تنتفض جوارحنا كل يوم معلنة رفضها للعالم من حولها, و تبذل المستحيل لتغير الزمان و المكان علی أمل اللقاء.
عقدت أمري تلك الليلة, وبعد صراع موجع بين القلب و فرامل العقل, قررت أن أسألها إما أن آخذ بنفسي لبر الأمان أو أغرقها في بحر لجي دون أعماق.
وبينما هممت بتبديل ملابسي إذ بي أسمع أصوات متنافرة بالبيت.
"إنه صراخ أمي", نزلت لأستطلع الأمر, فإذا بأختي تخبرني أن أجهز السيارة سننطلق للمستشفی." أخبروني ماذا هناك"
وبينما أختي تركض للبس حذائها ترمي علي الجواب " هيا يا علي أسرع إنها ليلی بالمستشفى".
وصل الخبر لمسمعي كالصاعقة و اسرعت دون هوادة لأحضر السيارة, و ذهبنا مسرعين إلی المستشفی العام بالمنطقة.
لم أنطق بكلمة وسط ذهول أسماء و شحوب وجه أمي, علمت أن الأمر ليس جيدا. وكنت أدعو الله بأن تكون بخير.لأن النسوة غالبا ما يضخمون الأمور.وصلنا إلی موقف المستشفى, ونزلنا مسرعين و أول شيء قمت به, هو أنني بحثت عن الطبيب قبل الحالة, توجهت إلی قسم الإستعلام بالمشفی والذين بدورهم أخبروني بمكان تواجد الطبيب المناوب حينها.
توجهت إلی استراحة الأطباء, وسألت عن د.حسن, ليجيبني شخص من آخر المنضدة." أنا هنا تفضل" .
تنفست الصعداء قبل سلامي به ثم قمت بسؤاله عن حالة ليلی, فأجابني " أنها ليست بخير مطلقا, فحالتها متأخرة".
لم استوعب ما قال و ظللت صامتا وقد شحب لوني وهذا ما دفع الطبيب بإحضار كرسي لي حتى أرتاح من عناء ما سمعته.
استيقضت بعد برهة قصيرة لاقول" مابك يا دكتور, قل خيرا لو تكرمت " قال لي " إنها ليست بخير حاليا, وسينظرون في أمر علاجها", ثم استطردت بالسؤال " و مما تشكو", فكان جوابه غير شافي و حط علی مسمعي كقرع الطبول التي أصابتني بالصمم.ذهبت بعد ذلك إلی غرفتها, حيث اجتمع الجميع حولها وهم يحمدون الله أنها بخير, فها هي تضحك معهم و ما كان خوفهم وهلعهم إلا من كثر المحبة و استعجال ما سيكون.
في الحياة هناك قانون لا يمكنك تغيره مهما حدث عند اللقاء هناك فراق..
وبعد الحياة هناك موت وحياة أخرى.
تضاد محزن لكن لا مفر منه مطلقا.."هل ستغيب ضحكة ليلی الساحرة عن العيون"
" أم ستسكن اللحظات لتعلن توقف الزمن عند هذه القهقهات معلنة سلامتها كما يعتقدون"لقد علمت ما بها ولم اتجرأ علی إخماد ضحكاتهم بما كتمته.
أنت تقرأ
حين أری عينيك..
Spiritualومالي أراك في كل حين.. وأنتظر القدر بفارغ الصبر.. هكذا هي حكاياتنا التي نتمنی دوما أن تتحقق, رغم كل تدابير القدر..