البارت السادس عشر 1

5.6K 101 0
                                    

(( الجزء السادس عشر )) 

في خطوات بارده كبرودة الثلج ,, تحركت عبير وطلعت الى اعلى كي تتجهز وتأخذ حاجياتها 
فتحت الشنطه ووضعت فيها ما تحتاجه بشكل مؤقت ,, فهي في ظنها ان مكوثها في بيته لن يتجاوز الأيام ,,
اوجعها موقف اباها منذ قليل ,, ارأدت ان تصرخ بأعلى صوتها وتخبره بأنها عرفت الحقيقه ,,
ولكن نظرة عينيه الصارمه اوقفتها ,, فرقته تبتعد جداً في حضور هيبته وحزمه ,, 
ناولتها مها ما تبقى من اشياء ضروريه ,, وساعدتها في حمل عبايتها وشنطتها الصغيره ,, 
مساعد التفت لسلطان وبحزم : ما قلت لي وش المشكله اللي صايره بينكم ,, اعذرني انا مريت من هنا واسمعها تقولك طلقها ,,
سلطان شعر ان ابو الجوهره ما عرف بالموضوع : فبثقه تكلم : مشاكل بسيطه راح نحلها مع بعض لا تأخذ في بالك ,,
ابو الجوهره بتنهيده عبرت عن ارتياحه : هذه الهقوه فيك ,, انا عارف انك راح تستحمل دلع عبير ,, لكن اوعدني اذا ضايقتك انك تعطيني خبر وانا راح اتفاهم معها ,, تعرف البنات ممكن يتقبلون من ابائهم شي ما يتقبلونه من ازواجهم ,, وخصوصاً مثل عبير متعلقه فيني,,
سلطان بهدوء : ولا يهمك طال عمرك ,, اهم شي عندي انك ترتاح الفتره ذي ,, ما نبي دوام الحين ,, لحد ما نتطمن على صحتك ..
مساعد : ما قصرت وانا عارف ان كل شي على ما يرام دامك مشرف على الشركه ,, 
وصلت عبير للمدخل وهي تلبس عبايتها وخذت الشغاله شنطتها تشيلها للسياره الواقفه عند مدخل الفيلا ,, 
وقفت تنتظره والباب كان شبه مفتوح ,, فلما شافها وصل عندها بخطوات واثقه : مشينا ,,
طلعت قبله بدون ما تلتفت له وركبت في المقعد الامامي بهدوء ..
تحرك بدون ما يبادلها حرف وانشغل منها بالطريق المزحوم ,, 
ما كان عندها أي فضول تعرف وين بيته ,, في أي حي ,, من مهتم بالبيت ,, كم عنده خدم ,, وش برنامج حياته ,, كلها اسئله غابت عن عقلها ,, وقررت انها تعتذر الكورس ذا ,, مالها مزاج ابداً تدرس ,, همها الوحيد كيف تنهي حياتها مع سلطان وبصوره مناسبه ,,
لأن كرامتها اصبحت المسيطره على تفكيرها ,, وماعداها اصبح صفراً لا يستحق التفكير ,, 
بعد فتره بسيطه انحنت السياره في مداخل شبه راقيه ,, لحد ما استوقفتهم بوابه حديديه مشغوله بطراز اندلسي ,, 
كان الحارس الاسيوي ,, يأشر لسلطان بالسلام معرباً بابتسامه اظهرت اسنانه البيضاء الناصعه ,,
استغربت عبير من ضحكته شكله يحب سلطان بقووه ,, اذا الحارس كذا اجل اللي في البيت شلون ,, 
وقفت السياره عند المدخل المعتنى به بشكل ملفت ,, ونزلت من الباب ,, وهي ترفع عيونها في الطراز الراقي للفيلا ,, مبهره جدا ,, ما عندها أي فكره ان ابوها ساعد سلطان انه يختار المكان هذا .. 
دق جرس الفيلا وصوت حركه قريبه من داخل الباب ,, ترحب في قدومهم ,,
فتحت سيده كبيره في السن وهي تتكلم : مرحبا والله بعيالي ,, ياهلا والله اقلطوا ..
دخل سلطان وقبل رأسها تقديراً لها : يا هلا والله بك يمه ,, وشلونك وشلون العيال بشريني عنهم ..
ام صالح في ابتسامه : انت رأس المال ,, اذا صرت طيب خلاص كلهم طيبين ,,
وطالعت في عبير بفضول : حياك يا بنتي ,, مبروك زواجكم ,, والله كان ودي افرح معكم لكن ما احب الطيارات ,, مير ما بعد ركبتها من الخوف ,,
ضحكت عبير بعفويه على طريقة كلامها ,
وتكلم سلطان بحنان : عبير ,, اعرفك على ام صالح ,, هي اللي اهتمت فيني بعد الحادث ,, كانت ساكنه معنا عند جدتي ,, وعيالها بالقريه ,, 
ونذرت نفسها لي ,, يعني ما اوصيك عليها ,, هذه في مقام امي ,, 
عبير بابتسامه : الله يسلمك يا خاله ,, 
سلطان يطالع ام صالح : اذا ارتحت من تعب السفر ابجي اتقهوى معك واقولك علومي ,,
الحين بنطلع فوق نبدل ونرتاح ,,
ام صالح : لو اقدر ارقى الدرج كان زينت كل شي بنفسي ,, بس الشغالات رتبوا كل شي على ما تحب ,, واكيد عبير ماراح تقصر في اللي تشوفه ناقص ,,ولا لا يابنتي ..
عبير بأرتباك : ولا يهمك يا خالتي ,, انا بهتم بالموضوع لا تفكرين ,,
تحرك سلطان للدرج يبي يطلع عشان يرتاح ,, وشاف عبير واقفه مع ام صالح ولا لها نيه تتحرك معه ,, 
اول ما وصل للدرج التفت لها : عبير تعالي اوريك المكان ,, اكيد تبين تشوفينه ,, 
تحركت يمه وهي مو ناويه ابد بس عشان ام صالح ما تنتبه لهم ,, مشت لحد ما طلعت معه الدرج بخطوات بطيئه ,, 

رواية روحي لك وحدك ل ريم الحجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن