الفصل الثاني

66 3 0
                                    

مرت أربع سنوات على زواجهما و لم تنجب بعد ليس لانها لم تبلغ بعد بل لعدم إرادة الله . قد مضت أربع سنوات ! كان قد احبها يوم بعد يوم و قد كانت في سن العشرون من عمرها . كان قد نبغ عقلها كانت تكره حبسة البيت و من خلال عملها داخله و لاكن السؤال هنا هل تنسى حب حياتها!؟ . كان هو أيضاً قد بلغ السابعة و الثلاثون ، كان يحسّن العلاقة الزوجية بينهما و لاكنها كانت تبتعد . حاولت التفكير في الهروب و تركهم جميعاً ولاكن لم تجرؤ أن تحدثهم في هذا الأمر . قد يقع مكروهاً لأمها و قد يغضب حبيبها و ينهار في البكاء و لا تريد ان تحسسه بالندم بالأستعجال من زواجه منها ، وقد حدث هذا بالفعل!

بعد أسابيع قليلة في أحد الأيام قبل أذان الفجر أخذت القليل من أمتعتها في حقيبتها و هربت تاركة أحلى أيام الربيع من حبيبها الذي غير حياتها . فكانت قبل ان يعرض عليها الزواج تخطط لعقب تخرجها أن تصبح شيء ينير العالم  و كانت أيضاً تتمنى أن تنضج فقط لكي تبحث عن والداها فقد سألت جميع عمال في المدرسة كيف عثروا عليها فكان الرد واحد أنهم استيقذوا في الصباح الباكر على  بكاء طفلة على بوابة المدرسة فلم يكن معها أي أورق تعرفها سوى لحاف يحميها من البرد .

ذهبت إلى مكان بعيداً عن أنظار هذا العالم البسيط الطيب. ذهبت إلى بلاد كلها حضارة  و علم كانت تشعر أن هذا المكان يشبهها ، فهي تود ان تكون احد من هذا الشعب الحضاري . كان يقرأ بصوت عالٍ أمام أمه احد من وستليها اللتان كانوا يوضحان انها ذهبت بإرادتها فقالت الرسالة الأولى :

أمي الحبيبة...

احسست إحساس ان يكون لي أم معك أنت ، سامحيني لو كنت انا السبب في دموعك هذه . اطمأني عليَّ ، فأنا الان في مكان أستكشف فيه نفسي . الستِ من كانت و مازالت من أنصار حقوق المرأة في إكمال تعليمها و ها انا ذاهبة لإكمال تعليمي . امي حبيبتي انت و "..." اهلي الذين لم اراهم في حياتي قط . لن يرتح لي بال إن احسست انك غاضبة مني .

سامحيني...

لم ترد ان توضح اكثر من هذا حتى لا يشكوا انها في بلد العلم . حبس نفسه في غرفتهما ، أمسك بالرسالة الثانية في يده ثم جلس على طرف الفراش ، كان في متأكداً عند فتح الرسالة ستقع دبلتها التي لم تشلحها من قبل و لاكنه لم يتخيل أن تقع كلمات هذه الرسالة التي تقع في يده منها فتقول :

حبيبي...

لطالما كنت حبيبي و حبي الأول و الأخير منذ المرة الأولى التي رأيتك فيها . إذا شكرتك منذ الأن حتى اخر يوم لي لن يكفي شكري . انت من اتخذ من حياتي حياة أخرى . حياة مليئة بالسعادة و الحب . احبك ، احبك حتى لو لم تكن تحبني فسأظل احبك و سأعيش على ذكراك . الذكرى الحلوة هذه . أعلم ان الندم يكاد ان يقتلك لاكني قررت بدأ حياة جديدة و لاكن عدم التخلي عنك أو عن حبي ولازلت ألبس رابط حبك في أصبعي . لا ترفض طلب لأمي فقد صارت أربعة و ستون عاماً ، قد يصيبها مكروهاً ، لا تتركها وقت طويل بمفردها . اعلم انك لطالما تمنيت أن أنجب لك أولاد يحملون أسمك ، نعم أعلم حتى و إن لم تعلمني فأنا أشعر بك...

لم تكن هي من الفتيات اللواتي يخفين مشاعرهن فكانت تخرجها على من تشاء دون تفكير أو تدبير .

هما (هي و هو)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن