الحلقة الأولى:

55.3K 595 8
                                    

حبيبتي الگاذبة

(مقدمة)

نشأت في حياة فاسدة لتعاني وتتألم وتحاول الفرار حتي ظهر في طريقها ، فتمسكت به وكأنه طوق النجاة ،لكنها لم تكن صادقة من البداية وخدعتهُ دون عمد بعد أن عِشقها بكل جوارحه فأقسم أن ينتقم وينتقم حتي يشفي غليلهُ ولكن هل سيدوم الإنتقام أم أن عشقه سيتغلب عليه ؟

الحلقه الأولــي :

في منزل ما من ضواحي مصر تحديداً بمحافظة الأسكندرية ، ولكن لم يكن ذاك المنزل عاديا ً حيث كانت تتعالي فيه أصوات الأغاني الهابطة ونري النساء أشكال يرقصن بميوعه ، كاسيات عاريات يرتدن ملابس تكشف أكثر مما تستر ، فمنهن من تضحك بإثارة وتتمايل بإغواء ومنهن تفعل الفواحش في أحضان رجل يلهث مجرد أن تعري له عن ساقها ، بالأدق عاهرات يملئن المكان فهو منزل من المنازل المشبوهة ...... 
وفي إحدى الغرف يوجد فتاة تجلس محتضنة لساقيها تبكي بحسرة وعيناها تزوغ في أركان الغرفة وكأنها تستغيث بأحد لعلهُ ينتشلها من ذاك المرار الذي تذيقه يوميا وتعاني مع والدتها التي تكن أسوء مثال للأم .... دلفت سيده يتخطي عمرها الأربعون عاماًً ، ذات قوام رشيق وملامح أنثويه هادئه ، وجهها يمتلئ بمساحيق التجميل لتجعل مظهرها أكثر إثارة ، تحدثت بلا مبالاة موجهه حديثها لإبنتها :
_ مالك يابت قاعده كده ليه ! وعامله محزنه
رمقتها أروي بنظرات ناريه محتقره ، ثم قالت من بين دموعها بنبره يتغلب عليها الصدق والذي هو نابع من صميم قلبها:
_ أنا بكرهك ، بكرهك جدا ، سبيني في حالي وأمشي شوفي زباينك يا خاينه !!
أثارت كلمات أروي غضب سهير بشده وما كان منها إلا أنها إقتربت لتصفعها علي وجهها بلا رحمه ولا شفقه لتنهال عليها بالصفعات المتتاليه لتجعلها تصرخ وتصرخ باكيه لتزداد كرهاً في أمها ... نعم أمها لطالما تفعل الفواحش كل ليله وكل ليلةً مع رجلا ً مختلفاً عن السابق ليصبح منزلها من المنازل المشبوهة مفتوحاً لفعل الفواحش ....
وفي حين دلفت سُهيلة شقيقة أروي ٱلي الغرفة وهي تحاول نزع أروي من يد تلك التي تسمي أمها لتقول بعصبية: ما تبعدي عنها بقي وتسبيها في حالها يا شيخة حرام عليكي عاوزة منها ايه !
تركت سهير خصلات شعرها أخيراً التي كانت تكاد أن تقتلع في يدها وقالت بصوت لاهث:
_ دي بت قليلة الأدب لسانها مترين وبعدين لازم تسمع الكلام الي بقوله !!
سُهيلة وقد إزدادت ملامحها حدة: كلام ايه يا سهير هانم مش هسمحلك تلوثيها زي ما لوثتيني إبعدي عن أروي كفاية أنا والي جرالي
لوت سهير شفتيها وقالت بحنق: طب ياختي يلا إخلصي وتعالي شوفي الزباين !
ثم رمقتهن بنظرات حادة وإتجهت إلي خارج الغرفة إلي حيث جاءت لتعود تستكمل الفواحش مرة أخري ......

مسدت سهيلة علي شعر شقيقتها وهي تقول بحنو: معلش يا أروي إهدي ياحبيبتي متزعليش
أروي من بين دموعها: أنا نفسي أموت وأرتاح من القرف ده يارب خدني بقي
أخذت سهيلة تهدئ من إنفعالها وهي تقول برفق: بعد الشر عليكي يا أروي وبعدين ده أنتي الي مصبراني علي الهم الي أنا فيه
رفعت بصرها إليها وكففت دموعها بأنامل يدها الصغيرة وقالت بحزن: ليه بتعملي في نفسك كده ليه وافقتي تبقي رخيصة زيها وخليتي جسمك رخيص لأي حد عايز ينهش فيكي بينهش ! ليه كده يا سهيلة ليه !
أغلقت سهيلة عينيها بألم وندم وقالت بصوت مهزوز يغلب عليه البكاء :
_ غصب عني مكنش قدامي حل غير كده، كنت عيزاني أعمل إيه وأنا كل يوم أشوفها تضرب فينا وتمنع عننا الأكل والفلوس وكل حاجة وملناش أي مكان تاني كان لازم أقبل أبقي رخيصة علي الأقل أنا وحافظت عليكي منها والحمدلله إنك لسة نضيفة
إقتربت أروي منها وعانقتها بشدة قائلة بصوت باكي متألم: يارب رحمتك ولطفك بينا
إبتعدت عنها وهي تقول: أنا هخرج بقي ... ومن ثم إتجهت إلي الخارج........

حبيبتي الكاذبة بقلم / فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن