حبيبتي الگاذبة
الحلقة الثامنة والثلاثون : (إشتياق )
تنفس الصبـاح وأشرقـت شمـس يوم جديد ، ظل أميـر جالسـًا إلي جوارهـا طوال الليل فلقد قام برعايتها حتي إنخفضت حرارتهـا وقد إطمئن قليلًا عليهـا ، نهض ثم دلف إلي المرحاض وإغتسل ومن ثم أبدل ملابسه وخرج من الغرفة .. تقابل مع عمته في الرواق ، فقالت بإبتسامة : صباح الخير يا أمير
رد عليها بهدوء : صباح النور
فقالت متسائلة : هي أروي فين أنا دورت عليها في البيت كله وملقتهاش ، راحت فين ؟
أجابها متنهدًا بثبات : نايمة جوة في الأوضة ، كانت تعبانه وعندها سخونية ، الحرارة نزلت شوية بس هي شكلها تعبان ، أنا عندي شغل كتير النهارده ، ياريت تتصلي بالدكتور يجي يشوفها يكون أحسن وأنا هبقي أتواصل معاكي بالتلفون !
أومأت نجـاة برأسهـا وقالت مبتسمة : حاضر ، متقلقش عليها دي في عنيا ، وبعدين لو تاخدها في حضنك كده وتطبطب عليها هتخف وتبقي زي الفل صدقني
تنهد بعمق قبل أن يردف بجدية وهو ينظر إلي ساعة معصمه : أنا ماشي يا عمتي عن إذنك ..
فقالت سريعـًا : طب مش هتفطر ؟
حرك رأسه نافيًا وهو يتجه نحو الدرج : لأ ، يلا سلام .. ثم هبط الدرج ليخرج ويستقل سيارته مُنطلقـًا بهـا ..
شرد بذهنه وهو يتذكرها أمس عندما كانت تتفوه بإسمه وهو يفعل لها الكمادات ، لقد إشتاق لإسمه وهو يُنطق من بين شفتيها ، وخاصةً عندما تُناديه "أميري" .. لاحت إبتسامة حزينة علي شفتيه كلما تذكرهـا وأكمـل سيره بهـدوء
..............دلفت نجـاة إلي الغرفة لتجدها لا تزال نائمة في ملكـوت آخـر ، إبتسمت وقررت تتركها تنعم بالراحة فهي تعلم حجم معاناتها في الأيام السابقة .. إقتربت منها بحذر وأخذت صحن المياه الذي به الكمادات ، ثم خرجت من الغرفة بحذر وأغلقت الباب براحة شديدة حتي لا تفيقها ..
..........ذهب أميـر بعد مرور ساعـة إلي شركتهُ ، دلف إلي مكتبه ثم جلس علي كرسيه ، ليقول بجدية : خير يا طارق ؟
رد طارق الواقف أمامـه بثبات : عرفت إن سامي بيتردد علي شركة مأمون كتير بس لحد دلوقتي معرفتش إيه السبب !
عقد أمير ما بين حاجباه وتابع مردفًا بإستغراب : بيعمل إيه مع أمجد ، غريبة جدا
طارق بهدوء : يمكن في شغل بينهم ولا حاجة
أمير بنفي : لأ ، أمجد مبيشتغلش مع سامي إطلاقا ، قولي إيه أخبار التسجيل سمعت حاجة جديدة .. ؟
حرك طارق رأسه بنفي وأردف قائلًا : لأ ، مش بسمع غير حاجات تقرف بينه وبين السكرتيرة بتاعته ..
أمير وقد تجهمت ملامح وجهه : إنسان قذر .. طيب روح إنت يا طارق علي شغلك وبلغني بالجديد أول بأول ..
أومأ طارق برأسه وخرج من مكتبه ، ليصطدم بزياد الذي قال مرحا : بس قدامك يا كوتش ..
ضحك طارق وسار إلي مكتبه ليدلف زياد إلي المكتب قائلًا بمرح : صباح الي بتغني
إبتسم له أمير وتابع بهدوء : أهلا يا زياد خطوة عزيزة ، مش عوايدك يعني تيجلي الشركة ؟
زياد وقد إرتفع أحد حاجبيه : أمشي يعني ولا أعمل إيه ناو
أمير ضاحكا : ناو ، أنت كمان هتعمل زي العيال الفرافير وتقولي ناو
ضحك زياد قائلًا : اهااا ما أنت بتضحك وحلو أهو يا عم أومال معيشنا في حالة رعب ليه بس
أمير بجدية وهو يرفع سماعة الهاتف : تشرب إيه
أردف زياد بغمزة : قهوة مظبوط
قال أمير بنبرة جادة : إتنين قهوة يا طارق من فضلك .. ثم أغلق الخط ، ليقول مُتساءلا : طبعا الي جابك هنا أمر خطير ومستعجل كمان ، خير بقي ؟
تابع زياد بجدية : إيه أخبارك مع مراتك ؟ مش ناوي تستهدي بالله ولا إيه ؟
تنهد أمير وأردف بهدوء : أنت جاي عشان كده ؟
أومأ زياد برأسه وتابع : بصراحة آه ، لأننا شبعنا نكد بسببك كفاية بقي إرحم نفسك وإرحم مراتك معاك ، إحنا بشر ولازم نسامح بعض كفاية بقي وإبدؤا صفحة جديدة مع بعض !
ضحك أميـر بخفوت وراح يستند بمرفقيه علي سطح المكتب ليتابع بحزمٍ هادئ :
- هو أنا ليه حاسس أنكم شايفين الموضوع عادي ومحدش حاسس أبدا بالجرح الي بينزف ده ، ليه محدش بيقدر إني إتخدعت من أقرب إنسانة ليا ، يا زياد أنا محبتش حد قد ما حبيت أروي فجأة دخلت حياتي بدون مقدمات وبقت الحاجة الحلوة الي في حياتي كنت بخلص شغل وأجري علي البيت عشان أشوفها وتهون عليا تعب الشغل حسيت بالدفئ وجو العيلة الي إفتقدته وفجأة كده برضو بدون مقدمات إتصدم فيها قولي انت لو مكاني هتعمل ايه
رد زياد : كلنا مقدرين حاجة زي كده طبعا ، بس أنت برضو خدت حقك ومسكتش ووجعتها زي ما وجعتك تبقوا خالصين ، ربنا بيسامح وانت لازم تسامح برضو لأن انت لو مبتحبهاش كان زمانك طلقتها ومهمكش الي في بطنها ولا أنت برضو عندك شك أنه مش منك ؟
أغمض عينيه وهو يفرك جبهته بحيرة ، ليتابع زياد مواصلًا ؛:
علي فكرة أنت لو عندك ذرة شك أنه مش منك صدقني ما كنت خليتها علي ذمتك لحظة واحدة ! ..بص أنا مش بدافع عنها هي غلطانة محدش يقدر يقول غير كده بس كلنا بنغلط والأحسن كمان بقي إنها ندمانة علي غلطها ده ومتمسكة بيك ، فياريت تديها فرصة وتدي لنفسك فرصة برضو
ظل أمير صامتا وهو يستمع إليه ، فقال زياد مكملًا : علي العموم القرار ليك فكر مع نفسك وأنا متأكد إنك هتسامح عشان أنت بتحبها
أومأ أمير برأسه فتابع زياد بمزاح : يلا خليني اشرب القهوة وأتكل أشوف أكل عيشي يخربيت معرفتك ..
ضحك أمير أخيـرًا علي مزاحه ، ثم دلف طارق حاملًا القهوة ليضعها أمامهما ويخرج ، ثم تناولاها معا وسط مزاح زياد المتواصل ..
..............
أنت تقرأ
حبيبتي الكاذبة بقلم / فاطمة حمدي
Romantikمقدمة) نشأت في حياة فاسدة لتعاني وتتألم وتحاول الفرار حتي ظهر في طريقها ، فتمسكت به وكأنه طوق النجاة ،لكنها لم تكن صادقة من البداية وخدعتهُ دون عمد بعد أن عِشقها بكل جوارحه فأقسم أن ينتقم وينتقم حتي يشفي غليلهُ فـ هل سيدوم الإنتقام أم أن عشقه سيتغل...