الجانب المظلم لقلب جميل

لم أهتم... و أنا السبب

أبطال هذا الجزء : هاري- لارا- لوي- سارا- زين.

أشخاص آخرين : الشرطيان- الطبيب.

==============================

#لارا :

جلست و أنا أضع رأسي على صدر لوي في السيارة، سارا و هاري و زين في المستشفى منذ ساعة أو أكثر... لم يخرج أحدهم، ما عدا زين الذي خرج منذ أكثر من نصف ساعة ليصف السيارة بشكل مناسب ثم عاد مرة أخرى إلى المستشفى دون أن ينطق بكلمة...

عندما رأيت وجهه هذه المرة، كان يبدو عليه الخوف و القلق... لا أعلم هل هذا كله من أجل مارسل، أم أن هناك شيء آخر؟

كان الفضول يقتلني لأعلم كل ما حدث أثناء غيابي عن المدينة...

و من الصفات التي أعشقها في لوي، أنه يفهمني بمجرد النظر إلي... بدأ يحكي لي بدون أن أسأله كل ما حدث منذ أن اختفيت من المنزل حتى وجدهم زين و أحضرهم إلى المرآب...

حكى لي كل ما حكاه هاري عن آخر سنة له في المدينة، و كل ما حكاه زين عن مارسل...

شعرت بالحزن قليلاً ناحية مارسل... صحيح أنه كان جبلاً من الحماقة و النذالة مؤخراً... إلى أنه ما زال صديق طفولتي... كما أنه - كما حكى لي لوي- كان يتعاطى نوعاً من المخدرات قبل أن يقدم على فعل أي شيء سيء...

و مع أنه عذر سيء جداً، إلى أن هذا يعني أنه عندما ضربني مارسل، كان تحت تأثير المخدر... مما يعني أن مارسل لم يكن ليستطيع أن يفعل شيء سيء لي بدون هذا المخدر... مما يعني أن مارسل لم يتغير من داخله!!

ربما هذا ما عنته سارا عندما قالت أنها رأت جانبه الطيب!! و أنا بكل غباء لم أصدقها و ظننت أنها انقلبت ضدي... يا لي من غبية!! كيف لي أن لا أثق في الفتاة التي لم تكذب علي و لو مزحاً لمدة أربع سنوات!! علي أن أصحح الأمر...

غرقت في تفكيري... حول كل شيء حدث، يا لها من أشياء كثيرة جداً في أقل حتى من نصف شهر!!

و لا أعلم كيف أعادني تفكيري إلى ما قاله هاري...

" لقد فعل لأنه لم يجد أحد غيري يهتم لأمره!! حتى أنتِ "

فكرت فيما قاله مراراً و تكراراً... كلما أعدت التفكير فيها تتدفق ذكريات أكثر إلى عقلي... عندما كنا صغاراً...

حاولت أن أقنع نفسي... حاولت و بشدة، و لكنني لم أستطع... و انتهى بي الأمر أعترف أمام نفسي أنني لم أهتم لأمر مارسل بحق!! أنا فقط كنت أتظاهر أمام نفسي و أمام الناس أنني أهتم... طوال تلك الفترة التي كنت بها مع هاري، كنت أقنع نفسي أن هاري هو حبيبي... و أن مارسل هو صديقي المفضل... مع أنني لم أفكر به أبداً عندما كنت أشعر أنني بحاجة إلى صديق... أنا فقط كنت أريد أن أتخلص من الشعور بالذنب من ناحيته... و لم أرد أن أكون مثل باقي الناس...