..#3

106 10 3
                                    

ايقظني صوت المعلمة من افكاري وتساؤلاتي ،،
طلبت مني ماذا ؟
اجل طلبت مني أن أخرج للعقاب ..
سحقاً ...
هذا يعني انني سأقف بالممر لساعات ،..

ماهي تهمتي يا ترى ، لماذا عاقبتني هكذا ..؟؟
يبدو أنها نادتني كثيراً ولم أجبها ، أو أنها لاحظت شرودي وارادت ايقاظي منه بالعقاب ..
حسناً ، انا هنا اقف بالممر الآن وحدي ، اشعر بالملل والوقوف أتعبني ..

المرر طويل ومظلم ، والهدوء يسوده فالحصص الدراسية قائمة والطلاب يستمعون لمعلميهم ..
أنا وحدي هنا متعبة ، وأشعر بالخوف فالهدوء الزائد بعد ما حدث معي قبل قليل مخيف ..

فكرت بأن امشي قليلاً في الممرات ، على كل حال المعلمة لن تلاحظ غيابي عن الممر ..
مشيت واضعةً يداي خلف ظهري ، ومع كل خطوة يزاد الظلام ، وقفت في بداية الممر ونظرت خلفي ، علي أن أعود إلى مكاني ، أو الي الصف واعتذر واجلس في مقعدي مستمعةً للدروس ..

التففت وبدأت بالعودة ..
لكنني لآحظت شئً يتحرك على الحائط جانبي ، نظرت اليه ودققت النظر ،..
أصابع ..
أيدي ..
منها ما يملك اصبع أو اثنين ، ومنها ما يملكها كاملة لكن الدماء تغطيه ..
الاصابع والأيدي تخرج من الجدار ، والدماء تتساقط منها ..
في نهاية الممر ظهر ذاك الظل الذي قد رُسم على ورقتي ، وبالدم كتب على الجدار امامي ( I Need you ) مجدداً ..

وانا انظر اليه متسمرة في مكاني ، مرة أخرى كتبت هذه الجملة بالدم ، أنه يحتاجني ... !!!
شعرت بيد تلمس كتفي ،، حاولت الصراخ لكن صوتي لا يخرج وكأن احبالي الصوتية قطعت !

" لماذا تقفين هنا يا فتاة ؟ يجب أن تكوني الان تستمعين للدرس "

استدرت بسرعة على كلمات هذا الرجل العجوز .. أنه المدير ، وكانت الانوار مضاءه ..
عدت والتففت مرة أخرى ، لقد اختفى كل شئ ، الأيدي والأصابع والدماء والظل والكلمات .. كأنني لم ارى شئً ..
حتى الظلام الذي حل بالممر اختفى وحل محله ضوء النهار ..

" أنا معاقبة يا سيدي المدير ، لقد كنت شاردة الذهن ولا استمع للدرس "
أجبت المدير بعد أن أدركت أنه لم يرى ما كنت أراه ، فأومأ لي وامسك معصمي وجرّني خلفه الى غرفة الصف ،،
طلب من المعلمة أن تدخلني وتسامحني هذه المرة ، فوافقت ..
وعدت انا الى مقعدي مرتجفه ،..

..........

" تباً ، عيناها الخائفة تقتلني بسحرها ، لقد تمردت علي "

..........

وأخيراً ..
انتهى الدوام المدرسي ..
وخرجت مسرعة الى المطبخ ، اخذت كوبي وركضت نحو المنزل ..

وصلت إلى المنزل وبدلت ثيابي برجفة كانت تقاطع سُرعتي ،، وخرجت الى غرفة الجلوس وجلست الى جانب أمي ..
كنت كل دقيقة اقترب منها أكثر ، حتى أصبح جسدي ملاصقاً لجسدها ، فقامت هي باحتضاني عندما شعرت برجفتي ..

" ما بك يا حلوتي ؟ "

ماذا سأجيبها ؟ لن تصدقني حتى وإن اخبرتها الحقيقة ..

" لقد عاقبتني المعلمة لانني كنت ارسم اثناء الدرس ورآني المدير وتحدث الي بنبرة مخيفة .. "

كذبه سخيفة !! لن تصدقني امي أنا متأكدة ..
لكنها ابتسمت وربتت على كتفي بحنان ، ولم تسأل عن شئ آخر ،..

جاء والدي ، وبدأنا بتناول طعام الغداء معاً على الطاولة ، شئً فشئً نسيت ما حدث ، واصبحت اتحدث مع عائلتي واضحك كالعادة ..
وبعد أن انتهينا طلب والدي منا أن نذهب الى غرفنا حتى نراجع دروسنا ، ذهب جميع اخوتي ، لكنني لم اتحرك ..

لا أريد الذهاب ، انا خائفة ، هناك شى غريب يحدث وانا لا اريد ان ارى ذاك الدم مجدداً ..

سألني والدي عن سبب جلوسي وعدم ذهابي لمراجعة الدروس ، فأخبرته انني راجعتها في طريق العودة ..
هه ، لن أخبرهم عن خوفي من شئ لا يراه احد غيري ...

حان وقت النوم ،
بحق السماء ، لا اريد النوم بغرفتي وحدي بعد ما حدث

#حـــَيــَآةُ_طــَيـــف || Ğhosts Ĺifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن