الفصل الثالث

49 3 0
                                    

مر أشهر عديدة ، لم يترك مدرسة ، جامعة ، معهد او أي مكان يخص العاملين او المتعلمين ، لاكنه لم يجدها . قد رأى فيها طفولة حتى احس انه طفل من جديد . قد افتقد ذاك الشعور منذ ان كان في العشرون حيث انشغل بأبحاثه و دراسته ثم عمله و ان يصرف على البيت و تحمل مسؤليته بعد موت أبيه . كانو على أمل ان ترجع الى الديار لكن خاب أملهم حتى أصبحت تلك العجوز من كثرة البكاء و الحزن أصابها الإكتأب حلول ان يهدئها و يحدثها بشأن حبيبته . كان يحبس دموعه في عينه كل يوم قبل النوم ، يتذكر حديثها ، يتذكر كيف كانت علاقتهما في الفترة الأخيرة . هل تراه أخطأ في معاملته لها او لم يعبر عن مشاعره خلال تلك الفترة . مر سنة على غيابها ، قد توفت أمه حزناً عليها قد أصابها جلطة في القلب . قبل ان تمت أمه أوصته ان يتزوج

-يا بني اريد رؤية أطفالك قبل ان اموت .

-لا داعى لهذا الكلام يا أمي .

-بل له داعٍ . أسوف توقف حياتك من أجلها ؟!

-و من التي ستقبل بكهل مثلي

قالها بسخرية

-لا تقل هذا بني ، مازلت شاباً . لا تقلق فقد تحدثت بأسمك لبنت خالتك و قد وافقت لاكن بدى عليها التردد في الأول .

رد منفعلاً :

-كيف تعرضي عليها الزواج مني قبل ان تحدثيني؟!

-يا بني ها انت ذا وافقت . متى يتم عقد القران ؟

-في اقرب وقت إن شاء الله.

مر أسبوعين على محادثة أمه له ، تم عقد القران في سلام . بدا على العروس الفرحة و الحزن أيضاً ، فلا تريد بناء سعادتها على تعاسة الآخرين . لم يمر تسعة أشهر حتى أنجبت ولدين توأم . لم يكن ليتخيل لوهلة أن من الممكن ان تأخذ امرأة اخرى مكانها في الفراش . كان كل ما مر به في حياته كبعض ثوانٍ قليلة ملخص حياته .

هما (هي و هو)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن