البارت الثاني

11.7K 173 2
                                    

((الجزء الثاني))

نزل من الطائره وهو يحمل حقيبته الرياضيه متوجها الى قاعة الترانزيت منتظراً انتهاء الاجراءت ,, جلس على المقعد وهو يجول بناظريه في المكان الواسع , لم يستهويه أي شي
ولم يرى الا شريط حياته يمر سريعا امام عينيه ,, قاسيه هي الحياة احيانا باحكامها ,, ام هي قرارتنا من تقسو علينا ,, كلما تذكر والداته يحس بمياه عينيه تمتلئان ويشيح بنظره بعيدا
كم كان مقصرا في حقها ,, لم يعرها أي اهتمام في السنوات الاخيره ,,
هل يستطيع ان يكفر عن خطاياه تجاه من رفعوا ايديهم بالدعاء له ,, اهتز الجوال بين يديه وهو يرى اسم صديقه فواز ينتظر قدومه للرياض على احر من الجمر
منصور : مرحبا فواز
فواز : مرحبا فواز وش فيك تقولها من دون نفس ترى ما به الا خشتي في المطار ,,
منصور وهو يحاول ان يخرج الضحكه بصعوبه
منصور : الله يهديك وش فيك لا تدف زين ,, بس مدري وش اقولك ضايقتن بي الدنيا مدري وشلون اقابلهم ,,
انا حتى ما عطيتهم خبر اني واصل لهم الليله ,,
فواز : وش المشكله واحد راجع لهله ويبي يسوي لهم مفاجأه .. فري ايزي لا تهتم بس متى بتقلع الطياره
منصور وهو عينه على شاشة الطيران .. تقريبا بعد ساعه ,,
انتهت المكالمه القصيره ومنصور بدأ بالعد التنازلي كي يرى اسرته الصغيره والمكونه من والديه
واخيه الكبير محمد ,, العنود ,, وسلمان ,,
كم حس بأشتياقه العارم لهم , تذكر كاتي ولقرفه من ذكراها طردها سريعا من مخيلته ,,

فتحت شنتطها الصغيره وهي تطلع اغرضها منها بسرعه ,, حست بحماس كبير لما عرفت ان ابوها عزم المدير الجديد .. وااااااااو ابي افش غلي فيه بس كيف ؟؟؟
سمعت صوت من بعيد : عبوووره ؟
عبير : مهاوي انا هووون تعالي ,,
دخلت اختها اللي تصغرها بسنتين وهي تفتح الباب على مصراعيه
مها : يقولك بابا خلصي بسرعه بيروح يشوف الخيول قبل يجي الضيف ,,
رمت كل شي من يديها وهي تنزل الدرج بخطوات متباعده وتتلاقى مع ابوها عند المدخل الرئيسي للفيلا التي احتضنتها الاشجار الكثيفه
ابو الجوهره : وش كل هالتأخير بيجي الضيف وحنا ما قضينا من طلبك
عبير بدلع راااايق : هالحين الضيف اغلى مني فديت عيونك
مساعد بضحك ابوي : الله يكون في عونه اللي بياخذك بتاخذين بعقله حلاوه فديت عيونك فديت قلبك ويالله
عبير : افااااا يا امير قلبي ودنيتي انا بنتك الضعيفه تعاون ولد الناس علي
مساعد : والله على حسب وهو ينظر لها بنظره حنونه ,,
عنده اربع بنات الجوهره وتزوجت من سنه ثم عبير سنه ثالثه ,, وبعدين مها سنه اولى ثم غاده اولى ثانوي واخر العنقود ,,,

طلع مساعد وعبير وهم يمشون في ساحة الفيلا متجهين للاصطبل وهي متعلقه فيه وهم يتمشون
سرح مساعد بفكره يحب بناته بالتساوي ولا يوم فكر انه يفرق في معاملته تجاههم بس عبير بالذات تحاول قدر الامكان انها تتعمق في علاقتها معه وتحوزعلى كل الغلا باسلوبها وحركاتها
دخلوا وجرت عبير بسرعه لفرسها الاصيله والي سمتها نجود وفكت رسنها وهي تمشي بهدوء معها تبي تركبها وتاخذ لفه على المزرعه قبل الغروب ,, ركب والدها فرسه ومشى خلفها وهو ينظر لها بأعجاب .. صحيح الله حرمه من نعمة الولد لكن عبير تساوي عنده الف رجل ومستحيل يساوم عليها ابدا ,,
يعجبه تهورها الطفولي وكبرياءها المثاليه وثقتها المفرطه في نفسها ,, حسسته بقوتها في كل موقف مر بهم ابتدى يسرع وراها وهي تحاول انها تستعرض بمهارتها امامه ,, وكل ما حاول اللحاق بها اسرعت اكثر والضحك يغمرها وهي تلتفت له وكان التناغم بينها وبين نجود في اعلى مستوياته
طالعت في ابوها وانفلت شعرها الكثيف بقوه على كتفيها وحجب عنها الرؤيه وارجعته للخلف بطريقه عفويه وهي تنظر الى ابوها اللي وقف فجأه ونزل يرحب بالضيف القادم
وصل سلطان في دقائق كانت ضحكتها هي المسيطره ولم يلتفت لوجوده احد ,, وكان هدوءه المبالغ فيه وانبهاره بما يراه امامه مماساعده على الدخول بصمت .. مشهد فاق كل خياله
مشهد تمنى ان يكون فيه هو بنفسه ,, العطف الابوي ,, الجو الاسري الضحك والسعاده التي يفقتدها بشده
وفوق هذا كله .. هذه الحسناء الصغيره ,, كان لشعرها الاشقر مع مغيب الشمس لون توهج في عينيه تمنى من كل قلبه ان تكون هي ,, لم يتضح من ملامحها سوى ذلك الشعر الكثيف والذي انهدر الى نصف ظهرها ,, احسس انه بالغ في سكوته فاشار الى ابو الجوهره يعلن حضوره
توجه لها مساعد وابتسامته الهاديه واضحه له
مساعد : حيا الله من جانا ,, حياك حياك
قرب سلطان ونزل من السياره وهي يتوجه للسلام على ابو الجوهره
وبعد لحظه التفت مساعد وهو يصيح بصوت مرتفع : عبير ارجعي هنا ..
امسك مساعد برسن فرسه وهو يرحب بسلطان حتى دنت عبير بالقرب منهم وتوجه اليها وهو يناولها الرسن
رفع سلطان عينيه بطريقه فضوليه وهو يحاول ان يملى عينيه منها ,, لم يتوقع ابدا ان تكون بهذا النضج ,, توقعها صغيره بل صغيره جدا ,, لكن ما تشاهده عينيه عجز مخه للوصول اليه
فتاه جميله تنطق ملامحها بالانوثه الطاغيه ,, امسكت بفرس ابيها وهي تبتعد عن اعينهم ولكن قلبها بدا بالضجيج ,, تسارعت خطواته وتوهجت خديها خجلا من فضوله الذي لم يخفى عليها
كانت هناك اشاره خفيه بينهم غابت عن الجميع الا سواهم ,, قرني الاستشعار ابتدى في الترقب والحيطه ..
اعتبرته عدوا ولكن لا تعلم لماذا ,, من مكالمه هاتفيه ارتبط في ذهنها بانه عدو يجب تأديبه ,,
نزلت من فرسها وهي تهرول للداخل ,, دخلت الفيلا من الباب الجانبي ,,
واسرعت لغرفتها وهي تصفق الباب بقوه وتمسك انفاسها المتوتره ,,
اسرعت لنافذتها وهي ترى سيارته البورش البيضاء ..
ثم توجهت للناحيه الاخرى حيث رأته يتمشى مع والدها دققت النظر ارادت حفظ كل تفاصيله ,,
اذهلها ما رأت ,,,,

رواية روحي لك وحدك ل ريم الحجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن