.. #16

76 8 9
                                    

أصوات كصرخات ملأت رأسي رعبا" ..
وبرد غطى المكان كما لو أننا في وسط ديسمبر ;
شعرت بأنفاس تلفح رفبتي فالتفت مباشرة لأرى من يوجد خلفي ..
لقد كانت أفعى تحاول غرس أنيابها في عنقي !
لا أعلم لماذا ; لكنني خفت كثيرا" هذه المرة ..!!

عدت بنظري إلى ذلك الظل لأجده ما زال متكئا" على الجدار وأنفاسه منتظمة ,, ألا يسمع ما أسمع ؟!!
وكزته في كتفه فضحك بخفة ونظر إلي واضعا" كفه على وجنتي
" لا تخافي أنا معكي "

وفجأة صرخت فتاة خلفي , فالتفت مسرعة ..
لقد كانت طفلة معلقة على الجدار من أذنها , والدم يتساقط من أصابعها
كانت تنظر إلي مباشرة , ثم مدت يدها نحوي وصرخت

زحفت ببطء حتى التصق جسدي بذلك الظل , سمعته يضحك بهدوء ويمسح بيده على خصلات شعري ..

شعرت بشئ عند قدمي فنظرت , وإذا بي أرى بعض .. أو الملايين من العناكب تحاول تسلق أقدامي ..
صرخت وبدأت انفض قدمي , وحاوطت يداي بذراع الظل الذي يجلس بجانبي ببرود ..

فجأة ابتعدت العناكب هاربة , ليلتف حولنا آلآف الأقزام ..
جميعهم باللون الأبيض , منهم الإناث بشعورهن الطويلة ومنهم الذكور بقبعاتهم ..

نظرت للظل لأجده هادئا" تماما , لدرجة أن رأسه كان مائلا" الى الجانب الآخر ..
وكزته فلم يستجيب , ضربته فلم يستيقظ !!!

شعرت بشئ يمر من أمام وجهي ; وإذا به سهم غرس في رأس الظل لينفجر هذا الظل بين يداي ; وتتطاير قطرات دمائه على وجهي ويداي ..

وقفت هلعه ; قال لي لا تخافي انا معكي !!!!!

كان السهم صادرا" من عند الأقزام , وحالما وقفت اقتربوا مني , وقفوا امامي وبدأوا يصرخون معا"
وضعت يداي على أذناي , وبدأت أنا أيضا" بالصراخ معهم باكية ...
ألا يسمع من في السجن هذا !؟

وبعد صراخ دام لدقائق , ابتعدوا عني , وصوبوا سكاكينهم باتجاهي ..
وتدحرج قزم صغير منهم ووقف أمامهم , وبإشارات غريبة أشار لهم ..
وعند اشارة معينة أطلق جميعهم السكاكين نحوي ; كردة فعل سريعة وضعن يداي أمام وجهي وكلي يقين بأنني سأشعر بسكاكينهم تغرز في جسدي ويداي ..

ثوان ..
دقيقة ..
لا صوت ولا ألم ,, لكن رياح باردة التفت حولي ; وصوت الاعصار يتناغم مع نبضات قلبي !
بهدوء أنزلت يداي عن وجهي ;..
كان أمامي بشعره الأسود , بنفس هيئة الشاب الذي أمسك يدي من خيال نافذتي !!

أصابته السكاكين جميعها , والأقزام حوله يبكون ويلطمون ..
ومع كل هذا الألم كان واقفا" شامخا" , ينزف جسده !!

وقع الأرض وأغمض عينيه , تلاشى من أمامي كل الأقزام , ووقفت في مكاني دون حراك , من هذا الآن !
رأيته هذه المرة وهو يضحكك , صوت ضحكاته كصوت .. كصوت ذلك الظل !!
" هكذا إذا" ستكون نهايتي "
إنه هو , إنه الظل نفسه .. صوته كصوته وضحكته كذلك ..

جلست إلى جانبه ..
وكل ما كنت أفكر فيه هو أنه الآن سيموت بسببي !
تلمست بأناملي جروحه , وهمست " آسفة " بينما كانت دموعي تتساقط ..
أمسكت يداه بيداي مبتسما" , فانزلقت دموعي على يده فارتعشت أصابعه ..

كسراب , خيال , وهم ..
اختفت جروحه والندوب , وفتحت عيناه ببطء , وبكل هدوء ابعد يدي وجلس ..
قام بمسح الدموع عن وجنتاي , ونظر الى المكان حولنا , الدماء والفتاة المعلقة والسكاكين !!
اخذ نفسا" عميقا" وعاد بنظره نحوي وقال :
" سأعود '

" هل ستذهب ؟! "

" أجل مضطر لذلك .. "

افترب مني وقبل جبيني , هامسا" " شكرا" "

" على ماذا !! "

" لأنك أنقذتني من تلك الجروح "

ابتسمت له ولم اعرف ماذا سأقول , أشحت بنظري عنه خجله مما قاله ..
سمعته يضحك بخفة , وشعرت به يتلاشى , فنظرت إليه مسرعة ..
كان قد بدأ بالاختفاء , فنظرت اليه راجية ان يبفى لكنه اختفى
ومع اختفاءه جاء الضابط ليتأكد من وجودي ..

#حـــَيــَآةُ_طــَيـــف || Ğhosts Ĺifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن