2~| بياض الثلج -الجزء الأول- |

2.2K 274 156
                                    



واحدٌ ثم اثنان وينتشر سَبعتهم بالمكان ..

كلهم أخذوا بالنظر لوَجه الفتاة المُبيض الشاحب؛ والتفاحة الحمراء المَرمية بالقرب.

بدوره الفتى راح يتفرس ملامحهم بفضول، كل قزمٍ من الأقزام السبعة، فبين قزم ذو قبعة خضراء وتجاعيد كثيرة لآخر بلِحية حمراء كبيرة كوَّنها كقبضة غريبة حركت بداخل الفتى وحتى بين كل مشاكله الرغبة في سحبها إليه كقطٍ مدلل.

هزّ رأسه ليُبعد هذه الأفكار؛ بعدما انتبه لنظراتٍ غَريبة انتشرت على وجوههم السبعة، حتى بَدؤوا فجأة بالبكاء ..

بكوا وبكوا واِستفرغوا ما بقلوبهم مِن ألمٍ اندسّ فيها مع هذه الفاجعة ، فلِم يا بياض حياتنا غبت واختفيت عنها بهَكذا طريقة مفاجئة؟

بصوت مختنق تكلم أحدهم بدا كأخٍ أوسط :" علينا حِفظها عن أعين الأشرار، وخُبث كل شخصٍ من هنا مار .. "

رد آخر ماسحاً بضعاً من دُموع خيبته :" بياض الثلج منّا، ودائماً يجب أن تنتمي إلينا "

رفَع الفتى إحدى حاجبيه، وعن هذه الاعتيادية الغريبة تساءل بقرَارته ..

-" تُراها ميتة؟ تفحصها يا أخانا " تساءل احدهم ليتقدم آخر موافقاً ومنفذاً .

أومأ إيجاباً ذاك القِزم ذو اللحية الشقراء، وعيون الأرض الخضراء ..

-" كلا هي ليست كذلك " همسَ الفتى مستغرباً، فلِم قال الذي أمامه ذلك؟

-" يمكننا أخيراً يا إخوتي تَقسيمها على قدرنا والاعتناء بما امتلكنا مِنها، بياض الثلج تحفة؛ وللأبد ستكون "

أحضروا فأس؛ فبلَع الفتى ريقه لعِمله بما هو قادمٌ من بأس ..

حتى وفجأة، وقف وابتعد باتجاه الغابة .

-" ماذا يجبرني على السكون أو المشاهدة؟ علي بدَل ذلك التفكير بحلٍ لهذه المُعضلة والمعادلة " بعد لحظات انتبه لِما قال، فراح يهز رأسه غاضباً من كل هذه الأحوال :" وحتى أني صِرت أتكلم مثلهم ! اللعنة عليّ الخروج قبل أن اجنّ ! " ليضيف هامساً بعد وهلة :" أتراه سأل عَني احدٌ بالأعلى؟ "

فهو بالفعل قد صنَّف مكانه على انه كل ما قد يوجد من المستوى الأدنى ..

بين حَفيف الأشجار، والغُيوم التي اخفت نور الشمس مِن الجوار، سُمع صوتٌ ضعيفٌ لضحكة ..

سُرعان ما ارتفع وازداد عازماً السيطرة على الأجواء، مع ظهورٍ لصوت خشخشة، ولمسة يدٍ على وجه الفتى ..

أرضُ العجائبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن