_هشام وقد تجمعت العبرات بعينيه وصوته أصبح متحشرجا :آسف معرفش مين معايا وهقفل
_فترد هى من الخط الاخر بسرعة :استنى يا هشام أنا هايدى
كان يعرف من هى كان يعرف ولكنه أضعف من أن يتحمل هذا العذاب
_هشام بنفس نبرة الحزن والبرود الزائفة :نعم عايزة ايه ؟
_هايدى باكية :أنا عارفة ان مليش حق أكلمك بس أنا محتجالك يا هشام أنا تعبانه اوى اوى عايزاك جمبى أرجوك اسمعنى ولو دقيقة
_هشام وقد تغلب عليه شغفه :معاكى دقيقة واحدة
_قالت والدموع تنسدل على خديها والنحيب يظهر بصوتها :من ساعة ما خلصنا كلية وأنا مش بشوفك ولا بسمع صوتك اللى بيقوينى هشام سامحنى أرجوك سامحنى أنا مش عارفة عملت ايه علشان ده كله مش ذنبى اللى حصل انت عارف أد ايه أنا حبيتك بس انت اللى متمسكتش بيا أيوة انت لو كنت دافعت عن حبنا مكناش هنوصل للمرحلة دى كنا هنكمل ليه سبتنى يا هشام لوحدى لييييه ليه وصلتنى للحالة دى أنا بكرهك بكرهك يا هشام وهفضل أكرهك لآخر نفس عندى
أنهت اتصالها بعد آخر كلمة حتى تترقرق دمعة من عينيه ؛ وضع يداه على رأسه وأخذ يلقى بالأشياء التى على المكتب فدخلت عليه سكرتيرة مكتبه مندهشة فيصيح بها :عايزة ايه
_السكرتيرة بخوف :يا فندم الوقت اتأخر وكنت جاية استأذنك أمشى
_هشام بغضب وصراخ :غوري من وشى وتيجى بكرا من الصبح تخلصى كل شغلك فاهمة
_السكرتيرة وهى تغادر المكتب مسرعة:حاضر حاضر
بعدما غادرت السكرتيرة أخذ هشام الجاكيت الخاص به وغادر الشركة لا يدرى أين يذهب ولكنه يريد أن يرحل فق..
...
دلفت فتحية إلى المنزل لتجد سارة جالسة على الأريكة تشاهد (توم وجيرى)
_فتحية :لسا زى ما انتى مبتكبريش
_سارة التفتت لها :اجيتى يا لوزة طيب تعالى اتفرجى معايا
_ما قلنا بلاش لوزة ده
_الله يرحم لما كنتى بتضربينى لما بقولك فتحية وتحرمينى من الأكل لحد ما أقولك لوزة
_فتحية ضاحكة :وانتى كنتى تعاندينى ومتقوليش غير فتحية
ثم تنهدت قليلا قبل أن تقول :كانت أيام جميلة ياريتها ترجع
_سارة :طيب أنا قفلت التى ڤى (التلفاز) تعالى بقا نرغى
_فتحية بعدما جلست أمام سارة :اللى أنا عايزة أفهمه ليه مرجعتيش بعد ما أبوكى الله يرحمه مات
_مكنتش عايزة أرجع
_أمك بردو ؟
_سارة وهى تتلاشى أعين عمتها :أنا أمى ماتت
_فتحية :يا سارة يا حبيبتى انتى ملكيش ذنب فى اللى حصل المفروض متلوميهاش وتبقى جنبها مش عشان خاطرها عشانك انتى
_بصى يا عمتو متفتحيش موضوع الست دى تانى أنا كل اللى أعرفه ان ماما ماتت وخلاص وكفاية عليا انتى
_بس بردو يا سارة ده لولا ال...
_سارة مقاطعة لها :خلاص بقا مش قلنا نقفل على الموضوع ده .. احكيلى بقا عن اللى حصلك بعد ما مشينا لحد الوقت ومتنسيش ال details(التفاصيل)
_فتحية بعدما أطلقت تنهيدة حارة وبدأت الدموع تترقرق بعينيها :أحكى ايه ولا ايه بس أحكى على الإنسان اللى حبيته ولا اللى اتخطبتله غصب وراح يخونى ويسيبنى يوم فرحنا عشان كان مقضى ليلته مع واحدة..
لم تُكمل جملتها حتى تمسح دمعتها التى انسابت على خديها ثم أكمل :طيب الناس اتكلمت عليا أنا ومسبتنيش فى حالى مع ان ماليش ذنب وأمك وجوزها بهدلونى عشان يعرفوا مكانكوا بس أنا..
فأوقفت كلامها فجأة وأيقنت أنها تسرعت بالحديث ثم نظرت لسارة لترى عيناها أصبحتا حمراوتين فتابعت آسفة :أنا آسفة يا سارة متزعليش منى مكنتش أقصد..
_سارة وهى تبتسم مجاملة لعمتها :لا يا عمتو كملى
_فتحية بأسى :لما مقلتلهمش على مكانكوا بعد فين وفين لما سابونى فى حالى بعدها على طول طلعت عليا إشاعة انى بجيب رجالة البيت عشان عايشة لوحدى قلت لنفسى متخديش فى بالك يا لوزة كلام الناس لا بيأخر ولا بيقدم ربنا شايفك وعالم ، وفى الآخر ألاقى شوية ناس صايعة جاية تتهجم عليا وأنا فى بيتى وفى وسط حارتى وجيرانى لولا بس انى لحقت نفسى وجريت فى الشارع وصوتت لا والناس متلمتش غير ما هربوا وبقيت من بعدها أقفل عليا الباب بأربع إقفال والأوضة لوحدها قفلين وجبت واحد يغير ابواب وشبابيك البيت ودفعت كل اللى معايا فيهم وواحدة مَعرِفة جابتلى شغل فى (كافيه) بس نضيف وصاحبه محترم وبيحب النظام أوى ومن ساعتها وأنا فى حالى وأديكى شايفانى أهوه.
_سارة بعينين دامعتين :طيب محدش اتقدملك تانى ؟
_اتقدملى اتنين بس اللى يتلسع من النار ميقربلهاش تانى .. خلاص خلصتى أسئلة وسعى بقا علشان أروح أرتاح شوية عشان بكرا من الصبح هنزل أشترى مستلزمات للبيت واعملى حسابك هتيجى معايا
_وأنا بردو كنت عايزة أشترى هدوم وشوية حجات
_فتحية بعدما طبعت قبلة على جبين سارة :طيب يا حبيبتى تصبحى على خير
_سارة مبتسمة :وانتى من أهله
...
فى صباح اليوم التالى كان الجميع يتجهز ليومه ما عدا هى فلم تستطع النوم حتى تستيقظ وتبدأ يوم جديد فبالنسبة لها جميع الأيام متشابهة بدونه ؛ فقط تنظر إلى الصور التى تجمعهما معاً وتبكى قليلا ثم تعود تنظر إلى رسائلهما حتى يهلكها البكاء وتنام قليلا ولكن حتى فى النوم يأتى لها بكوابيسها وهو يرحل عنها تاركاً إياها تصارع حبها له وحدها.. خرجت من ذكرياتها حينما سمعت صوت طرقات على باب غرفتها..
_هايدى بعد مسح دموعها :ادخل.
دخلت امرأة لم تُكمل الأربعين ويظهر من ملامحها أنها من سيدات الطبقة الراقية..
_ السيدة بعدما دلفت إلى الحجرة :مش ناوية تخرجى من مود الاكتئاب ده بقا قرفتينى.
لم تجب هايدى عليها بل اكتفت بالتحديق بسقف الغرفة
_نرمين (زوجة والد هايدى) :كمان مش بتردى عليا ده أنا قربت أنسى صوتك حرام عليكى اللى بتعمليه فينا ده.
وعندما لم تتلقى رد منها قالت بصوت غاضب :على العموم أنا رايحة النادى خليكى بالشكل ده من ساعة ما خلصتى كليتك وانتى مش بتخرجى من أوضتك ولا بتاكلى ولولا كوبيتين المية كان فات بقا عندك جفاف امتى بقا هخلص من العيشة دى تعبتينى انتى ولا أبوكى أوووف.
أنهت حديثها ثم رحلت و أغلقت الباب بشدة ورائها لتترك هايدى العنان لدموعها تنساب مرة أخرى باكية بِحُرقة.
*هايدى كامل تتميز بالبشرة القمحية والشعر البنى الطويل والعيون العسلية والرقة المفرطة*
...
_قالت مديحة بإصرار :يا أدهم فيها ايه يعنى
_أدهم وهو يُعدل من هيئته أمام المرآة :اجتماعتكوا انتى وخالتى مع بعض ماليش دعوة بيها وانتى عرفانى بكره الحجات دى
_مديحة وهى تدعى الحزن :بس أنا وعدت جودى انك هتيجى تتغدى معانا
_أدهم وهو يقف أمام والدته :على أساس ايه توعديها ما انتى عارفة انى مش هوافق
_مديحة وهى تربط له ربطة عنقه :هتكسفنى أدامهم وافق علشان خاطرى طيب افتكر مين بيربطلك الجرافيت (ربطة العنق) بتاعتك عشان مش بتعرف أو افتكر مين بيقص ضوافرك علشان مش بتعرف تتحكم بالشمال أو افتكر مين...
_أخذ أدهم يعض على أسنانه ثم قاطع والدته :أجيلكوا امتى وفين يا ماما ؟!
_مديحة بعدما تهللت أساريرها :فى النادى على الغدا .. حبيبى يا أدهوم يا رافع راسى يا مطول رقبتى يا...
_ماما بطلى أڤورة..أنا رايح الشغل عشان أخلص بسرعة وهروح أشترى شوية حجات من المول وأجيلكم
_طيب خلى بالك من نفسك
بعدما خرج أدهم من المنزل وركب سيارته أخرج هاتفه من جيب بنطاله واتصل بحازم
_أدهم :أيوة يا زفت انت لسا نايم
_حازم بصوت ناعس :عايز ايه يا أدهم على الصبح كده
_جهز نفسك عشان هنروح المول
_حازم وهو يعتدل بجلسته ويفرك عينيه :لا أنا مش فاضى النهارده
_أدهم بصوت آمر :تفضى نفسك وتجيلى الشركة بعد الضهر عشان هنطول وعايز ألحق أروح النادى بعدها فاهم يا زفت
_حازم بتأفف :زفت وبيطلب منى خدمة أوووف عليك يا أدهم .. طيب طيب هجيلك ومش هتأخر وهتزفت وهعمل كل حاجة تؤمر بحاجة تانية ؟
أغلق أدهم الخط ولم يجبه ثم قاد سيارته متجهاً إلى الشركة
...
ظل هشام طوال الليل بسيارته يفكر ويتذكر وأحياناً يصل به الأمر إلى البكاء حتى أفاق على منبه الهاتف خاصته الذى يوقظه كل يوم فأمسكه وضغط على عدة أزرار ثم وضعه على اذنه وانتظر الطرف الآخر ليجيب
_سارة :ألو
_هشام :صحيتك من النوم؟
_لا أبدا أنا معرفتش أنام أوى ما انت عارف مبعرفش أتأقلم مع الأجواء الجديدة بسرعة .. بس انت مال صوتك ؟!!
_لا مفيش لسا صاحى مش أكتر
_طيب أنا هعمل نفسى مصدقة وهسألك ليه مكلمنى الصبح بدرى كده
_هشام محاولا إخفاء آلامه :فاكرة من سنة لما لقيتينى بعيط و و خليتينى أفضفض باللى فى قلبى من غير ما تعرفى بتكلم عن ايه
_تحب تتكلم الوقت ولا أقابلك فى مكان ؟
_مش عايز أتحرك من مكانى حاسس ان طاقتى خلصت كانت هى مصدر طاقتى لكن خلاص معدتش بشوفها لما كانت بتعيط أدامى كنت بحس انى ضعيف مش قادر أعمل حاجة ليه تكلمنى وكمان تضعف أدامى كانت بتمثل انها قوية طيب ليه الوقت تضعف ليييه ؟!
بدأ صوته بالاختناق وهو يكمل :أنا بحاول بكل الطرق أشغل نفسى عشان مفكرش فيها بس هى محفورة فى عقلى حرقت صورنا مع بعض وبردو بفتكرها على طول طيب أنا ذنبى ايه ليه تحملنى هى ذنب عيلتها .. ليه هم يحملونى ذنب أنا مرتكبتوش ليه لييييه.
بدأ بالبكاء والصراخ ثم عاد ليقول :طيب أعمل ايه !.. بقالى سنتين بحبها بس مش بإيدى أعمل حاجة لما كان عندى عيلة كنت أقوى حتى لما مكنوش معايا كانت هى عيلتى ، الوقت هى راحت وهم راحوا بقيت لوحدى يا سارة حتى انتى يومين وهتحبى وتتحبى واحتمال تبعدى زى ما بعدتى قبل كده ليه اللى بحبهم بيسيبونى ليه لازم أكره الناس وأخليهم يكرهونى عشان .. عشان ايه كل ده ليه أنا بيحصل معايا كل ده .. اااااااه.
أوقف حديثه ثم أخذ نفساً عميقا وزفره ببطء وعاد مرة أخرى إلى نبرته المعتادة :شكرا يا سارة انك سمعتينى أنا هقفل عشان ألحق أروح البيت أغير هدومى وأروح الشغل لو محتاجة أى حاجة أنا موجود.
_سارة :ميرسى يا هشام.
أغلق الخط واتجه إلى منزله بينما جلست هى تفكر :بقالك سنتين بتحب وسنه بتتعذب وفى السنتين كنت هموت وأعرف مين اللى حركت قلبك دى
••••فلاش باك لما حدث قبل سنتان••••
_هشام على الهاتف :يا سارة دى مش أول سنة ليا فى الكلية هعرف أتأقلم متخافيش
_سارة :من ساعة ما سبتك وانت لوحدك فخايفة تحس بالوحدة مش أكتر
_لا متخافيش يا ستى أنا مل.... .. ايه ده ؟!!
_فى ايه حد ضربك فى ايه يا هشام نسيت حاجة رد بسرعة حصل ايه
_اسكتى شوية فيه خناقة عند مدخل الكلية والكل واقف هدخل ازاى الوقت !
_طيب خلى بالك من نفسك هاااه
_اقفلى انتى وهبقى أطمنك.
سار هشام بين الطلاب المتواجدين حتى وصل إلى البوابة والتى كان يفصل بينه وبينها فتاة هيئتها تدل على أنها من عائلة ثرية ولكنها كانت تصرخ فى الحاضرين وعندما يقترب شخص ليعبر كانت تصفعه ولا يستطع أن يجيبها بكلمة ؛ اقترب هشام من البوابة حتى سمعها تنادى عليه
_الفتاة :انت يابنى مش شايفنى واقفة
_هشام لم يرد عليها وأكمل طريقه فأسرعت وأمسكت به من ياقته قائلة :أنا مش بكلمك يا حيوان شكلك عايز تتربى زى اللى قبلك
_هشام بعد أن تجمع الدم بعروقه :نعم !! مين اللى حيوان وابعدى ايدك أحسن ما أكسرهالك
_أبعدت هايدى يدها وهى ترفع حاجبها وكانت على وشك السير ولكنها التفتت فجأة وصفعته بحدة وسط اندهاش الجميع وبالأخص اندهاش هشام وحينما استدارت للرحيل وقامت بالتصفيق مرتين لتلفت انتباه الجميع إليها لتقول :أنا أفتكر ان من أول ما اجيت ووقفت هنا وقلت محدش هيدخل من غير تصريح والهرجلة ولعب العيال بتاع السنة اللى فاتت ده خلاص بح معدش فيه منه أنا هبقى الطالبة الأولى للجامعة دى و...
لم تكمل حديثها حتى وجدت هشام يحملها فوق كتفه ويتوجه بها عكس مدخل الكلية وقبل أن يرحل سمح للموجودين بالدخول ثم بعد حوالى ١٥ دقيقة سائراً متجاهلاً لتذمراتها وركلها بقدمها وصراخها وإتهامها له بأنه يخطفها وأعين الناس المعلقة بهما حتى وصل إلى البيت الذى قام بتأجيره هو وصديق له والذى يقرب للكلية بدرجة كبيرة.. وصل إلى البيت ودلفه ووجد صديقه ما زال يرتدى قميصه فأمره بأن يتركه هو وحبيبته سوياً فاستجاب له زميله وغادر المنزل ، حينها أكمل هشام سيره إلى غرفته وأوصد الباب بالمفتاح ووضعه جيدا بجيب بنطاله الخلفى ومن ثم أخيراً قام بإلقاء هايدى أرضاً حتى تقوم هى وتهدده بإصبعها :انت مجنون ازاى تعمل كده فيا انت مش عارف أنا مين .. أنا بحذرك لو مفتحتش الباب ده حالاً هتندم فاهم
_عقد هشام ذراعيه ثم ببرود قال :خلصتى ؟
_تضايقت روفيدا من هدوءه هذا :انت متخلف انا بقولك...
_صمت قليلا ليتحكم بأعصابه ثم أخد يتقدم ناحيتها وعندما لاحظت قربه نحوها تراجعت حتى وصلت إلى الحائط فأسند يديه على الحائط لكى لا تستطيع الفرار وعندما لم تجد هى طريقة للفرار صرخت به :انت عايز منى ايه ؟!
_هشام وهو يبتسم من زاوية فمه :انتى غلطتى فيا كتير وانتى بنت مقدرش أضربك أو بمعنى أصح مش عايز أضربك و أنا مستوايا أعلى بكتير من انى أهزئك أو حتى أضيع وقت مع واحدة زيك.
_ضيقت هى عيناها :أومال جايبنى هنا ليه ؟ عايز تخوفنى مثلا هه يبقى انت متعرفش مين هايدى كامل
_هشام وقد ازادت ابتسامته اتساعاً :اسمك هايدى .. طيب بصى يا هايدى هانم تخيلى كده واحد جايب واحدة فى أوضته وأوضته فى بيت مفيش فيه غير هو وهى وبس يبقى إيه ؟
_ابتلعت ريقها ثم أردفت :انت انت تقصد إيه بقولك ايه انت متقدرش تعمل حاجة أ..أنا ممكن أوديك فى داهية
لم يرد عليها فقط اكتفى بالتحديق إلى فمها حتى اغتاظت هى من فِعلته وقامت بدفعه بأقصى قوة عندها ولكنه لم يبتعد وأخذ يقترب منها حتى لم يعد بينه وبينها شئ وعندما شعر بارتجافتها وخوفها ابتعد عنها وذهب ليفتح باب الغرفة وعاد إليها مرة أخرى وأمسكها من يدها بقوة آلمتها ثم سحبها بقوة إلى الخارج وطردها وأقفل الباب عليه ؛ وبالخارج وقفت هى مندهشة مما فعل فلم تتوقع رد فعله ولكنها فهمت أنه كان يريد فقط إخافتها ؛ توقفت عن التفكير واتصلت بشخص ما وبصوت آمر له :هتجيلى بعد الكلية تاخدنى وفيه واحد اسمه هشام تشوف مين ده وتجيب كل التفاصيل عنه
انتظرت بعض الوقت ليجيب عليها الشخص الآخر ثم زفرت بضيق :ما أنا معرفش اسمه هشام ايه انت تجيب كل اللى اسمهم هشام فى الكلية وخلى عبد الحق سكرتير بابا يساعدك هو شاطر فى الحجات دى المهم بعد الكلية ألاقيك ومعاك الورق.. أيوة أيوة.. مش هكرر كلامى تانى..تمام.
••••عودة مرة أخرى للوقت الحالى••••
كانت سارة وفتحية قد استعدتا لكى يذهبا للتسوق ..
_فتحية :يلا يا سارة عايزين نلحق قبل الزحمة
_سارة بعدما خرجت من غرفتها :هى سينما يا عمتو ده مول يعنى أكيد زحمة على طول
_بردو عشان نلحق وكنت عايزة أجيب كام حاجة من السوق حجات البيت ومستلزمات للمحل بدل اللى كسروها.
_مش فاهمة حاجة مين اللى كسر مين ؟!
_استنى يا بت هحكيلك واحنا ماشيين
_طب يلا عشان شوقتينى
...
كان أدهم يطالع بعض الأوراق حتى سمع دقات على باب مكتبه
_أدهم :ادخل
دلفت السكرتيرة لتخبره أن حازم بيه وصل وينتظره بالخارج
_أدهم :طيب خليه يدخل.. واحجزيلى ميعاد مع الوفد الروسى بكرا ضرورى وابعتيلى الفاكس اللى قلتيلى عليه وأنا هشوفه بنفسى وإلغى كل مواعيدى النهارده.
_السكرتيرة(نوال) :تؤمر بحاجة تانية يا فندم
_أدهم :لا اتفضلى
مضى عدة دقائق بعد خروج السكرتيرة ليدلف حازم ويطلق تصفيرة عالية
_حازم :أدهم بجلالة قدره بيشتغل يا حلاوتك وانت شبه business woman (سيدة أعمال).
_أدهمbusiness woman : ..أموت وأعرف كنت بتجيب درجات أعلى منى ازاى لا وكمان من أعلى الدرجات
_حازم :بص يا أدهم يابنى كل واحد بياخد على حسب اجتهاده وأنا مجتهد
_أدهم :طيب يلا يا عم المجتهد عشان منتأخرش
...
فى النادى ..
_مديحة :انتى عندك حل تانى غير ده ؟!
_سهير :يا چودى ريحى خالتك وخلينا نخلص من الحكاية دى بقا
_چودى :أنا اللى عملته فى نفسى ما هو كان بيحبنى وواقع لشوشته كان لازم يطلعلى "كريم" ده
_سهير :اللى حصل حصل احنا فى الوقت يا چوچو ومديحة هتقولك تعملى ايه بالظبط
_مديحة :الموضوع مش كبير وبسيط انتى مش محتاجة بس غير انك توقعيه لشوشته تانى
_چودى :أنا تعبت بجد معدش عندى أمل انه يرجع يحبنى تانى انتى لو تشوفى الجامعة كلها كانت ازاى بتحكى عن الذل اللى بتذله عشان أمشى معاه بس مع إن كتير أوى كانوا يتمنوا يبوسوا التراب اللى بمشى عليه
_مديحة :طيب هو هيجى على الغدا ونسيبكوا أنا وأمك لوحدكوا وانتى متخليهوش يمشى وأنا هقنعه انه يفضل معاكى
_چودى :ياااه احنا لسا هنستنى كلميه يجى الوقت
_مديحة :قال انه هيروح المول يشترى شوية حجات أول بالمرة عشان مياخدش اجازة تانى
_سهير :ألا صحيح يا ديحا هو مش كان رافض يشتغل مع أبوه
_مديحة :حاله اتقلب من ساعة ما ساب الكلية ومعدش بيشوف الشلة بتاعته وبقا لوحده هو بس حازم اللى معاه على طول ، اللى مريحنى شوية انه شايل عن أبوه بس بتهيقلى عمل كده لما عرف ان أبوه عنده السكر فقال يشيل عنه شوية من غير ما يبين
_سهير :ربنا معاه ويهنيه مع بنتى
_چودى :يارب يا ماما يارب
...
_يعنى أدهم ده البطل ولا الشرير.
قالتها سارة لكى ترد عليها فتحية قائلة..
_فتحية :هو أنا بحكيلك حدوته يا بت افهمى أدهم ده أنا عرفاه وهو عارفنى زى ما تقولى اصحاب هو تقريبا فى سنك ، المهم كان بيشرب عصير فى الكافيه اللى بشتغل فيه لحد ما شاف اتنين بيضايقوا بنت قال يسكت يمكن يعرفوها ولما البنت صوتت راحلهم واتشاكل معاهم والموضوع اتقلب لضرب ولا البروسلى
_هااه وبعدين
_المدير بقا عارف انه تبعى فقالى أجيب الحجات اللى اتكسرت واتكسفت أقول لأدهم عشان هيصمم يجيبهم وانا كرامتى متسمحليش
_طيب يلا وصلنا
..
كان حازم وأدهم قد وصلا أيضاً إلى المول نفسه
_حازم :انت هتجيب ايه بالظبط؟
_أدهم :عايز أجيب كام طقم كده للخروجات العادية وبدله حلوة عشان المؤتمرات والذى منه.
_واعمل حسابك فى بدله حمرا
_أدهم مستفهما :ليه ان شاء الله ؟!
_مش رايح تتعشى مع چودى
_أدهم مبتسماً :أول مرة تقول حاجة صح
_أنا كل كلامى صح
_انت هتاخدلك قلم لو اتأخرنا يلا اخلص
_ما أنا ماشى أهوه
لفت انتباه حازم حذاء فأوقف أدهم لكى يراه
_حازم :ايه رأيك بس هو اللون يتغير بس
_حلو..
قالها أدهم بنبرة عادية جافة.
_طيب استنى هشوف مقاسى وأجيبهذهب حازم لكى يشترى الحذاء المناسب له وانتظر أدهم فى مكانه ينظر للمكان أحياناً والأحذية أحياناً وللناس أحياناً حتى رآها..
_أدهم لنفسه :مش دى توحه !! أيوة هى لما أروح أشوفها
وفى ذات الوقت عند سارة وفتحية
_سارة وهى ترى قميصاً باللون الوردى :ايه رأيك يا لوزة ؟
_فتحية :القمصان دى للرجالة يا سارة هاتى فستان چيبة أى حاجة تخليكى بنوتة كده
_سارة :مش بحب ألبس الحجات دى،خدى امسكى النضارة هدخل أقيسه وأرجعلك
ارتدت فتحية نظارة سارة ووقفت تنتظر سارة حتى سمعت صوت تعرفه جيدا
_أدهم من خلفها :يا واد يا مثقف
أنت تقرأ
بك أكتمل
Romanceكان تائهاً فكانت هى ضالته.. قال لها ألا تتركها فهو لا شئ بدونها.. فهو.. اكتمل بها..!