..#5

94 11 3
                                    

استيقظت صباحاً متعبة ..
انا على سريري ، ماذا حدث !
وقفت لكني شعرت بدوار شديد ، فعدت وجلست ، من الجيد أن اليوم عطلة فأنا أشعر وكأن جسدي محطم ..

دخلت اختي وطلبت مني القدوم لتناول الإفطار ، فأومأت لها وأخبرتها أنني قادمة بعد قليل ..
الى دورة المياه اتجهت بعد أن وقفت بصعوبة ، اغتسلت وبدلت ملابسي ، وبخطوات متثاقلة خرجت متجهة إلى السلالم ..

كانت هناك يد تسندني وتساعدني على النزول ، لم اعد اهتم فهذا شئ عادي جداً بالمقارنة مع ما مررت به ..
وصلت إلى الطاولة ، وعليها جلست بجانب أبي ، لم استطع تناول الطعام ، أنا أشعر وكأنني سـ ..

اجل .. سأتقيأ ، وهذا ما فعلته حقاً
ركضت مسرعة الى دورة المياه ، وافرغت معدتي مما فيها ..
كانت والدتي تقف إلى جانبي ، وساعدتني على النهوض والخروج من دورة المياه ، حتى وصلنا للأريكة وجلست عليها ..

" بماذا تشعرين اخبريني ؟ "
سألتني والدتي بحنان بينما كانت تمسح على خصلات شعري ..
" أريد أن أنام .."
كلماتي كانت باردة ذابلة لا حياة فيها ، لكن والدتي ابتسمت وامسكت ذراعي لأقف مستندة عليها ، وسرعان ما دارت بي الارض وشعرت بدوار وصداع ، فارخيت جسدي سامحة لنفسي بالسقوط ..

..........

" ٥ ، ٤ ، ٣ ، ٢ ، ١ ،، سأنتهي أن انتهيتي .. "

..........

ظلام ..
لا يوجد نور ..
ظلام ..
بقعة ضوء تنبض بعيداً ..
ظلام ..
اسمع صوت أنفاس متقطعة ..
ظلام ..
الضوء يقترب ..
ظلام ..
كلمات لم افهمها انطلقت واخترقت مسامعي ..

" آذيتك بقدر ما احتاجك ، سأبتعد ولن أسمح لنفسي بإخافتك ، تذكري انني كنت بحاجتك "

ظلام ..
الضوء أنه قريب جداً ..
ظلام ..
بكاء وعويل يصرخ بجانبي ..
ظلام ..
انا على وشك الدخول الى الضوء ..
نور ..
نور ..
نور ..

جلست بعد أن فتحت عيناي مرتجفة ، فزعة ، اتصبب عرقاً ، وجدت كوباً من الماء فارتشفته بسرعة ، ثم وضعت يدي على صدري باتجاه قلبي مغمضةً عيني وأحاول تنظيم أنفاسي ..

بعد أن هدأت ، واستقرت روحي المرتعبة ، فتحت عيناي ونظرت حولي إلى الغرفة والمكان والذي كنت أنا فيهما ..
سرير ابيض ، ملاءات بيضاء ، ستائر بيضاء .. علبة فيها مياه صفراء معلقة على عمود حديدي ، يخرج منها أنبوب طويل متصل بيدي عبر .. إبرة !!
يبدو انني في مشفى ..

دخلت ممرضة ونظرت الي مستغربة ، ثم تحولت نظرتها الى ابتسامة وخرجت راكضة منادية على الطبيب وتخبره انني استيقظت ..
ركض الطبيب مع عدة ممرضين باتجاهي ، ودخلت خلفهم امي بصحبة ابي واخوتي ..
تقدم احد الممرضين وقام بقياس حرارتي ، والآخر اقترب ووضع السماعة ليقيس سرعة نبضاتي ..
ووقف الطبيب امامي مبتسماً ، ماذا يحدث !؟

" حمداً لله على سلامتك آنستي "
أومأت للطبيب أشكره على ما قال ، وفي ذهني الف سؤال .. لماذا كل هاذا العدد من الممرضين ركض الي ؟؟

الممرض ١ " سيدي درجة الحرارة طبيعية "
الممرض ٢ " نبضات القلب بالحد الطبيعي ليس كمان كانت قبل أيام "

قبل أيام !!!!

" كم جلست هنا ؟ "
نظر إلي الطبيب ، ثم نظر لوالدي ، فاقتربت امي مني وقبلت جبيني ثم نظرت إلي بحنانها المعتاد
" اسبوعين ، وكنتي تتمتمين بكلمات غريبة أيضاً أثناء غيبوبتك "

أسبوعين !!

" ما هي الكلمات التي كنت اقولها ؟ "
يبدو انني قلت كلمات لم يكن من الجيد أن اقولها أثناء الغيبوبة
" الرسمة ، دماء ، يحتاجني ، انني اختنق ، انهم في غرفتي يضحكون .. "
قالها ابي بسرعة ، لقد كان يحفظها ، يبدو انني كنت ارددها كثيراً ..

أردف الطبيب متابعاً لكلامهما ...
" حرارتك كانت مرتفعة ولم تنخفض الا الآن ، ونبضات قلبك كانت متسارعة كالطبول ولكنها الآن استقرت .. "
صمت الجميع لبرهة ، ثم استأذن الطبيب وخرج برفقة الممرضين ..

شردت محاولة تذكر اي شئ حدث بعد أن سقطت ،
أجل .. ذلك الظلام وتلك الكلمات الغريبة ...

#حـــَيــَآةُ_طــَيـــف || Ğhosts Ĺifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن