9~| العنقاء ! - الجزء الثاني |

711 138 52
                                    


احتدم الوضع، فمن كثرة تلك الصرخات عالية الصَوت تمنى لو يفقد حتى السمع !

كانت تلك أصواتهم بالتأكيد، أي أصوات هؤلاء الذين شعر بإحاطتهم لهم من كل جهةٍ مُغلقين كل سُبلهم نحو الحركة ولو بخطوة، أراد السُؤال؛ عن الفتاتين أو الذي يحصل هنا، لكنه شعر بأن أي حرفٍ قد ينطقه باللحظة؛ سيلفتُ انتباه أولائك ويأخذه تحتَ رِئاستهم نحو التهلكة !

لذا فقد راح يُفكر، بمواجهةٍ لعدوٍ مجهولٍ بما يبدو ينتظر أي حركةٍ منك ولو خافتة ليهجم في جُنحِ هكذا ظلام؛ عليك التخطيط لكل فِعلٍ بأشد دقة .. وبمثل هكذا موقفٍ لَم يخطر له سِوى فكرة واحدة .. الطيران !

ويا للحظ ! هو وَجد الحلّ، لكن تنفيذه كان بيد دوروثي فحسب !

مرّت دقائقُ وهو على وضعِه المُتصلب ذاك مع توقف الصرخات، بالكاد أمكنه التنفس مع اللعقات المتواصلة على ذراعه والتي أثارت فيه كل قشعريرة؛ خوفَ وتقزز ..

حتى انتهت أخيراً مع ارتفاعه فجأة بالهواء، وإرجاعَ ذلك لكون الفتاة قد وصلت لما اكتشفه هو الأخرى ونفذته، وبعد ابتعادهم بالقدر الكافي حيث لَم يعُد يشعر سِوى بالفراغ أسفله؛ تساءل:" ما هم؟ "

مع تساؤله، زُلزل المكان بصرخاتهم .

كانت ترتفع وترتفع بشدة مع مرور الزمن وصَخبها ينهك آذانهم التي راحت تأّن مِن ألم، بينها صاح لوبين بتهكم:" علينا فعل شيء !! "

-" سأرمي لهم أليس ! " قالت دوروثي مُستغلةً الوضع، بينما رمت لها الأخرى نظرة حقدٍ أثارت سخط لوبين .. حتى بهكذا موقف فتعاكسهما لن يهدأ أبداً !

-" أتجيد أيٌ منكما السحر؟ "

تساءل، ومن ضربتيهما على ذراعه أدرك سخافة ما طرح بالنسبة لهما؛ مع احتماليةٍ كُبرى لغزو ملامح البرود سِحنتيهما، بينما تمتم:" إحداكما تطير بينما الأخرى لا اجزم كونها تُخفي في ثوبها الدامي الرثّ ذاك الكثير .. لا تلوماني لاعتقاداتي ! "

-" فلتتركيه هو يغرق بين أولائك ! إنها مُشكلته بأي حالٍ ونحن مجرد شاهدتين في قصته المأساوية، بل وبفعلنا كل هذا نحن نعرقل سيرها ! " ذاك هو صياحٌ انبثق غاضباً من أليس التي لا تنفعل عادةً لأي أمرٍ كان.

أرضُ العجائبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن