في كثير من الأحيان نمضي و تمضي حكاوينا معنا في ذاكرة النسيان.. و يخمد بريقها مع مرور الأزمان و الأكوان من حولنا ..فلكل منا فلك يدور حوله, فتتبلور الأفكار في مخيلتنا و تتشكل طقوس يومياتنا وفق قانون الأحداث الممنهج..
بعد أخذ الأمتعة ووصولا الی بيت الأقارب مرورا بغابات واسعة خلابة, لم أنطق وقتها ولو بنفس واحد كنت عاقد الحاجبين غاضب لدرجة أنك إن وضعت بيضة علی رأسي كانت لتستوي من شدة استعاري حينها.
لم أنم يومها جيدا. حتى أني كنت أظن أن دبابيس قد زرعت في الفراش. الكل نائم ما عداي أنا, نظرت للقمر حينها, علي أراها تعتذر من خلاله, أو لعلها ترسل لي سلاما فأشم رائحة عطرها المتسللة إلي مع ذلك الهواء القادم من شرفتها. فكرت أن أذهب وأدق الباب حينها لكي أسألها, لماذا تصرفتي هكذا منذ متى و نحن نكلم الغرباء دون حياء.
لكني تراجعت وقتها و حدثتني نفسي بألا أفعل لأني سأفقدها بدل أن أحتويها, اتركها فالصباح عيون, لنسماته عليل يرد لك روحك و يشفي ما بك من جنون ولهيب السؤال.
صدقت نفسي ونمت حينها من شدة التعب.
استيقظت علی طرق خفيف علی الباب معلنا وقت الفطور, جهزت لنا النسوة فطورا ساحرا شهي الطعم والمنظر, في حديقة المنزل.
و لكن عيناي لم تكن ترقبان سوا نبضي و خافقي و معذب روحي ومهلكها.
أيا ساحرتي رفقا بحال الهوا, ولهان و متعب و بي كدر فهلا سكبتي علي بعض من رحيقك لأغسل به ألم صبابتي و كثر اشتياقي..
لكنها لم ترمقني حتی بنظرة مخطأة لمرماها. بل أنهت طعامها و غادرت علی عجل بعد أن استاذنت والدتها, بحجة أن الجلسة لن تروق لها وستذهب لاستكشاف المدينة.
انغرس السهم في جوفي و تحشرجت الكلمات وقتها حين طلب مني اصطحابها, فرفضت ذلك.
فقبلت رفضي دون انزعاج وغادرت لوحدها..
نعم تركتها تفعل ما تريد لوحدها علها تعلم اليقين لوحدها فتعود, جلست يومها وحيدا أطالع النجوم في السماء, بينما كانت تتسلل إلي ضحكات النساء المجتمعات مع بعضهن, ثم جاء ذلك الصوت الشجي ليعلن وصوله للبيت وأنها قضت وقتا ممتعا بصحبة كريم, الذي لقيها في أحد متاجر المدينة وقاما بجولة ليعرفها علی معالمها..حسب كلامها.
كريم..؟؟ من هو ومن أين جاء, كيف ولماذا, ماذا تفعلين بي يا ليلی, أنت تكتبين حروف نعشي بيدك.
لم تعد كما كانت, بل إنها تمردت وخرجت عن السرب..#لولونور ✒

أنت تقرأ
حين أری عينيك..
Spiritualومالي أراك في كل حين.. وأنتظر القدر بفارغ الصبر.. هكذا هي حكاياتنا التي نتمنی دوما أن تتحقق, رغم كل تدابير القدر..