الجزء 7

58 2 0
                                        

خرج الجندي تحت نداءاتي و صراخي و هتافي له . و لم قد يلتفت إلى شخص مثلي؟ برودة أعصابه تخيفني ، لأنها تحذرني من اخفاء شيء غامض حتما لن تسرني معرفته و هو على وشك الحصول . لقد خارت قواي و فقدت صوتي من كثرة الصراخ . جلست أرضا ووضعت رأسي على الحائط و أغمضت عيناي أحاول النوم .
-هيه ، أنت ، أنت استيقظ .
-بسس ألا تسمع ؟!
احسست فجأة بحصى تضرب وجهي فاستيقظت فورا .
- و أخيرا فتحت عينيك !
- من أنت ؟ ماذا !!!... مهلا مهلا أأنت الشخص المجنون الذي أدخلوه للزنزانة المجاورة قبل قليل أم أنا أحلم ؟
- هو ذاك .
- ألست مجنونا ؟
- كلا ، تظاهرت بالجنون فقط لكي أهرب من ذاك الجحيم .
- عن ماذا تتحدث ؟ قلت جحيم؟
- ألم تر بعينيك مختلف وسائل التعذيب التي يتعرض لها المقاومون و أتباعهم؟ ألم تر بقايا عظامهم معلقة على الحيطان ؟ ألم تلحظ الرعب البادي على وجوههم ؟ ألم تشاهد آثار الحروق و الكدمات على جسمهم ؟ ألم تحس بما أحسوا به ؟ طبعا لا ! فأنت في مأمن هنا .
بقيت صامتا أنظر إليه ثم أجبت
-أخبرني ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
- لقد قتلوا ابني الوحيد . كان شابا في العشرينات من عمره لازال يدرس الهندسة ، جاد في دراسته ، نابغة في مدرسته . وصلني خبر قتله بعد يوم من ذلك . قالوا أنهم وجدوا جثته قرب الوادي .
لقد احسست بضربة في قلبي و سقطت ارضا حين علمت ما حدث لابني . نقلت فورا لغرفة الإنعاش ، و أول ما قلت حين فتحت عيناي : أقسم أني سأنتقم لابني !
و فعلا ذلك ما حصل . فقط أغلقت مقرهم ليلا بعد ابعاد الحراس و أشعلت النار هناك . فأحرقت المكان . و مات من مات من الأعداء . لكن أحد الخونة رآني فذهب و أبلغ باقي المستعمرين فقبضوا علي .
- هل تعرضت للتعذيب قبل التظاهر بالجنون؟
- نعم ، كثيرا و لم أستحمل ذلك .
- ما أنواع التعذيب التي تعرضت لها؟
- يصعقونك كهربائيا في البداية حتى تعترف بكل الجرائم المنسوبة إليك . تحت ما يسمى بكرسي الإعتراف

و بعد أن تعترف بكل ما اتهموك به حتى و إن لم يكن صحيحا يوقفون التعذيب ، ليروا العقوبة الأنسب إليك

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

و بعد أن تعترف بكل ما اتهموك به حتى و إن لم يكن صحيحا يوقفون التعذيب ، ليروا العقوبة الأنسب إليك .
لقد قاموا بجلدي و ضربي ضربا مبرحا حتى سال دمي .

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

و أنا جسمي هزيل ، لا يقوى على تحمل كل ذلك

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

و أنا جسمي هزيل ، لا يقوى على تحمل كل ذلك . لذلك تظاهرت أخيرا بالجنون لأتخلص من هذا الجحيم . فاليوم أحمد الله أنني هنا ، و لولا رحمته تعالى لرأيتني أقضي بقية عمري معلقا جسدي على أحدي الحيطان حتى تأكله الديدان و لا يعلم بذلك أحد . إنها مقبرة جماعية ! إنها جحيم أرضي ، إنها ....

بقلم سجين Where stories live. Discover now