(( الجزء التاسع عشر ))
في مطار الملك خالد الدولي وفي صالة الانتظار تحديدا كان الجميع يترقب النداء للبوابه رقم عشره ,, كان يراقب تلك العيون التي لمحها يوما ,, هل الصدف تجمعنا ام نحن من نصنع الصدف ,,
وصلهم صوت المضيفه وتحركوا للاتجاه في صف طويل ,, احساسك ان هناك من يراقبك احساس طبيعي جدا ,, وبعفويه التفتت ريما ولمحت ذلك الشاب الذي اهمل الوجود وركز عليها فقط لدرجه ازعجتها ,,
ريم بهمس في نفسها : فاااضي ,, غمضت عيونها وصورة الشاب تظهر في سطح ذاكرتها فجأه
رجعت تلمحه مره ثانيه وصدت بسرعه لما صدر منه حركه لخبطتها ,,
جلست ام محمد وريما في كرسيين جنب بعض ,,وعبدالرحمن رجع للخلف فالطائره مزحومه بشده
ريما : والله استغرب اذا قالوا الطياره مليانه ,, خصوصا اذا صار مو موسم سفر
ام محمد : تلاقين بعضهم رايحين لبلدان ثانيه بس ترانزيت ,,
كانت فرحة ام محمد شديده انها بتلتقي بمنصور وتبرد خاطرها بشوفته ,, لكن منصور
كان يفكر اكثر لما تجي امه كيف راح يتعامل مع ربى وبيتهم الصغير اللي يدوب يكفيهم ,,
تمدد بتعب وهو يحاول يشد عضلاته اللي تبنجت من قلة الحركه ,,
طالع لربى اللي تمددت بهدوء في الكرسي الطويل في الغرفه ,, حس بضعف تجاهها
لما سئلها عن شرطها رفضت تقوله الا لما يطلع من المستشفى ,, حاول معها كثير انه يفهم هي وتبي ,, وش تامر عليه سياره والا فيلا والا قطعة ارض من الميه للمليون مستعد انه يضحي بحلاله كله المهم تسامحه على تصرفاته وتبيح منه ,,
تذكر ابتسامتها المحزنه وهي تسمعه يتكلم ويوعدها انه راح يرضيها باللي تبيه , نظرتها كانت شارده بعيد لدرجة ان منصور كان وده يعرف وش تفكر فيه ,,
ضغط زر الممرضه ولما وصلت عنده سمعتها ربى وهي تتكلم مع منصور بصوت واطي : الدكتور بيمر عندك على الساعه الثانيه عشر ,, بس بعد شوي بنشيل كل الاجهزة وراح نزلك عشان تتحرك شوي ,,
قامت ربى وجلست على الكرسي وطالعت منصور , نفضت شعرها بيدها ,, وتحركت من مكانها وهي تسكر الملحف الصغير اللي تغطت به ,,
ناظرها منصور بحب وبصوت واطي : ازعجناك
ربى : بالعكس سويت فيني خير حسيت النومه ثقيله ,,
منصور : سئلتي ابو هاني متى راح يجيب امي ,,
ربى وكأنها تتذكر : وصيته البارحه بس برجع اكلمه الحين ,,
كان تعاملهم مع بعض رسمي بحكم وضع منصور في المستشفى ,, ربى ماسكه خط واحد ما تعدل عنه تقوم بواجبها على اكمل وجه لكن اكثر من كذا مستحيل ابداً انها تذل نفسها له
ضعفه ومرضه اثرت في نفسيته وتركت منصور ثاني او بالاصح منصور الحقيقي قبل تشتمه ربى في الاستراحه ويركبه ستين عفريت ,,
استئذنته ربى انها تروح للبيت عشان تجهز المكان لهم قبل يجون ,,
كان متردد انه يقول لها رووحي ,, كان يبيها ما تفارق عيونه ,, لكن الجرح اللي في قلبها راح يبطي لين يتعافى وترضى عليه عشان كذا منصور قرر ما يزعجها بأي شي ,,قبل كذااا بساعات محدوده كانت عبير متملله من وحدتها الرهيبه ,, واصلت لحد صلاة الفجر ,, بعد ما هدت نفسيتها واستعادت مشاعرها ,, اشتاقت تشوف ابوها مع انها ما صار لها كم يوم بس في بيت سلطان بس تحس في اللحظه هاذي ان شوقها يفوق الوصف ,
فقررت تزوره اليوم المساء ,,
لبست كاجول عادي وخذت شرشفها وتلحفت فيه ونزلت بعد الصلاه كالعاده ,,
سلمت على ام صالح وفي ترحيب غير عادي تكلمت الخاله : تعالي ياقليبي وانا امك اقعدي
وجهك مصّفر وش فيك ما نمتي زين ,,
رمشت عبير وتكلمت : يمكن من تعب البارحه تعرفين يا خالتي مجهود من طلعتي امس للتجهيز للعشاء كل هذا ياخذ وقت
ام صالح : اكييد ,, بس ما شالله لا اله الا الله شكلك البارح يهبل ,,
تكلمت عبير : خالتي مو غريبه انهم جالسين بدون غطاء ..
ضحكت ام صالح : يا قلبي عليك لا تخافين على سلطان ,, بعدين هذه عادات اهلهم هنا ما يشوفون فيه باس يسلمون على بعض ويقعدون مع بعض ,,
عبير : فهمت عليك .. بس كان يدور في نفس عبير ان سلطان كان يقدر يوقفهم عند حدهم وما يسمح لنفسه انه يقعد معهم ,, لكن اكيد انه يشوف ما عنده مشكله ,,
عبير بفضول : شكلهم ماخذين عليك مررره يا خالتي ,,
ام صالح : يعني يمرون علي في الاسبوع في الاسبوعين بعد ما جينا لهذا البيت ,,
دخل سلطان وقطع عليهم الحديث اللي كانت عبير متشوقه انها تعرف عنهم اكثر
سلم على ام صالح وقعد بدون ما تقوم عبير وتسلم لأنها تشاغلت في الصينيه اللي قدامها ترتب الأكواب بطريقه تصريف ,,
رفعت عينها له وبدون ما تسأله صبت الشاي وقدمته له ,,
ام صالح : اسم الله عليك يا قليبي وش فيك اليوم عسى ما تونس شي
سلطان بهدوء مبالغ فيه : ماشي يا خالتي تعبان من السهر تأخرت عند زملائي البارح ,,
ام صالح : اشوفك متغير من رجعت من السفر نومك مو مثل اول ,, وطالعت في عبير
: من يلومك عندك ذا الغزال اللي شوفته ترد الروح ,,
طالعها سلطان يبي يشوف تاثير كلام ام صالح ورد بثقه : اكيد
عبير فاقده الاهتمام بكل شي يحيطه من اول ما دخل , صعب انك تحب انسان لكنه يتجاهل
حبك ويكابر مدري على وشو ,, تشوفه البارح غير طبيعي ويقط عليها الكلام بدون وعي لكن اكيد غاب عن عبير ان الانسان اذا كان كذلك منتظر من الطرف الثاني اهتمام وحب ويشوف انه له كل الحق فيه بس عشان كلام صار ودمر كل حاجه بينهم اكيد لازم تقدر مشاعره بعد لانه اذا شاف عبير يذووب في ملامحها ويبي بس لمسة عطف منها تمسح انتظار السنين اللي فاتت ,,
قامت عبير واستأذنت منهم وعند الباب رجعت براسها على وراء : بروح لأهلي اسلم على ابوي ,
طالعها سلطان بتردد : خلاص اللي يريحك ,, ناظرتهم ام صالح بأستغراب وتأكدت
ان جوهم مغيم مررره واكيد بسبب ام عبدالرحمن وبنتها ,,
طلعت مع الدرج في خطوات ثقيله يا شين الانسان اذا صار فاقد الشعور بكل شي حواليه
وقفت في المنتصف وطالعت في غرفته رجعت خطوتين وراء لحد ما سمعت صوت الباب يتسكر ويطلع سلطان وبعده دخلت الغرفه على طوول ,,
بغت تعوض فقده انها تشوف اغراضه ولا تشم ريحته اللي افتقدتها بقووه ,, دخلت للمكتب
قعدت على الكرسي وشافت جهازه مفتوح على صفحة قوقل الرئيسيه ,,
ماكان فيه شي مهم على المكتب كتاب انجليزي عن الاقتصاد ,, مجله رياضيه ,, قامت تشوف الغرفه اللي برودتها كانت اكثر شي يميزها ,,
كان فراشه مو مرتب وملابسه على السرير ,, تضايقت ان نينا هي اللي تشرف على كل شي هنا في غرفته ,, دخلت لغرفة الملابس ودارت فيها وتذكرت اول ليله جت فيها البيت ,,
ولقائها معه في المكان ذا بالتحديد ,, ما نست لما طردها بشكل مؤدب من الغرفه عشان يبدل ,,
تنغصت زيااده ورجعت للغرفه شافت كتب عند الطاوله الصغيره اللي بجنب سريره من جهته
وحبت تشوفها ,,
سمعت صوت عند المدخل ,, خافت لا يكون هو رجعت خطوات لوراء وشافت نينا تدخل عشان تبتدي الترتيب ,, تنهدت من الخوف وطلبت منها ترجع بعدين ,,
سكرت نينا الباب وقعدت عبير على طرف السرير وخذت اول كتاب وتفرجت عليه ,,
انبسطت عليه لأنه من الكتب اللي تستهويها مره وتحكي عن تاريخ المملكه في الفتره القديمه
تسندت على المخده وصارت تقرأ في شكل متواصل ,, مع تركيزها في السطور حست بصداع شديد وغفت بدون شعور منها ,, نامت وفي لحظات رجعت رجولها لحضنها من البرد
وحضنت يديها عشان تدفيها ,, طول الوقت كانت تحس بالبرد بس عشان النوم سلطان
ما كانت في وعيها عشان تتلحف وراحت في نومه عميقه ,,
بعد ما انتصف النهار وسلطان منشغل في الشركه جاه اتصال من مساعد غير متوقع ,,
مساعد : كيف اصبحت يالشيخ وشخبارك مع العمل عسى ماعليكم ضغط
سلطان : الله يحيك طال عمرك لا ابشرك على ما تحب ,,
مساعد : من اصبحت وانا فيني شوق لعبير اتصل عليها وما ترد قلت اتطمن عليها منك عسى صلحت احوالكم
تفاجئ سلطان مرره وقدر يكشف سر علاقاتها بأبوها ,, علاقه روحانيه تعتمد على احساسهم ببعض ,
سلطان : تصدق بالله تقول اليوم الصباح انها تبي تزورك ,,
مساعد : زززززين ,, حنا طالعين بنتغداء في المزرعه ,, وبما انه نهاية الاسبوع بنام هناك
يالله تعالوا وغيروا جووو ,,
سلطان : بحاول ,, بتصل على عبير تروح معكم ,, ام صالح عندي في البيت توها تجي من عيالها
مساعد : افاااا ,, اقول مادريت انك للحين مسوي فيها رسميات ,, يالله تعالوا ننتظركم ,,
أنت تقرأ
رواية روحي لك وحدك ل ريم الحجر
Literatura Feminina#خليجية #رومانسية #سلطان #منصور #ربى #عبير #أحبك #حبي_لك