أنا ، قتلت صديقي
لا أقصِد بأنني وجهت مسدساً نحو رأسه ، أو أنني طعنته بسكيناً ناحية قلبه
أنا فقط أفلت يده التي كان يُمسِك بي بِها .
أنا فقط تركت يدُه المُتشبِثة بي ، حينما كان يغرق.
لا اعلم إن كان يُمكِن تسمية هذا بالقتل ، ولكنني
نادم.
لا أعلم ، انا فَقَط كُنت أعيش حياتي بشكل جيد،
كُنت سعيداً للغاية كُنت مُجرد طالبُ ثانوية.
ولكن، تغيرت حياتي للأسوء
أصبحتُ مُكتئِباً
أقضي يومي في النوم والتفكير فقط
لم يعد لديّ أدنى إهتمامٍ في الحياة
منذ سنوات وأنا في هذا الحال دائماً، أبدأ يومي الجديد بنفس الأمنيات، ولا أفعل شيئاً سِوى التطلع لعودته.
أود عودته حقاً ، أنا فقط خائِف مِن أن ينتهي هذا العالم قبل أن نلتقي.
أنا فقط،
خالي مِن الحَياة, مُكتفي مِن العَيش هكذا, مَملوء بِما فضتُ هَماً,
و لا أرى سِوى نفَسي تُحارِب كُل الحقائق والأخبار التي تنتشر حولي، وكأنها قد أعلنت الحرب ضِدي.
أنا أرى روحي تغرق أمام عينيّ وكأنها يده التي إنزلقت مِن بين يديّ، أشعر بالألم في يسار صدري ، وكأن سكاكيناً تتناوب لإختراقي
أنا فقط أحتاجه، ذلك الشخص الذي كان بجانبي، ذلك الشخص الذي إختفى فجأة ومِن دون أي مُقدِمات.
صديقي مُنذُ الطفولة، ولِدنا معاً وعِشنا معاً
كُنا سنبقى معاً حتى الموت، وحقاً قد حدث كِنا نموت معاً ، ولكنه أعادني للحياة ثم إختفى ، لقد رحل.
بمعنىً أخر، هو فقط إختفى ، وأنا أعيش على أمل أن يعود لي سالماً مُعافى، أود أن نعود معاً، أصدِقاءً وإخوةً.
لطالما أردت اللحاق بِه والموت، ولكن ماذا لو انه على قيد الحياة ؟ ولكنه لايستطيع العودة إليّ؟ ماذا لو أنني قتلت نفسي ثم عاد هو؟
ألن يكون غاضِباً مِني؟ لأني السبب بفقدانه لمدةٍ تِصلُ الثلاثِ سنوات؟ أُراهن لو أنه على قيد الحياة لكان قد فعل هذا
ولكن، الا يجب عليه أن يعود أولاً؟ ماذا لو لم يكن بخير؟
دائماً كُنتُ أُفكِرُ بِه، هل إستطاع إنقاذ نفسه؟ هل نجى من الموت؟
هل كُتِبت له حياةٌ جديدة؟
ماذا لو أنه يعيشُ الأن بشكلٍ جيد؟ مِن دون أن يُفكِرَ بي؟
ماذا لو قام بنسياني؟
