الجزء 9

79 1 0
                                    

ظننت أني توقفت لوهلة ، لكنني شردت بتفكيري إلى مكان بعيد ، إلى زقاق شعبي و منزل في آخر الحي.
الى الملاح بمكناس حي اختلط فيه اليهود و المسلمون ، حي بهت ضوؤه و اختفت شمسه التي كانت تبعث الأمل في نفوس كل من مر من هناك . ذلك الحي الذي لا يموت ، قد اصبح بعد ما حصل غريبا عني و كأن نوره تنطفئ . هناك خرجت فتاة في مقتبل العمر خيل الي اني اعرفها ، تسير وسط الزقاق لتشتري بعض الأعشاب . فأسمع طفلا صغيرا يجري نحوها و يناديها : ندى ، اشتري لي حلوى ارجوك.
مهلا ! انها اختي ، لماذا تشتري اعشابا ، هل يكون ذلك بسبب زوجتي ؟ او طفلنا الصغير ؟ ام انها امي و قد عاد اليها تعبها . ادرت وجهي فرأيت البائع المتجول يجول كعادته الظهيرة ، و امي قد خرجت لتعطيه ، ماذا ؟! استبيع التلفاز و الأثاث ايضا؟ الم يبقى مال عندهم؟ لا افهم مايجري . عادت اختي و معها بعض الأعشاب و رجل كبير في السن خيل لي بحقيبته الكبيرة انه طبيب. وقد دخلا المنزل ، مهلا، لا تغلقوا الباب ، ندى ... لا ارجوكي . هل زوجتي مريضة ؟ اخبروني ما الذي يجري ؟ نظر الي زميلي في الزنزانة و قال : مصطفى هل جننت ؟ ماذا اصابك يا صديقي .
- كريم ، علينا الخروج حالا . احس ان شيئا سيئا قد حدث لعائلتي . لا اعلم لكنني لست مرتاحا وعلي الهرب .
- ان قول ذلك سهل ، لكن تذكر يا صديقي ، ان اي خطئ قد يرتكبه احد منا قد ينقله من السجن المؤبد و التعذيب الى الموت .
- اقشعر بدني عند سماع هذه الكلمة و التقطت انفاسي .
-حسنا ، نحن لها ... سأكون عند حسن ظنك .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 04, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

بقلم سجين Where stories live. Discover now