... #14

74 10 10
                                    

بقيت صامتة ..
ماذا عساي أن أقول !!؟ ..

اقترب مني الضابط , ووضع في حجري ورقة ..
نظرت إليها وإذا بي أرى عقد زواج , يحمل اسمي واسم شخص غريب , و .. وتوقيعينا !!
انا وقعت هذا العقد ؟ لكن متى ؟؟!! ..

رميت الورقة على الأرض , وبدأت أصرخ وأبكي بهستيرية ..
" أنا لست متزوجة , أنا لم أقتل أي أحد .. إنهم هم ليس أنا "

أمر الضابط والداي فخرجا .. ثم خرج الضابطان الآخران ولم يبقى سوانا في الغرفة .. أنا والضابط ..
اقترب مني , وبنظرة غريبة رمقني , ثم ابتسم وقال
" اعترفي , لا أحد هنا تكلمي "

" أعترف بماذا ؟؟ أنا لم أفعل أي شئ .."

" المراوغة لا تفيدك .. تكلمي "
صرخ في وجهي وارعبني , يا إلهي ماذا أقول له !؟
ظل يصرخ " تكلمي " إلى جانب أذني , مما أفقدني صوابي , فنظرت إليه وبكيت مترجية ..
" أرجوك يا سيدي صدقني , انا لم أفعل .. ليس انا .. "

عندها اقترب مني أكثر , وبيده الخشنة لطمني , ومن شدة الضربة التف وجهي الى الجهة الأخرى ..
بحق السماء ,, ما الذي يحدث الآن ؟ تبا" لهم !!

التفت اليه فوجدت وجهه قد احمر من الغضب , وجنتاه ستنفجران من شدة تدفق الدم ..
ظل يرمفني بنظرة غضب واشمئزاز إلى أن حدث ما لم يتوقعه أحد ..

وضع الضابط يديه على رقبته , وكأنه يريد ان يبعد شيء" ما عن عنقه ..
كان يصرخ دون صوت , وينظر الي بحقد وغضب , شعرت أنه يطلب النجدة , احسست أنه .. يموت !!

وبعد ثوان خرج الزبد من فمه , وخرجت روحه وارتمى امامي جثة هامدة لا روح فيها ..
سحقا" .. الآن سيظنون أنني من قتله ..
لكن .. من قتله !؟ أيعقل أن يكونو هم ؟! إنهم يؤذونني وينقذونني بنفس الوقت !! غريب !!! ..

انتظرت عدة دقائق , وإذا بأحد الضباط يطرق على الباب ويستأذن للدخول ..
ممم .. من سيجيبه ؟ أنا !!
أجبته وسمحت له بالدخول بصوت متهدج , ففتح الباب مسرعا" ونظر إلي ثم إلى الضابط المقتول , فزاد اتساع عينيه وعاد بنظره إلي ..

" لقد قتلته يا مجرمة .. "

" لست أن.. "
ولم استطع اكمال كلامي , فقد صوب بندقيته نحوي , واخترقت رصاصته كتفي , ولم أشعر إلا بنفسي أفقد وعيي ..

..........

" يا إلهي إنها تتعذب , علي مساعدتها بأي طريقة "

" سيدي .. "

" صهن .. أنتم السبب في هذا "

..........

رمشت عيوني عدة مرات , حتى استطيع فتحهما أمام هذا الضوء الساطع ..
رائع .. أين أنا الآن !؟ ..
جميل جدا" , هذه المرة أنا متأكدة أنني في سجن , فقضبانه لا تخفى على أحد ..
جلست على السرير بصعوبة , كتفي يؤلمني , وروحي مرهقة كذلك ..

حملت نفسي المهزومة ووقفت ..
نظرت عبر النافذة إلى شوارع المدينة ..
وإلى تلك السماء السوداء المليئة بالنجوم ..
روحي كسيرة .. وتفكيري حبيس لدى أوهام عميقة ..
" متى سينتهي ألمي ؟ ومعاناتي ؟ وأحزاني ؟ "
لقد تعبت .. تعبت كثيرا ..
لن أقوى على احتمال المزيد ..
يا إلهي ساعدني .. رباه لا تجمل روحي مالا تطيق ..

سمعت خشخشة خلفي فلم أبالي ..
سيكون ضابط أو جندي .. أو ربما أحد أولئك الأطياف أو احد الوحوش ..
لا يهمني لقد ماتت روحي ولم أعد أخاف العذاب ..

شعرت به يبكي ..
وكأنه يرجوني أن التفت إليه ..
بهدوء استدرت وعيني ذابلتان ..
كان يقف هناك بعيدا" عني يرمقني بنظرة ندم ..
اقتربت منه بألم ورجفة ..
مددت يدياي نحوه لأتكد من أنه موجود ..
اقتربت أكثر .. وإلى حضني أخذته باكية ..
بكيت خوفي .. ورجفتي .. وألمي .. وانكساري ..
بكيت كل شئ !!

ظل يبكي ويعتذر ..
كان خائفا" يرتجف أكثر مني , لم أعرف هلى ماذا يعتذر لكنه يفعل ذلك دون توقف ..
إنه الظل الأسود نفسه .. ما زال السواد بشوبه , لم استطع رؤبة تفاصيله , كنت بحاجة لعناق ! عله يخفف عني ألمي وارهاقي ..

#حـــَيــَآةُ_طــَيـــف || Ğhosts Ĺifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن