الثامنة والأربعون

15.6K 275 3
                                    

حبيبتي الگاذبة

الحلقة الثامنة والأربعون : ( بين الحياه والموت )

صرخت مايـا ذعرا وهي تلطم علي وجهها بصدمة ، ركضت بهستيريه هابطة درجات السلم بسرعة شديدة ...
بينما تجمعت الجيران بهلع وهمّ يرون ماجد مُلقي علي الأرض وسط بركة من الدماء ..
ظلت تصرخ وهي تهتف بإسمه : ماجد .. ماجد وقع من البلكونه إلحقوني يا ناس إلحقوني ..
بينما في الأعلي إنتفضت سلمي من فراشها وهي تسمع الصرخات المتعالية تلك .. لتركض إلي الخارج هلعا متساءلة : في إيه طنط نعمة ؟؟؟
أجابتها نعمه وهي تسرع خارج المنزل : مش عارفه يابنتي أنا شايفة مرات أخوكي ماجد بتصوت تحت والناس ملمومه !!
لطمت سلمي علي صدرها وهي تركض علي الدرج ، مردده بذعر : إستر يارب ..
ركضت وقلبها يخفق قلقا ، وما إن وصلت إلي الجيران فُزعت وهي تصرخ بهستيريه : مااااجد !! .. ماجد
جثت علي ركبتيها بصدمة جليه وهي تراه يأن وجعا ، إرتجف جسدها كُليا وهي ترفع رأسه صارخة بإسمه : ماجد ... ايه الي حصلك .. ماجد رد عليا ..
كان يُشير بيده فقط نحو مايا التي كانت تبكي بخداع ..
لم يفهم أحدا شيئا من إشارته ، لتصرخ سلمي بهستيريه : حد يطلب الإسعااااف ..
وكانت السيدة كوثر تأتي حاملة بيديها حقائب بلاستيكيه بها مُتطلبات المنزل .. إلا أنها ألقتهم من يديها وهي تري ذلك الحشد المجمع من الناس وصوت سلمي إبنتها تبكي بإنهيـار ..
ركضت وقلبها يضرب بعنف ولقد شعرت أن حدث كارثة لتجعل إبنتها تبكي بهذا الصراخ .. !!!
صاحت وهي تدفع الناس بيديها المرتعشتين : سلمي .. بتعيطي ليـ .............
لم تكمل جملتها لتتسع عينيها رعبا وهلعا .. إبني !! ...
تفوهت بعدم تصديق وهي تنحني جاثية علي ركبتيها : إبني !! .. مـ ماجد
مازال يأن وجعا .. مازال يتنفس ... فقط صرخة جعلته يأن أكثر ..
صرخة عالية أطلقتها كوثـر وهي تنطق بهستيريه : مااااااجد .. ! إبني يا ناااس حد يلحقني .. الله يخليكم إعملوا حاجة .. إبني بيموووت .. إعملوا حاجة !!!
وصلت سيارة الإسعاف بعد مرور ربع ساعه ، وسط صياح وصراخ أمه وشقيقته والجميع الذي حزن لأجله رغم ما فعله من فساد إلا أن منظره ما هو إلا مشهد يمزق القلوب ..
لتصل سيارة الإسعاف إلي المستشفي بعد مرور نصف ساعة .. كان قد غاب عن الوعي ..
ركضت كوثر يتبعها البقية خلف الممرضات اللاتي حملوهن علي السرير النقال وركضن به إلي غرفة الطوارئ ..
لم يتوقف صراخ كوثر لثانية وهي تضرع إلي الله بأن يحمي إبنها وينجيه فمهما حدث هي أم وقلبها يتمزق من أجل فلذة كبدها ..
إتجهت سلمي إلي مايـا القابعة في أحد الأركان ، سألتها من بين دموعها : إيه الي حصل وماجد وقع إزاي من البلكونة ؟؟؟
إزدردت مايا لعابها ، ثم هتفت بتوتر حاولت إخفاؤه : مـ معرفش هو دخل يـ يشرب سجارة وبعدين لقيته زي ما يكون داخ كده ولقيته بيميل لقدام وجريت عشان ألحقه ملحقتش أمسكه !
دققت سلمي النظر في وجهها فلقد ظهر عليه الكدمات ، فعبست بوجهها وهي تسألها بحدة : أنتوا إتخانقتوا ، أيوة إتخانقتوا ، باين علي وشك أثار ضرب ؟ إتخانقتوا ليه ؟؟؟
لم تجيبها بل ظلت تنتحب وهي تدفن وجهها بين راحتي يديها ، بينما تدخلت نعمة وهي تقول بجدية : سبيها يا سلمي دلوقتي لما نطمن علي أخوكي الأول ..
بينما ظلت الأم جالسة لا حول لها ولا قوه ، تبكي وهي تردد فقط : يارب .. يارب ..
.....................

حبيبتي الكاذبة بقلم / فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن