هناك أناس كثر حولنا يهتمون بنا ولكننا بزحمة ما نفكر فيه و انشغال القلوب بساكنيها نتناسی ونهجر بفكرنا عن أعز و أطيب الناس. .
دخلت بدوامة الأسئلة, وتهت و شردت كثيرا وعدت لأسأل نفسي, ما بك لما لا تضع حدا لكل ما تمر به وتحسه, أن تكون بحياتها أو لا تكون, كنت أحدث نفسي كالمجنون.
و أخيرا قررت أن أستشير صديقي وسام توأم الطفولة و فرحة الصبا, لقد غادرني إلی جوهانسبرغ ليكمل دراسته الجامعية هناك, لكننا بعصر الريح وبضغطة زر أستطيع أن أراه أمامي صوتا و صورة, وما يدرينا قد يأتي زمان تنتقل فيه أجسادنا عبر آلة الزمن. آه لقد جننت ربما من كثر تفكيري بها أصبحت أهذي.
أمسكت الهاتف و اتصلت به, لقد كان يعرف أني أمر بحالة عصيبة من التوتر والقلق إزاء هذا الموضوع الذي يؤرق مظجعي.
وسام كيف كيف حالك؟
أنا بخير, و أنت؟ !
لست بخير , أصبحت لا أدري ما أريده فعلا, فهم وسام ولم ينتظرني لأكمل, قاطعني قائلا و موبخا" علي, اسمعني جيدا, لقد كبرنا علی لعبة الغميضة و الاختباء خلف الجدران والغرف المغلقة. انتهی ذاك الزمان عليك أن تخبرها بما تشعر به نحوها لا تتركها لأحد قد يكون غير كفء لها.من حقها أن تعلم لتقرر هي ما تريده و لتتركك بسلام إن أرادت غيرك وقتها وان حزنت انت, لكنك بالمقابل ستعرف أين يكمن مصب نهرك المتدفق, عليك وقتها أن تجذف بعيدا عن ضفافها مخترقا كل الأمواج العاتية لكي تصل بر الأمان, وأنا اكيد من أنك ستصل".
صدمت بكلامه القوي وببلاغة ألفاظه التي أبهرتني ووقفت كالأبكم لم أستطع مناقشته, لأن كلامه هو كلام العقل و المنطق.
كل ما استطعت قوله له حينها, " حسنا سأفعل" واقفلت الخط.
وكأنني وقتها غبت عن الوعي لبرهة. كيف أكلمها و ماذا سأقول و من أين أبدأ, ما زلت يا صديقي ذلك الفتی الذي يتلعثم عند محادثة النساء فما بالك بفراشة الفؤاد.
سأفعل و أضع حدا لمشاعري التي تتسرب مني يوما بعد يوم بحثا عنها.يجب نعم يجب وضع فرمان وصمام الأمان لكي أعرف الواقع من المحال.

أنت تقرأ
حين أری عينيك..
Spiritualومالي أراك في كل حين.. وأنتظر القدر بفارغ الصبر.. هكذا هي حكاياتنا التي نتمنی دوما أن تتحقق, رغم كل تدابير القدر..