..#9

72 9 3
                                    

نظرت الى أماكن انياب الأفاعي ..
لقد كانت حمراء اللون ، وكانت تؤلمني لدرجة أنني لا أستطيع الحركة
أخبرت والدتي انني متعبة ولن اذهب للمدرسة اليوم ، لكنها أصرت علي أن أذهب فلا يبدو علي التعب !
هي محقة ، فهي لا ترى تلك الندب الحمراء على جسدي ..

وقفت والى دورة المياه كانت وجهتي ..
اغتسلت ، وارتديت ثيابي وخرجت ،، تناولت الافطار واعددت كوب قهوتي واتجهت للمدرسة ..

السيدة في المطبخ رفضت وضع كوبي عندها اليوم ، واخبرتني أن لا اعود اليها غداً أو بعده فهي سترفض
الطالبات ينظرن إلي ويبتعدن عني خوفاً مني ، ومنهم من كان يتمتم بأنني مجنونة
ضحكت بخفة ، هم حتماً لن يفهموا أن ما يحدث حقيقة !

رأيت مجموعة فتيات كبيرة متجمعة حول جدار في ساحة المدرسة ، فذهبت باتجاههن ، من المؤكد أن شئً ما حدث هناك ..
عندما وصلت ، نظرن إلي وابتعدن ليفسحن لي المجال حتى ارى ما يحدث ..

(( انتي السبب ونحن سننتقم )) واسفل هذه العبارة كتب اسمي ..
وكالعادة العبارة كتبت بالدم ، وبخط الاطفال المخربط ..

لحظة !!
الجميع يرى هذا !؟

التفت إلى إحدى الفتيات وامسكتها من كتفيها
" اتركيني لا تقتربي مني " .. صرخت هي مرتعبة ، وكأن وحشاً أمسك بها
" انتي تستطيعين رؤية ما كتب على الحائط صحيح ؟ " سألتها متفاجئة ، هذه أول مرة يرون فيها ما يحدث !
اومأت هي بوجهها بمعنى ( نعم ) فتركتها ونظرت للجدار متمعنة به ..

كأنني غصت بالتفكير كثيراً ،،، فقد تشكل للجدار عينان ، وخرجت له يدان اتجهت نحوي ..
امتدت يدي لتلمس يداه ، لم اعد اخاف ،، أنا فقط اريد معرفة سبب كل هذا ونتيجته وما حل التخلص منه ..

اختفى الكلام عن الجدار ، وخرج جسد من الجدار بنفس العيون واليدين ، كان الجسد عبارة عن جذع شجرة متحرك ..
وعندما ارتطمت يدي بيده شعرت بملمس الخشب ، وهذا الخشب قام بجرحي في اصابعي فتنهدت وسحبت يدي ..
نظرت الى قطرات الدم المنزلقة من أناملي ، وسمعت صوت ضحكة ، فنظرت واذا بجسد الشجرة يضحك وتنهمر منه دموع حمراء كالدم ،..

أعدت النظر إلى يدي ، فوجدت أن الدم الذي خرج مني قد رسمني على الأرض وقد غرست في صدري سكين
بدأت أبكي , ما معنى هذا ؟! ولماذا حدث الآن !؟

امتدت يد المعلمة وجعلتني استدير لأقابلها ، نظرت اليها وعيناي تبكيان وبارزتان من الصدمة ..
" انني أناديكي منذ عدة دقائق ، ولا تسمعين ، وتقومين بحركات غريبة "
عندما أدركت ما قالته ، استدرت مجدداً لارى الجدار ..

ما زالت الجملة موجودة ، والجدار كما هو بلا عيون أو ايدي ..
وانا ..
اصابعي لا يخرج منها الدم ، وحتى هي لم تخدش !!

" المديرة قررت فصلك من المدرسة ، فأنتي غريبة أطوار ، ويبدو انك مجنونة ومريضة ، ونحن نعلم انكي انتي من كتب هذا على الجدار "
قالت ذلك لتزيد صدمتي ..
" انا لم اكتب شئً على هذا الجدار اللعين "
اخبرتها ودموعي زادت انهماراً ، قلبي ارتجف واصابعي ارتجفت
" حسناً وبماذا تفسرين هذا !! "
ارتني مقطع فيديو قامت كاميرات المدرسة بتصويره ..

انا كنت اكتب على الجدار في مساء الغد !!

انا ارى نفسي وانا أفعل شيئاً لم أفعله ! يبدو أن الأفاعي تلك هي من كانت تحركني بعد أن فقدت وعيي بسبب انيابهم السامة
لا استطع إنكار ما يراه الجميع ، حتى وإن كنت متأكدة أنني لم افعل ، وانا لم اخبرهم بما حدث ،، سأتقبل الواقع .. على الأقل الآن ..

حملت ما تبقى من روحي وكبريائي ، وخرجت من المدرسة احتضن نفسي المرتجفة وأبكي دموعاً ساخنة ،
لماذا انا !؟ لما يحدث كل هذا لي انا بالذات ؟ متى سينتهي كل هذا !!؟ لماذا لا يجيبني أحد ؟!

#حـــَيــَآةُ_طــَيـــف || Ğhosts Ĺifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن