الخامسة عشر

15.9K 240 4
                                    

حبيبتي الگاذبة

الحلقة الخامسة عشر : (غضب الأمير )

وصلا إلي هذه الشركة والتي سيتم بها حفل صغير يجمع عددا معينا من رجال الأعمال بمناسبة ، دخولهم في صفقة جديدة قد تربح ربحا كثيرا ..
إنبهرت أروي بهذه الشركة الفخمة والأنيقة أيضًا ، إزدادت إنبهاراً حين رأت الترحيبات الكثيرة بـ أميـر ، الجميع يحترمونه فائق الإحترام بينما هو يتلقي الترحيبات بثباتٍ وإبتسامة رجولية لا تفارق صغره ..
إبتسمت لبرهه ، ولكـن سرعان ما تلاشت إبتسامتها وهي تري سـامي مقبلاً عليهما ، إرتعدت أوصالها حين إبتسـم لهـا بمكرٍ خفي ، وصل إليهما ووقف يمد يده مصافحا لـ أمير :
- أهلا أميـر بيه
صافحه أميـر وهو يبتسم بمجامـلة : أهلا وسهلا
إمتعض سامي من طريقته المُتعالية بالنسبه له ، فأردف بإبتسامة صفـراء :
- فينك كده هو أنت زعلان مننا ولا إيه يا عم
رد أمير بهدوء : موجود في الدنيا ..
نظر سامي إلي أروي وتابـع ساخرا : إزيك يا .. هو أنتي إسمك ايه ؟؟
إزدردت أروي ريقها بصعوبة بالغة بينما أجابه أمير سريعا : أروي سكرتيرتي .. ثم وجه حديثه لـ أروي ..
- وده أستاذ سامي أحد رجال الأعمال ... تابع بتهكم : الهامة في البلد
كز سامي علي أسنانه من أسلوبه ، ثم تابع : اه اهلا وسهلا يا أروي .. يلا أشوفكم بعدين عن إذنكم .. تركهما وسار بعيدا ...
شعرت أروي بالدوار يلفها فترنحت قليلاً ليسندها أمير بذراعه قائلاً بلهفه : أروي ..
حاولت أن تتماسك وقالت بخفوت : أنا كويسة بس حسيت بدوخة فجأة
- طب إقعدي ... نطق بها أمير وهو يشير لها لمقعد ما فإنصاعت له وجلست بالفعل ...
................

إزيك يا طنط نعمة ..
قالتها سلمي بإبتسامة
ردت نعمة بإقتضاب : أهلا
صُدمت سلمي من رد فعلها وردها هذا .. فقالت بحنق : مالك يا طنط ؟؟
- ما فيش ما أنا كويسة أهو مالي يعني !
تعجبت سلمي من حديثها الفظ ، ثم تابعت بإختناق :
- يعني من أمتي وأنتي بتكلميني كده يا طنط نعمة !!
زفرت نعمة وتابعت بحدة : من دلوقتي ! .. ومن ساعة ما أخوكي بان علي حقيقته يارتني كنت أعرف كده من الأول أبدا ما كنت عتبت بيتكم ..
جاهدت سلمي في حبس عبراتها قدر الإمكان ، ثم قالت بصوتٍ متألم : يعني ايه الكلام ده بقي ، علي فكرة أخويا برئ
ضحكت بتهكم : برئ !! .. عموما أنا ميهمنيش أنا كل الي يهمني دلوقتي هو إبني ومنظرة قدام الناس أنا بقولك تبعدي عنه بالذوق يا سلمي وإقلعي الشبكة واديهاله واطلبي منه الطلاق وزي ما دخلنا بالمعروف يا بنت الناس نخرج بالمعروف
لطمت سلمي علي صدرها بصدمة : أنتي بتقولي ايه
الي سمعتيه ... ما هو لو معملتيش كده أنا هجوزه بنت خالته غصب عنك علي الأقل محدش يعايرنا .. !
إنفجرت سلمي باكية وهي تهرول إلي شقتها لكن أثناء هبوطها الدرج إصطدمت بـ خالد الذي قال بلهفه : مالك يا سلمي في ايه ؟؟
قالت سلمي من بين شهقاتها :
- طلقني يا خالد .. طلقني وإبعد عني وسبني في حالي .. !
قطب خالد جبينه وقال بغضب : نعم !؟ ايه الكلام الفارغ ده ؟؟
سلمي ببكاء : ده كلام مامتك هي عاوزة كده وكمان هتجوزك بنت خالتك
تنهد خالد بعمق وهو يمسح علي رأسه بغضب عارم ... لكنه حاول جاهدا تهدئة نفسه .. ورفع ذقن زوجته بيده وهو يقول بحنان : سلمي يا حبيبتي .. أنا مبحبش غيرك أنتي وبس ومهما ماما عملت مش هتقدر تبعدني عنك يا حبيبتي
- بس أنا مش هقدر أعيش مع الوضع ده يا خالد أنا خلاص مش قادرة تعبت
خالد بهدوء : ممكن ملكيش دعوة بحد غيري ؟؟ ما تسيبي الي يتكلم يتكلم هو أنا مش كفايه ولا إيه ؟؟
لم يتلقي رد منها بل نظرت إليه بصمت
إبتسم وإقترب منها حتي لفحت أنفاسه وجهها .. فخرج صوته حنونا هادئا : أنا مش كفاية يا سلمي ردي عليا ؟؟؟؟؟
رمشت بعينيها عدة مرات ثم تابعت بخجل : كفاية
إبتسم بإتساع وراح يُقبل جبينها برقةٍ أذابتها .. ثم أبعدها قليلاً وهو يقول بحزمٍ هادئ : يبقي مشفكيش بتعيطي تاني ولا زعلانة ولا الهبل ده تمام ؟؟
إبتسمت ثم تابعت بتلقائية : تمام ، بس ممكن تيجي تقنع ماما تروح لصاحب الشغل عشان يطلع ماجد من السجن ، عشان هي مش راضية خالص !
تجهمت ملامح وجهه ، ثم تابع بصرامة : مامتك معاها حق يا سلمي ، لازم أخوكي يتعاقب وياخد جزاءه عشان يحرم لكن كده هتروح تطلعه يبقي ولا كأنه عمل حاجة ؟!
سلمي بحنق : يعني عاجبك كلام الناس ده ، وبعدين ماجد برئ يا خالد
رفع خالد حاجباه وتابع متهكما : برئ !! بريئ ازاي بقي ؟؟ بلاش نضحك علي نفسنا يا سلمي أنتي عارفه أخوكي كويس ، وعارفة أنه لا برئ ولا هو شخص كويس أصلا فياريت تسمعي كلام امك وتسبيه ياخد جزاءه ..
كأنها لم تسمعه من الأساس حين قالت : طب ما تيجي نقومله محامي يا خالد عشان خاطري .
إتسعت عينا خالد وهو يضغط شفتيه بقوة ثم جذبها من ذراعها قائلاً بحدة : هو أنتي مبتفهميش يا سلمي ؟؟ بقولك سبيه ياخد جزاءه تقوليلي محامي !
سلمي بخـوف : طيب طيب ، خلاص
تركها خالد ثم قال بهدوء : فكري في نفسك وبس يا سلمي ، أنتي لو كنتي مكانه مكنش هو عبرك أصلاً ..
أومأت برأسها بصمت فتابع متنهداً بإبتسامة : بحبك يا سلمي خليكي عارفة ده كويس
ثم صعد عدة درجات وقال غامزاً : يلا إدخلي شقتك ... ثم صعد وظلت هي واقفة تُفكر بإصرار كيف تنقذ أخيها وترحم نفسها وأمها من كلام الناس ! ... حتي وجدت الفكرة وقررت تنفيذها دون أن يعلم أحد .. و دون أن تفكر في عواقبها !!
........................

حبيبتي الكاذبة بقلم / فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن