خرج الجندي تحت نداءاتي و صراخي و هتافي له . و لم قد يلتفت إلى شخص مثلي؟ برودة أعصابه تخيفني ، لأنها تحذرني من اخفاء شيء غامض حتما لن تسرني معرفته و هو على وشك الحصول . لقد خارت قواي و فقدت صوتي من كثرة الصراخ . جلست أرضا ووضعت رأسي على الحائط و أغمضت عيناي أحاول النوم . -هيه ، أنت ، أنت استيقظ . -بسس ألا تسمع ؟! احسست فجأة بحصى تضرب وجهي فاستيقظت فورا . - و أخيرا فتحت عينيك ! - من أنت ؟ ماذا !!!... مهلا مهلا أأنت الشخص المجنون الذي أدخلوه للزنزانة المجاورة قبل قليل أم أنا أحلم ؟ - هو ذاك . - ألست مجنونا ؟ - كلا ، تظاهرت بالجنون فقط لكي أهرب من ذاك الجحيم . - عن ماذا تتحدث ؟ قلت جحيم؟ - ألم تر بعينيك مختلف وسائل التعذيب التي يتعرض لها المقاومون و أتباعهم؟ ألم تر بقايا عظامهم معلقة على الحيطان ؟ ألم تلحظ الرعب البادي على وجوههم ؟ ألم تشاهد آثار الحروق و الكدمات على جسمهم ؟ ألم تحس بما أحسوا به ؟ طبعا لا ! فأنت في مأمن هنا . بقيت صامتا أنظر إليه ثم أجبت -أخبرني ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ - لقد قتلوا ابني الوحيد . كان شابا في العشرينات من عمره لازال يدرس الهندسة ، جاد في دراسته ، نابغة في مدرسته . وصلني خبر قتله بعد يوم من ذلك . قالوا أنهم وجدوا جثته قرب الوادي . لقد احسست بضربة في قلبي و سقطت ارضا حين علمت ما حدث لابني . نقلت فورا لغرفة الإنعاش ، و أول ما قلت حين فتحت عيناي : أقسم أني سأنتقم لابني ! و فعلا ذلك ما حصل . فقط أغلقت مقرهم ليلا بعد ابعاد الحراس و أشعلت النار هناك . فأحرقت المكان . و مات من مات من الأعداء . لكن أحد الخونة رآني فذهب و أبلغ باقي المستعمرين فقبضوا علي . - هل تعرضت للتعذيب قبل التظاهر بالجنون؟ - نعم ، كثيرا و لم أستحمل ذلك . - ما أنواع التعذيب التي تعرضت لها؟ - يصعقونك كهربائيا في البداية حتى تعترف بكل الجرائم المنسوبة إليك . تحت ما يسمى بكرسي الإعتراف
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
و بعد أن تعترف بكل ما اتهموك به حتى و إن لم يكن صحيحا يوقفون التعذيب ، ليروا العقوبة الأنسب إليك . لقد قاموا بجلدي و ضربي ضربا مبرحا حتى سال دمي .
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
و أنا جسمي هزيل ، لا يقوى على تحمل كل ذلك . لذلك تظاهرت أخيرا بالجنون لأتخلص من هذا الجحيم . فاليوم أحمد الله أنني هنا ، و لولا رحمته تعالى لرأيتني أقضي بقية عمري معلقا جسدي على أحدي الحيطان حتى تأكله الديدان و لا يعلم بذلك أحد . إنها مقبرة جماعية ! إنها جحيم أرضي ، إنها ....