منزل مهاب الديب..
_شيرين بصدمه :يعنى هم مش فى البيت !!
_ريهام لنفسها :يا حبيبتى يا سيده اتبهدلتى.
_طيب هم فين الوقت ؟
_احنا اللى غلطنا لما كبرنا الموضوع.
_يا ماما!!
_ريهام بنبرة جادة :عايزه ايه ؟
_عايزه أعرف هم فين الوقت.
_نبقى نكلم حازم ونعرف منه ونروحلهم بس الوقت اتأخر يلا روحى اتخمدى.
_شيرين :أوووف.
...
مر اليوم الثانى ولم يحدث جديد ، قاطعت هايدى الكلام مع هشام لمعاملته الجافه مع عم عبده الذى تعتبره بمثابة والدها ..وقامت ساره بتجهيز حقيبة سفرها وكذلك أدهم ليذهبوا إلى شرم الشيخ .. استمر حازم بعمله فى شركه صديق له وترقى بسهولة جدا لعمله الجاد والجيد .. أما شيرين فكانت مستاءة من نفسها لعدم وقوفها بجانب حازم وجهلها بالمستجدات...
...
وقف الجميع أمام الشركة مستعدين لبدأ رحلتهم وبعدما اكتملوا صعدوا إلى سياراتهم فكان أعضاء الوفد فى سيارة بينما ذهب رئيسهم مع أدهم فى سيارته ومعهم سارة...
لم يتكلم أحد منهم طوال الطريق ولكن قطع هذا الصمت "دانييل" رئيس الوفد والجالس بجانب أدهم الذى يقود السيارة...
_دانييل :تعجبنى قيادتك للسيارة مستر أدهم.
_أدهم :Thank you
_سارة متعجبة :هو بيتكلم عربى!!
_أدهم :أيوة.
_سارة :طيب محتاجين مترجم ليه ؟!
_أدهم :مش كل الوفد بيتكلموا عربى وهو أكيد ميعرفش كل الكلام غير اننا محتاجين مترجم لينا فى كل الأعمال.
_سارة وقد ظهر علامات الفهم على وجهها :أهاا
قال دانييل شيئا بلغته الروسية موجهاً حديثه الى ساره فيقول أدهم...
_أدهم :بيقول ايه ؟
_تنحنحت سارة لتقول :لا مفيش كان بيسأل هنوصل امتى.
_أدهم :لا والله علشان كده وشك احمر.
_سارة :اسأله لو عايز.
_أدهم :ماشى قوليله بقى ان أنا مش عايز كلام لحد ما نوصل تمام.
ترجمت سارة كلام أدهم لدانييل ورغم هذا فإنها لم ترد حقا أن تخبر أدهم بحديث دانييل حيث قال لها..(انتى حقا جميله سنيوريتا لقد فتنتنى من أول نظرة وعينيك أجمل ما فيكى غير أن قوامك الممشوق ألهمنى كثيرا أحب أن يكون بيننا تعامل خارج مجال العمل)
فأصرت ألا تخبر أدهم كى لا يحدث مشكله فبطبع المصريين أنهم يغيرون على ما يمكلون وما لا يملكون من وجهة نظرها هى...
وصلوا أخيرا إلى شرم الشيخ واتجهوا إلى الفندق لكى يستريحوا من مشاق الطريق...
_أدهم وهو يعطى المفاتيح إليهم :النهارده راحة وهنبدأ من بكرا الشغل ،عايزكوا تفتكروا اننا مش فى رحله احنا فى شغل أظن ان كلامى واضح.
وقف عند سارة ولكنه لم يعطها مفتاحها بل أمرها بأن تسير معه متوجهين إلى المصعد...
وقفوا فى المصعد وصعدت معهم سيدة أجنبية شقراء الشعر وخضراء العيون وكانت تنظر لأدهم بنظرات ذات مغذى عرفتها سارة جيداً...
وقف المصعد عند الطابق الذى ضغطت عليه الفتاة ولكنها لم تخرج فأكمل المصعد إلى غايته حيث الطابق الذى يتواجد به غرفتا أدهم وسارة ،سارا الاثنان وكانت تتبعها عيون الفتاة الأجنبية حتى وقفا أمام غرفة سارة..
_أدهم :ده مفتاح أوضتك وأنا أوضتى أدامك لو احتاجتى أى حاجه تعاليلى هااه تعاليلى انا فهمتى.
_سارة :طيب طيب.
نظرت سارة إلى الفتاة التى كانت تراقبهما موجهة حديثها إلى أدهم...
_سارة :خلى بالك من نفسك شكلك دخلت دماغها.
_ابتسم أدهم من زاوية فمه :ادخلى يلا وزى ما اتفقنا.
دخلت سارة إلى غرفتها فألقى أدهم نظرة على الفتاة ثم دخل غرفته...
...
دخل العسكرى إلى الحبس لكى ينادى عليه ويأمره بالخروج...
وقف عادل أمام الظابط وأخذ يلملم أغراضه من الساعة وهاتفه الصغير ومحفظته التى تحتوى على بطاقته فقط..
_الظابط :مش عايز أشوف وشك تانى غوور من أدامى.
أشار عادل برأسه موافقاً ثم خرج مسرعاً من السجن بعد كل هذه السنين ظلم وافتراء وهو لا حول له ولا قوة ، أخيرا شعر بالحرية التى افتقدها وبأشعة الشمس وبرؤية أناس آخرين غير الوجوه التى رآها بالسجن.
...
طرق هشام على غرفة هايدى طرقتان وهو يقول بهدوء :لوسمحت يا هايدى اخرجى عايز أتكلم معاكى.
_ردت عليه من داخل الغرفة :مش عايزة أتكلم معاك أنا بكرهك.
_اخرجى نتفاهم وبعدين اكرهينى بعدها براحتك.
_مفيش بينى وبينك كلام.
ثم خرجت وهى ترتدى الملابس التى اشتراها لها..
_أنا هخرج ومش هرجع تانى وهبقى أوصلك الهدوم اللى انت جبتهالى.
_بلاش لعب العيال ده ما انتى عارفة انى مبحبوش.
_أنا بردو اللى عيلة ولا انت يا أفندى.
_كنتى مستنية ايه منى يعنى وأنا شايف حد من طرف أبوكى داخل بيتى.
_بس ده اللى مربينى مكنش لازم تطرده.
_خلاص بقا يا حبيبتى مكنتش بفكر كويس ساعتها.
_هايدى عابسة الوجه :متقولش حبيبتى.
_هشام بعد تفكير :طيب خلاص اقبلى اتجوزينى بقا عشان أقولك مراتى.
_احمر وجه هايدى مثل العادة ولم تستطع الكلام فأكمل هو :هااااه موافقة.
هربت هايدى مسرعة إلى غرفتها وأقفلت الباب خلفها بينما ظهرت ابتسامه على وجهه وقال بصوت مرتفع :هعتبر دى موافقة سُكيتى.
...
سمعت فتحية صوت طرقات باب المنزل فاتجهت لتفتح الباب بعدما ارتدت حجابها...
_على :ازيك يا آنسة فتحية ؟
_فتحية :فى حاجه يا أستاذ على ؟!!
_كنت عايز سارة أصدى آنسة سارة فى كلمه.
_احم..اا..بس سارة مش موجودة هى مسافرة.
_حظى نحس.
_لو عايز منها حاجه قولى وأنا هبقى أقولها لما تتصل.
_تردد على ثم حسم أمره وقال :طيب قوليلها لما ترجع ممكن تعرفنى عشان عايز أفاتحها فى موضوع مهم.
_موضوع ايه !!
_على :موضوع جوازنا..يلا بعد اذنك ولو احتاجتى حاجة أنا فى الخدمة.
صُدمت فتحية من جملته ثم دخلت المنزل وجلست على أول مقعد قابلته وأخذت تفكر مع نفسها :جواز ،جواز ازاى ومين على و سارة.
فشهقت ثم تناولت هاتفها وعندما سمعت رد قالت مسرعة :الحقنى يا أدهم.
...
ذهب أدهم إلى غرفة سارة وحكى لها ما قالته عمتها وبعدما أنهى كلامه بدأت ساره فى الضحك عالياً بشكل كبير فعبس وجهه..
_أدهم :ممكن أفهم بتضحكى على ايه ؟!
_قالت ولم تتوقف عن الضحك بعد :عليكوا انتوا الاتنين بجد مش مصدقه ازاى عقليتكوا دى.
_أدهم :ازاى يعنى مش فاهم.
_سارة :هو يقصد جوازه هو وعمتى لكن انتوا فهمتوا ان انا وهو.
ثم بدأت فى الضحك مرة أخرى...
_أدهم بغضب :ممكن تبطلى ضحك.
_سارة معاندة له :يعنى أكشر.
_أدهم :أصلا ضحكتك العالية دى مستفزة افرضى حد سمعك.
_سارة :حد مين !! مفيش غيرنا هنا.
وقد انتبه الاثنان أنهما يتواجدان بمفردهما فى الغرفة فوقف أدهم مسرعاً وعاد إلى غرفته...
...
دخلت سيده الغرفة فوجدته نائما على ظهره ينظر إلى سقف الغرفة بدون حركة..
_مش هتتعشى ؟
_مليش نِفس.
_انت أكلت برا ؟
_أيوة.
_أكلت ايه ؟
_هو تحقيق يعنى!!
_يا حازم حرام عليك اللى بتعمله فى نفسك ده يابنى الدنيا مش مستاهلة.
قال وقد ازدادت نبرته فى الصياح..
_هو انتى شيفانى بعمل ايه بقطع فى شعرى ما انا عايش بشتغل وباكل وبنام زى الناس عايزانى أعمل ايه تانى قوليلى.
تجمع الدمع فى مقلتيها وهى تقول..
_عايزة ابنى عايزة حازم اللى كانت الضحكة مبتفارقش وشه.
ثم همت بالخروج قائلة :ربنا يهديك يابنى.
...
_هاااه قلتى ايه ؟!
قالها هشام لوالدته أثناء جلوسهما فى شرفة المنزل...
_الحق يتقال البنت مفهاش غلطة بس ابوها...
_بصى بقا يا ست الكل أنا بحبها هى وهطلب الجواز منها هى وهعيش معاها هى ،وهو ملوش لازمه اصلا.
_انت اصلا بتقول الكلام ده وانت مش مقتنع بيه.
_طيب ما أطلب ايديها واللى هتطلبه أعملهولها.
_اممم ماشى خلينى معاك للاخر.
وقف وطبع قبلة على جبينها ثم توجه إلى غرفته التى تقطن بها هايدى وطرق الباب لتفتح له...
قالت ببرود..
_عايز ايه ؟
استند على الباب وقال برومانسية :مساء الخير.
_لخص.
_ياربى على قرفك مبترحميش.
_عايز ايه يعنى ؟
_كنت عايزك فى موضوع تعالى برا.
_ما تقوله هنا.
_تؤ تؤ مش ينفع على الواقف.
مسك يدها وجذبها للخارج وأجلسها على الأريكة وجلس أمامها على الأرضية متكئا على ركبتيه فخجلت لهذا الوضع...
_فى ايه ؟!
قالتها بقلق وخجل ليرد هو عليها بنظرات عاشقة..
_انتى عارفة انى بحبك صح.
أشارت برأسها موافقة دون أن تتفوه بكلمة،فأكمل هو..
_وانى مش هسيبك تضيعى من ايدى تانى..
_فى ايه يا هشام ؟!!
ابتسم وضم وجهها بيديه ثم قال :متقلقيش يا حبيبتى مفيش قلق بعد النهارده..
كان يتعمد إقلاقها وجعلها تتوتر ف همت بقول شئ فقاطعها قائلا :تتجوزينى ؟

بك أكتملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن