الجانب المظلم لقلب جميل

ذكرى تمحي الألم...

أبطال هذا الجزء : مارسل- سارا.

=============================

#في غرفة العناية المركزة :

من يراه سيعتقد مباشرة أنه نائم... أو في غيبوبة... جسده المتعب ممدد على السرير بلا حراك، عيناه المحاطتان بحلقات حمراء من المرض مغلقتان، صدره الذي يرتفع و ينخفض مع نَفَسه بطريقة تكاد تكون غير ملحوظة، نفسه البطيء غير المنتظم...

و لكنه مستيقظ... و واعٍ على كل ما يحدث حوله حتى أدق الأصوات، و لكنه فقط لا يستطيع أن يفتح عينه...

قد يظن البعض أنهم يعلمون كم الألم الذي يعانيه، و لكن لا أحد حقاً يعلم ما به...

شعور الاختناق الذي لم يفارقه منذ أسابيع و الذي يزداد كل يوم، و كأن هناك من يضع صندوقاً ثقيلاً على صدره و لا يتوقف عن ملئه بأثقل الأشياء يومياً...

ذلك الألم القوي في صدره و كأن هناك من يطعنه كل دخل الهواء إلى رئتيه، و الآن بدأ يسري في جسده يوماً بعد الآخر بسرعة شديدة و كأنه تيار كهرباء...

يريد من شدة الألم أن ينهض و يهرب منه و لكن الألم لم ينسى أيضاً أن يسحب كل الطاقة في جسده حتى لم يتبقى منها ما يكفي حتى لتحريك جفونه...

فلم يبقى أمامه إلا أن يبقى مكانه، و أن ينتظر بفارغ الصبر جرعة المسكن التي تدخل إليه عن طريق سلك المحلول المغذي الموصول بيده كل أربع ساعات...

ملَّ من الوحدة، يريد أن يشعر بأخيه و حبيبته يجلسون بجانبه... يحدثونه و يحدثهم، و لكن هذا لا يحدث إلا لساعة واحدة فقط في اليوم تكون مقسمة بين الإثنين و لم تتسنى له الفرصة لأن يجتمع بالإثنين معاً لو لمرة في حياته...

يكاد صوت عقله يقوده للجنون من كثرة ما يخبره بأن ما هو فيه الآن هو خطأه من البداية... لو أنه لم يضرب توأمه، لو أنه لم يحرق منزله، لو أنه لم يهرب من المدينة لست سنوات... لكانت حياته، و حياة سارا، و حياة هاري، و لارا، و زين، و حتى لوي أفضل...

كانت لارا ستكون مع لوي، فهو كان سيأتي إلى المدينة على أي حال...

كان ليقابل سارا في ظروف أفضل مليون مرة مما حدث في الحقيقة، و كانت قصة حبهم لتكون من أجمل الأشياء في العالم... كان سيجد أخيراً من يهتم له و كان ليقدم لها كل ما تستحقه...

كان هاري الآن ليكون قد عاد من بورتلاند بشهادته الجامعية و كان ليحصل على وظيفة حيدة، و من يعلم ربما كان ليقابل فتاة تكون هي قدره و حياته كلها...

ربما أيضاً كانا سيعملان معاً في نفس الشركة...

لم يكن زين ليجبر نفسه أن ينضم لعصابة أبيه ليحمي مارسل من الشرطة...

كان ليصبح الجميع سعداء...

و لكنه كان يستطيع إخفاء صوت عقله المزعج هذا لقليل من الوقت، عندما كان يتذكر تلك الليالي القليلة التي أمضاها مع سارا...